IMLebanon

عالم فاقد الإنسانية

عالم فاقد الإنسانية

يبدو أنّ الضمير العالمي قد فقد إنسانيته وأصبحت شريعة القوة والقتل والدمار هي السائدة في العالم.

 

والأنكى أنّ الدول التي تسمّي ذاتها دولاً عظمى هي الأكثر وحشية وليس عندها الحد الأدنى من الانسانية، بل انّ أساليب القتل والتدمير والتهجير هي المعتمدة وعلى نطاق واسع.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، أصبح عدد الذين هجروا من بيوتهم وقراهم ومدنهم في سوريا 11 مليون مواطن سوري والأمم المتحدة والنظام العالمي والدول العظمى ودول العالم كلها لم تتحرّك لإنقاذ هذا الشعب من القتل والمصير الخطير.

سبع سنوات وجميع آلات القتل من أحدث الطائرات الروسية والاميركية جاءت الى سوريا.

أولاً: لتدمير هذا البلد العربي الذي تحوّل الى حقل تجارب للسلاح الروسي وإثبات فعاليته بعدما كان ولفترة طويلة في المخازن ولا أحد يشتريه أو يتحدّث عنه…

ثانياً: فجأة بدأت بعض الدول تتحدّث عن رغبتها في شراء طائرات الميغ والسوخوي ومنظومة الدفاع الجوي من صواريخ «S300» وغيرها من السلاح الروسي.

سبع سنوات والعالم يتفرّج وروسيا وأميركا وإيران و»حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية جاءت لتقتل الشعب السوري ليبقى نظام بشار الأسد، لأنه يعطي الضمانات للمشروع الفارسي الذي ينفذ الفتنة والإقتتال الشيعي – السنّي.

سبع سنوات وأميركا تقول إنها تحارب «داعش»… والعجيب الغريب أيضاً أنّ روسيا ومن أجل مصالحها جاءت بإذن أميركي لكي تتخلص من الأسلحة الكيميائية فجلبت 50 ألف عسكري روسي وأسطولاً بحرياً مزوّداً بالغواصات النووية، وأسطولاً جوياً من أحدث الطائرات فدمّرت ضواحي دمشق كلها… ودمّرت مدينة حلب وضواحيها… ودمّرت مدينة حمص وضواحيها… ودمّرت مدينة حماة وضواحيها… والآن تدمّر جنوب سوريا أي مدينة درعا ومدينة القنيطرة!

نعم 270 ألف مواطن هربوا لغاية الآن ويبقى 700 ألف ينتظرون الهروب أو الموت والعالم يقف متفرّجاً.

اليوم لبنان ضمن تجاذب كبير وأخذ ورد وتخوّف وهواجس من التوطين، أمام هذه الكارثة التي تحل بالشعب السوري وتتهدّد مصيره جدياً.

فقط 600 مواطن سوري قرروا العودة الى بعض القرى في القلمون.

ما هذا يا عالم! أين الإنسانية؟ أين الضمير العالمي؟ وأين حقوق الإنسان؟

هل يصدّق أحد في العالم أنّ الأمم المتحدة أو أميركا أو روسيا لا تستطيع أن تحل قضية مدينة درعا والقنيطرة إلاّ عسكرياً؟!. فلا يوجد أي حل؟!.

بئس هذا العالم،

بئس ضمير العالم،

بئس الإنسانية،

بئس الرحمة المفقودة.

عوني الكعكي