حراك مسيحي في لبنان على خط البطريركية المارونية.. وهولاند يبحث مع فرنجية المستجدات الرئاسية
مصادر في «الوطني الحر»: لقاء قريب يجمع رئيس «المردة» مع عون
تتكثف اللقاءات والمشاورات الرئاسية بين مختلف الأطراف اللبنانية٬ ولا سيما المسيحية منها٬ تحت غطاء البطريركية المارونية٬ للبناء على التسوية الرئاسية التي أطلقها رئيس تيار المستقبل٬ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري٬ وذلك بعدما تحصن النائب سليمان فرنجية «المرشح» للرئاسة رئيس تيار «المردة» بالدعم والمباركة الدولية الإقليمية.
وبعد لقاء جمع الحريري٬ أول من أمس٬ بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بحث خلاله المستجدات الرئاسية٬ كان لافتا يوم أمس٬ اتصال الرئيس الفرنسي بفرنجية جرى خلاله البحث في المستجدات والتطورات كافة على الساحتين الإقليمية والدولية٬ وفق ما نقلت بعض المصادر٬ وهو الأمر الذي ترك انطباعا لدى مختلف الأفرقاء اللبنانيين بأن التسوية الرئاسية بات قاب قوسين من التنفيذ.
في السياق نفسه٬ سجل مساء أول من أمس٬ لقاء بين فرنجية والبطريرك الماروني بشارة الراعي٬ بينما لفتت معلومات إلى أن الاستحقاق الرئاسي كان محور اتصال جرى٬ صباح أمس٬ بين الراعي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع٬ كما عقد يوم أمس لقاء ثلاثي في بكركي (مقر البطريركية) جمع إلى جانب الراعي رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل٬ ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. وقال بعده الجميل: «لا فيتو على أي شخص. وإذا كان فرنجية مستعدا للتخلي عن صداقاته الشخصية وخطابه السياسي سندعمه»٬ في إشارة إلى صداقة «رئيس تيار المردة» مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي هذا الإطار٬ قالت مصادر في «التيار الوطني الحر» (التيار العوني) لـ«الشرق الأوسط»٬ أن «الأسبوع المقبل سيكون حاسما لجهة الملف الرئاسي»٬ كاشفة أن لقاء سيعقد بين فرنجية وزعيم «التيار» النائب ميشال عون ليعقد بعده لقاء رباعيا يضم أحزاب 8 آذار».
في هذه الأثناء٬ رأت المصادر في العاصمة اللبنانية بيروت أن «الدفع الإقليمي الدولي نحو انتخاب فرنجية واضح»٬ وهو ما يجعل التسوية في طريقها نحو التطبيق٬ مضيفة «ما قد يعّطلها إما ترشيح جعجع لعون أو العكس٬ وهو ما لم ولن يتحقق». وعن «الثمن» الذي سيحصل عليه عون في هذا الإطار٬ قالت المصادر:
«نعتقد أن الاتفاق على قانون انتخابي عادل٬ سيكون الضمانة الأساسية الذي لطالما طالب ويطالب به عون».
من ناحية ثانية٬ في اجتماعهم الدوري الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي٬ يوم أمس٬ قال المطارنة الموارنة: «إننا أمام فرصة جدية من أجل ملء الشغور الرئاسي المستمر منذ 18 شهرا وتعاون كل الأفرقاء لإخراج البلاد من أزمة الفراغ»٬ ولفتوا في بيان لهم٬ إلى أن «الرئيس بما أنه رأس الدولة كما ينص الدستور٬ فهو حجر الزاوية في العمارة الوطنية؛ لذلك ينبغي أن يأتي انتخابه عن تبصر عميق في أهمية هذا الموقع».
في المقابل٬ أكد النائب في «تيار المستقبل» أحمد فتفت في حديث لـ«الشرق الأوسط»٬ أن التيار على تواصل دائم مع حلفائه٬ ولا سيما المسيحيين منهم٬ وأنه «ليس من الصعب خرق جدار الرفض المسيحي». وعما إذا كان هناك أي لقاء قريب قد يجمع جعجع بالحريري٬ قال فتفت: «من جهتنا٬ نية اللقاء دائما موجودة»٬ معتبرا في الوقت عينه أنه من الصعب القول إن الانتخابات الرئاسية قد تحصل في الجلسة المقبلة المحددة في 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وفي ضوء ما يمكن وصفه بـ«الليونة» من قبل «الكتائب» تجاه انتخاب فرنجية رئيسا و«تصلب» «القوات»٬ وبالتالي إمكانية مشاركة «14 آذار» في الانتخابات بغياب الأخيرة٬ قال فتفت:
«نأمل أن نذهب إليها موحدين».
على صعيد آخر٬ كان وزير الداخلية نهاد المشنوق٬ قد اعتبر في مؤتمر صحافي٬ أن «مسألة الملف الرئاسي لا تطرح من حيث التوقيت٬ ويجب أن تتم في الوقت الذي تكون قد حققت فيه أكبر قدر ممكن من الإجماع الوطني». وردا على سؤال عن موقف حزب الله من ترشيح فرنجية٬ قال المشنوق: «هذا الموقفُيسأل عنه حزب الله٬ لكن الواضح أن هناك قبولا لهذا الموضوع».
أما بالنسبة لحزب «الكتائب»٬ فقال رئيسه سامي الجميل إن للحزب مواقفه وثوابته ولا يمكن أن يتخلى عنها٬ مؤكدا: «إننا لا نتعاطى مع العمل الوطني انطلاقا من حساسيات». وفي تصريح له٬ من بكركي إثر لقائه البطريرك الراعي٬ اعتبر الجميل أن الأمر الإيجابي هو أن «الرئاسة باتت الأولوية لدى الجميع٬ وأعلن: «إن أي مرشح يقترب من ثوابت الكتائب ويلاقيها في منتصف الطريق؛ فبالتالي لا فيتو عليه»٬ مشدًدا: «إننا ننتظر من أي مرشح للرئاسة أن يعلن عن برنامجه السياسي والثوابت والمبادئ التي ستكون ملزمة لجميع اللبنانيين». وأردف: «أي توافق إن كان على الصعيد الوطني أو المسيحي نحن ندعمه٬ ومع أن تلعب بكركي دورها الكامل في هذا الموضوع». ولفت الجميل إلى أن الاتصالات مع فرنجية تحصل مرة كل يومين «لنرى إذا كان مستعدا لملاقاتنا في منتصف الطريق.. إننا نحاول لأننا نؤمن أن فرنجية إنسان صادق بموقفه وكلمته٬ إذا أعطانا كلمة وأعلن ذلك أمام الرأي العام نعتبر أننا نستطيع الانتقال إلى مرحلة أخرى معه». واستطرد: «إننا لا نحاسب على الماضي بل نتطلع إلى المستقبل».
وأكد: «لا إشكال مبدئي معه مع أي شخص توافقي ويشعر مع اللبنانيين وله دور إيجابي في الصراع اللبناني ويحيده عن الصراع السوري٬ ولا نعتبر المعيارالشخصي هو معيار التعاطي مع المرشحين للرئاسة».