اقترب سعر صرف الدولار الأميركي في لبنان أمس من سقف المائة ألف ليرة للدولار الواحد في السوق السوداء في ارتفاع قياسي غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة المالية أواخر عام 2019، فيما اتَّهم رئيس البرلمان نبيه بري المصارفَ بتهريب الأموال إلى الخارج ما ساهم في تفاقم الأزمة.
وتبع سعر الصرف الذي سجل مساء أمس نحو 97 ألف ليرة، ارتفاعات مماثلة في أسعار المواد الأساسية، حيث قارب سعر صفيحة البنزين 1.8 مليون ليرة، كما ارتفع سعر ربطة الخبز، وأسعار المواد الأولية الأخرى، بعد قرار المصارف العودة إلى الإضراب بدءاً من صباح اليوم احتجاجاً على الملاحقات القضائية.
ورأى بري أنَّ «الحل السياسي هو بداية لحل كل الأزمات»، مؤكداً أنَّ مسؤولية الأزمة المالية تتحملها الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والمصارف، وليس من المقبول أن يتحملها المودعون. وشدَّد بري على أن من المنطقي أن يجتمع البرلمان، وأن تجتمع الحكومة كلما كان ذلك ضرورياً رغم الفراغ الرئاسي.
وكرَّر بري تمسكه بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، معتبراً أنَّه يمتلك المواصفات التي سبق أن أعلن (بري) عنها وهي «رئيس وطني يجمع ولا يفرق. رئيس له حيثية مسيحية وإسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية. رئيس يجمع ولا يطرح. رئيس يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي. رئيس يؤمن باتفاق الطائف»، سائلاً: «كيف لهذه العناوين أن تتلاقى مع الأصوات الداعية إلى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الإدارية المالية الموسعة؟»، معتبراً أنَّ لبنان «هو كالذرة إذا ما جزئت انفجرت».
وقال بري: «بعد 11 جلسة انتخابية، أخذوا علينا (تصويتنا) بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي 5 أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي، وبعد رفض الدعوات التي وجهتها وما زالت للحوار، والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الأساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك، ولم يكن هناك خيار إلا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتَّع بالصفات التي ذكرتها». وأضاف بري: «أريد أن أسأل هنا من هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير (الأميركي السابق) ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟».