Site icon IMLebanon

حرب ستدمّر لبنان

 

مجدّداً قرأ اللبنانيّون بالأمس سيناريو لحربٍ مقبلة بين إسرائيل وإيران ومعها حزبها (حزب الله) وأنّ هذه الحرب ستدمّر لبنان، بدون شيء حاملات الطائرات والمدمّرات الأميركية لم تأتي في نزهة إلى المنطقة، السيناريو الذي قرأنا عنه بالأمس مخيف، فالحرب المقبلة «ستدمر البنى التحتية والجسور والطرق والمراكز والمواقع الرسمية والعسكرية اللبنانية»، وكأننا ينقصنا سيناريوهات حرب مدمّرة ونحن في ذروة تحذيرات الانهيار الاقتصادي والأزمات التي تشي بأنّ البلاد أمام سيناريوهات انفجار داخلي!

 

لبنان رهينة بناء إيران جبهتها في سوريا ولبنان، ولبنان رهينة حزب الله الذي يستطيع أن يجرّنا إلى حربٍ مدمّرة مجدّداً حرصاً على مكاسبه الإيرانيّة في لبنان وسوريا، ولكن كلّ هؤلاء المدنيين إلى أين سيذهبون، لم يبقَ في لبنان شبر أرض ليس فيه كثافة سكانيّة لا تتناسب مع حجمه الصغير، لا يملك هؤلاء المدنيّون حتى القدرة الماليّة ليتحمّلوا ترف التهجير والهروب إلى أماكن أكثر أماناً!

 

في آذار العام 2018 نقل عن مسؤول أميركي أن الإسرائيليين يخططون لعملية عسكرية ضخمة تشمل اجتياحًا خاطفًا للاراضي اللبنانية حتى محيط بيروت، وتقدم اسرائيلي في شرق لبنان على الحدود اللبنانية – السورية لعزل قوات «حزب الله» المنتشرة في جنوب سوريا. وشدد على أن الاجتياح سيكون مدمرًا وسريعًا يترك وراءه أرضًا محروقة حتى بيروت»، أمّا سيناريو الأمس فاكتفى بأنّ «إسرائيل قد لا تعبر الحدود بجنودها بل ستلجأ الى الغارات الجوية والصواريخ ضد مواقع حزب الله في شكل كثيف، وتدمر البنى التحتية والجسور والطرق والمراكز والمواقع الرسمية والعسكرية اللبنانية»، في أي سيناريو سيجري الحديث عنه سيكون مصير لبنان الدّمار، وهذا أمرٌ وبوضوح شديد مفروض علينا بإكراه سلاح حزب الله وأجندته الإيرانيّة.

 

عندما يكثر الحديث عن الحرب، تكون الحرب على الأبواب، وما يحدث في المنطقة يثير هواجس ومخاوف كثيرة ماذا لو فعلاً نحن أمام هكذا سيناريو مدمّر؟ ومن المؤسف أن لا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال الآن، ومن المؤسف أيضاً أنّ الذين يقامرون ويغامرون بمصير لبنان من أجل إيران يدركون الثّمن الضخم الذي سيدفعه لبنان، اقتصادياً واجتماعياً مع احتمال تدمير بنيته التحتية، وحصول شروخات عميقة في المجتمع بين مكوناته الطائفية عقب حرب شرسة، مع ما يعنيه ذلك لمستقبل لبنان كدولة كما نعهدها الان»، لذا من المفيد القول إنّ توصيف التهديدات التي تعصف بالمنطقة بأنّها «حرب نفسية» هو استهتار بعقول النّاس وخداع حقيقي لبساطتهم!

 

المنطقة تتقلّب في أتون الحروب والطائرات الحربيّة تملأ فضاء المنطقة، كائنٌ من كان يستطيع أن يشعل حرباً، التحالف الدولي والتحالف العربي وإيران وحزب الله وإسرائيل، كلّهم يملكون سيناريوهات حقيقيّة في حال اندلعت هكذا حرب، ولكن ماذا عن لبنان؟ هل تملك دولته سيناريو ما لحماية شعبها، أو على الأقل هي تتوقف لمجرّد التفكير في خطورة ما يتمّ تداوله، أم أنّها لا تملك هذه الأيام إلا وقتاً لقمع أهل المنصورية ومدّ خطر توتّر عالي في منطقتهم مهما كلّف الأمر، أم أنّها مشغولة بمعرفة أين ذهبت المليارات الأربعة ونصف المليار من أصل 14 مليار دولار حوّلت منها وزارة الاتصالات 10 مليارات دولار فقط والتي كشف بالأمس النائب جورج عدوان أنّها لم تدخل خزينة الدولة فمن سرقها؟