فرقة النخبة تغادر غزة وتنضم لقتال محتمل مع لبنان
رام الله: كفاح زبون
رفعت إسرائيل مستوى التأهب إلى أقصى درجة بعد تفجير أجهزة اتصالات «حزب الله» (البيجر)، ونقلت «الثقل» إلى الجبهة الشمالية، وتوعدت بتغيير الوضع الأمني على الحدود مع لبنان في أسرع وقت.
وفيما انهمك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سلسلة اجتماعات مع كبار قادة جيشه وأجهزته الأمنية ومستشاريه، وأجرى كذلك لقاءً غير معتاد مع الرئيس يتسحاق هرتسوع، من أجل إحاطة أمنية حول الجيش الإسرائيلي والحرب مع لبنان ونقل «الفرقة 98» من قطاع غزة في الجنوب إلى الشمال. وقال قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين: «نحن عازمون على تغيير الوضع الأمني في أسرع وقت ممكن، والقوات في أقصى استعداد لأي مهمة».
«الفرقة 98» إلى الشمال
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بعد أشهر من المناورات في قطاع غزة، نقل الجيش الإسرائيلي «الفرقة 98»، وهي فرقة نظامية من ألوية المظليين والكوماندوز إلى الشمال. وذلك على خلفية الهجوم غير المسبوق على لبنان. وأضافت: «الأمر يتعلق بنقل الثقل إلى الشمال، وهو الأمر الذي ذكره وزير الدفاع يوآف غالانت في الماضي». وجاء نقل فرقة النخبة بحسب القناة «13» في ظل تغير أهداف الحرب بعد أن أدرج مجلس الوزراء عودة سكان الشمال إلى منازلهم ضمن أهداف الحرب.
وتستعد إسرائيل عملياً لحرب ثالثة محتملة مع لبنان، وتعتقد أن رداً من «حزب الله» على موجة التفجيرات غير المسبوقة التي طالت نحو 3000 من عناصره في ضربة واحدة، ستكون مقدمة هذه الحرب.
غالانت أبلغ وزير الدفاع الأميركي
وقالت القناة «12» إن وزير الدفاع يوآف غالانت أكد لمسؤولين أميركيين كبار في الأيام الأخيرة، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن، أن «الطريقة الوحيدة المتبقية لإعادة سكان الشمال إلى ديارهم هي العمل العسكري».
وكان غالانت اتصل، بحسب موقع «والا»، بنظيره الأميركي قبل دقائق من تفجير أجهزة الاستدعاء (بيجرز) في لبنان، وأبلغه بأن إسرائيل ستنفذ عملية صعبة في لبنان، رافضاً تزويد أوستن بمزيد من التفاصيل بشأن الهدف وكيفية التنفيذ.
تدريبات
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته «تواصل عمليات الهجوم والدفاع» في مواجهة «حزب الله»، وأعلن «استكمال تدريبات لوائي 179 و769، خلال الأسبوع الجاري، تحضيراً لأي سيناريو في الجبهة الشمالية». وقال إن هذه التدريبات «شملت محاكاة لمناورات في أراضي العدو، وإجلاء الجرحى من ساحة المعركة تحت النيران، وتنسيق عمليات القيادة لحماية المنطقة الشمالية».
وفيما كثفت قيادة الجبهة الداخلية نشر عناصرها في مناطق مختلفة في إسرائيل، بما في ذلك حيفا، وأصدرت تعليمات للسلطات المحلية بتحديث الإجراءات والتأكد من الاستعداد لاحتمال التصعيد، أبلغت بلديات وسط إسرائيل السكان بأنها أجرت تقييماً للوضع بعد التطورات الأمنية، وأنه يجب على السكان الانتباه إلى التغييرات عند الضرورة.
كما دعت خدمات الدم التابعة لخدمة الإسعاف الإسرائيلي «نجمة داود الحمراء» الإسرائيليين، وخاصة أصحاب فصائل الدم السلبية من جميع الفصائل، للتبرع بالدم.
وقالت «يديعوت أحرنوت» إن المستويين السياسي والأمني في إسرائيل يعتقدان أنه من الضروري الاستفادة مما حدث وإطلاق حملة شاملة في لبنان من شأنها تدمير وإبطال قوة «حزب الله» الكبيرة، وهي فرصة للتأكد من أن قوة الرضوان وأسلحة «حزب الله» الثقيلة لن تعرض المستوطنات الحدودية للخطر على الفور من خلال هجوم على غرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال مسؤول أمني كبير: «نحن في مرحلة جديدة من الحرب». وأضاف: «لم نتوقف عن القلق ونبذل قصارى جهدنا لإعادة المخطوفين، لكن يجب أن نعيد سكان الشمال إلى منازلهم قريباً، وهذا هو تركيزنا الأساسي حالياً». لكن الشخصية البارزة نفسها أكدت على أن إسرائيل يجب أن تأخذ في الاعتبار جميع أنواع العوامل الأخرى، وسيكون على رأسها الأميركيون.
وأكدت «يديعوت أحرنوت» أنه يمكن التقدير أنه لو كان هذا الأمر خاضعاً لاعتبار وقرار وزير الدفاع ورئيس الأركان وحدهما، لكنا بالفعل في منتصف هذه الحملة في عمق لبنان، لكن الأميركيين يعارضون، ولا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل الطلب الأميركي، لأن شن حملة واسعة النطاق في لبنان قد يحتاج إلى المساعدة الأميركية إذا تدخلت إيران والعناصر الأخرى في «محور المقاومة الشيعية».
كيف سيرد «حزب الله»؟
وبحسب الصحيفة، ستنتظر إسرائيل أولاً كيف سيرد «حزب الله» على الأغلب، وهو الرد الذي سيكون بمثابة الخطوة الافتتاحية لحملة هجومية كبيرة تقوم بها إسرائيل، بما في ذلك مناورة للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.
لكن السؤال الذي لا يزال معلقاً هو: ماذا سيكون رد «حزب الله»؟
وقدرت مصادر إسرائيلية أن رد الفعل سيكون قوياً وغير عادي بطبيعته، وهناك احتمال كبير أن يكون مشتركاً بين إيران و«حزب الله».
ويمكن الافتراض أن المناقشات حول هذا الأمر تجري بالفعل بين طهران وبيروت، لكن من غير المتوقع أن يكون توقيت الرد فورياً.
وتوقعت المصادر ضربة قوية ومفاجئة بالصواريخ وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار التي ستطلق على إسرائيل من جميع الاتجاهات، بما في ذلك صواريخ «حزب الله» الثقيلة المخبأة في مخابئ تحت الأرض، أو هجوم على منشأة أو منشآت إسرائيلية في الخارج مثل السفارات والمعابد اليهودية، وما إلى ذلك باستخدام السيارات المفخخة.
ورصدت إسرائيل، بحسب صحيفة «هآرتس»، إشارات لاستعدادات غير اعتيادية لـ«حزب الله» في جنوب لبنان. وأكدت «هآرتس» أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقدر أن «حزب الله» سيشن عملية عسكرية على إسرائيل.