همد الشارع وتراجعت موجة الغضب الشعبي وفتح الجيش الطرق التي اقفلت في اثنين الغضب، لكن موجة الغلاء الفاحش مازالت ترتفع مع بلوغ سعر صرف الدولار سقف الـ 10700 ليرة ضاربا عرض الحائط كل المقررات والمنصات، وقد لامست صفيحة البنزين الـ35 الف ليرة، وموجة اصابات كورونا تبلغ اوجها في ظل ارقام تحلق وتلقيح تشوبه الاخطاء، وموجة الفجور السياسي هي هي، تحول دون بلوغ شاطئ أمان التشكيل وتسهيل درب المبادرة الفرنسية.
الحزب في موسكو!
فعلى رغم عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت امس، لم تسجل امس اي حركة على ضفة تشكيل الحكومة، والعيون ترصد لقاء يفترض ان يجمع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والحريري، سيضع الاول الثاني خلاله في صورة المخرج الذي يعمل عليه لحل معضلة التأليف، كما ينتظر نتائج محادثات سيجريها وفد من حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في موسكو الاثنين المقبل حيث يتشاور مع كبار المسؤولين لاسيما وزير الخارجية سيرغي لافروف في الشأن الحكومي اللبناني والوضع الاقليمي، بعدما التقى لافروف الرئيس المكلف في ابو ظبي اول امس.
في المقابل، اكدت اوساط القصر الجمهوري ان طرح بعبدا قوبل بالصمت المطبق من جانب الرئيس المكلف ونرجو الا يكون رفضا، في وقت تزداد النقمة الشعبية وصمته يسهم في زيادتها. واذ شددت على وجوب وعي لخطورة المرحلة اشارت الى ان بعبدا لم تتلق اي اتصال من الرئيس المكلف حتى الساعة.
الدولار والمحروقات
وسط هذا الجمود، ومع انكفاء الناس جزئيا من الشارع، حيث اعلن الجيش فتحه الطرقات «نتيجة الحوادث المأساوية والتجاوزات التي حصلت وحفاظاً على سلامة المواطنين»، الواقع المعيشي يزداد صعوبة. فمع تحليق الدولار من جديد وسط غياب اي نتائج عملية لقرارات اجتماع قصر بعبدا الاثنين، ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان 1300 ليرة، المازوت 1000 ليرة والغاز 500 ليرة. في غضون ذلك، رفعت العديد من محطات المحروقات في البقاع خراطيمها بعدما فرغت خزاناتها من البنزين او المازوت، بحيث فاقت نسبة هذه المحطات الـ 50 %، ويعود ذلك الى عدم تسليم الشركات واقفال المصافي.
ساحات الثورة
ووسط تساؤلات اللبنانيين عن انكفاء الثورة وما اذا كان من خطوات تصعيدية بعد فتح الطرق، افاد العميد المتقاعد جورج نادر ان «العمل جارٍ على إعادة إحياء ساحات الثورة. وقال سننزل السبت إلى ساحة الشهداء ونعيد نصب الخيم ونعيد احياء الثورة من جديد، ليس فقط في ساحة الشهداء إنما في كل الساحات في مختلف المناطق، من ساحة النور وايليا والمطران والعلم والى كل ساحات الثورة حتى إسقاط هذه المنظومة».
جلسة نيابية
ازاء هذا الوضع القاتم، يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري معالجة ما امكن، خلال الجلسة التشريعية التي دعا اليها الجمعة، وتحديدا من خلال جدول اعمالها، وهو مؤلف من 3 بنود تطالهم في يومياتهم. وهي 1- مشروع القانون الوارد في المرسوم الرقم 6492: تعديل القانون النافذ حكماً الرقم 6 تاريخ 3-11-2014 المتعلق بإبرام إتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لدعم الإبتكار في مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم. 2 ـ مشروع القانون الوارد في المرسوم الرقم 7441: طلب الموافقة على إبرام إتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الإجتماعي للإستجابة لجائحة كوفيد 19، والأزمة الإقتصادية في لبنان. 3 ـ إقتراح القانون الرامي الى الإجازة للحكومة تعديل الملف الرقم (3) من الإتفاقية المجاز إبرامها بموجب القانون الرقم 180 تاريخ 12 حزيران 2020.
مع الطائف والتشكيل
في المواقف، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان «موقفنا واضح لا لبس فيه لا تردد، نحن مع اللبنانيين في مطالبهم الإنقاذية، نحن مع إنقاذ البلاد من هول ما تعدنا به الطبقة الحاكمة، نحن مع الدستور، مع الطائف، مع معالجة الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية، نحن مع عودة لبنان إلى حياته الطبيعية، مع إنمائه وازدهاره، مع التاكيد على العيش المشترك، العيش المشترك الإسلامي – المسيحي – الآمن والكريم والمستقر، نحن مع عروبة لبنان وحضوره العربي، ودوره في كل المجالات، نحن مع لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا، وطنا نهائيا لجميع أبنائه، نحن مع وحدة لبنان ووحدة اللبنانيين، لا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين، يقول الدستور».