استنفار أمني في لبنان لملاحقة مناصري الأسير واتهام بعضهم بمبايعة {داعش}
المقدح لـ«الشرق الأوسط»: لم نتبلغ بتورط أي فرد من «عين الحلوة» مع «انتحاري الحمرا»
تسارعت عمليات الدهم والتوقيف في مختلف المناطق اللبنانية على وقع التحقيقات مع الموقوف اللبناني عمر العاصي٬ المتهم بالتخطيط لتفجير نفسه في أحد المقاهي بمنطقة الحمرا في العاصمة بيروت يوم السبت الفائت. وطالت هذه العمليات في الساعات القليلة الماضية مناصري الشيخ الموقوف أحمد الأسير٬ الذين٬ بحسب مصدر أمني٬ بايع القسم الأكبر منهم تنظيم داعش.
وفي حين أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» يوم أمس بتوقيف قوة من مخابرات الجيش في الجنوب 4 من مناصري الأسير في منطقة صيدا وجوارها٬ على خلفية التحقيقات في العملية الانتحارية التي كان منويا تنفيذها في الحمرا٬ ذكرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن «الجهود تتركز حاليا وبشكل أساسي على ملاحقة عدد من الشبان الذين ُيعرفون بأتباع الأسير٬ خاصة بعدما تبين لنا أن قسما كبيرا منهم أصبح ينفذ حاليا تعليمات داعش». وأوضحت المصادر الأمنية أن «عملية توقيف عمر العاصي والتحقيقات المستمرة معه تساهم إلى حد بعيد بكشف هذه المجموعة التي تنشط بشكل أساسي في صيدا ومخيم عين الحلوة». وأضافت: «المخاوف الأمنية للبنانيين مبررة في هذه المرحلة٬ لكن ما يترك نوعا من الطمأنينة هو أن إلقاء القبض على الإرهابيين ومشاريع الانتحاريين أحياء ُيحبط إلى حد بعيد عمليات انتحارية أخرى يتم الإعداد لها٬ كما يحّول الخلايا الناشطة إلى خلايا نائمة لمدة من الزمن. من دون أن ننسى فعالية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والذي بلغ مستويات غير مسبوقة أخيرا ويترك نتائج مبهرة على صعيد العمليات الاستباقية». وتجدر الإشارة إلى أن آخر خرق أمني ضرب لبنان كان في يونيو (حزيران) الماضي حين استهدف ثمانية انتحاريين من «داعش» قرية القاع٬ الواقعة قرب الحدود السورية بأقصى شمال شرقي لبنان ما أسفر عن مقتل خمسة من أبنائها. ونجحت الأجهزة الأمنية في حربها الاستباقية على الإرهاب من خلال تنفيذها سلسلة عمليات خاطفة في أكثر من منطقة أّدت لاعتقال أبرز أمراء التنظيمات المتطرفة ما حّد من حركتها.
ولمواكبة التطورات الأمنية الأخيرة٬ُ عقد يوم أمس في منطقة صيدا٬ بجنوب لبنان٬ اجتماع أمني ضم رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد خضر حمود ووفًدا من اللجنة الأمنية الفلسطينية المكلفة متابعة ملف المطلوبين في مخيم «عين الحلوة». وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الاجتماع يأتي «استكمالا للخطوات التي تحققت ا لملاحقة عدد كبير من المطلوبين
حتى الآن على صعيد تسليم عدد كبير من مطلوبي المخيم أنفسهم لمخابرات الجيش». وتتعاون الأجهزة الأمنية اللبنانية والفلسطينية راهنً الذين يعيشون في المخيم المكتظ الواقع في صيدا في الجنوب٬ والذي تتولى الفصائل الفلسطينية أمنه. وقد أثمر هذا التعاون في سبتمبر (أيلول) الماضي عن اعتقال مخابرات الجيش اللبناني «أمير» داعش الفلسطيني عماد ياسين خلال عملية أمنية نوعية وخاطفة. إلا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية لا تزال تضغط على الجهات الفلسطينية المعنية للمساعدة في توقيف عدد من «الرؤوس الكبيرة» التي تح ّرك خلايا إرهابية نائمة منتشرة في مناطق لبنانية مختلفة.
وبينما تحدثت بعض المعلومات عن إمكانية تورط أشخاص موجودين في «عين الحلوة» بالعملية الانتحارية التي كان اتهم العاصي بمحاولة تنفيذها في الحمرا٬ أ ّكد قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح لـ«الشرق الأوسط» أنّهم لم يتبلغوا بتورط أي فرد من «عين الحلوة» مع «انتحاري الحمرا»٬ لكنه أكد المشاركة يوم أمس باجتماعين الأول أمني والثاني سياسي٬ وقال: إن التواصل دائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية. وتابع المقدح «نحن نقوم بعمل دؤوب لإنهاء كل ملفات المطلوبين في المخيم حتى ولو ا ُضطر الأمر لتوقيف البعض بأي طريقة كانت»٬ ولفت إلى أن الفصائل الفلسطينية انتهت من إعداد «خطة بديلة» للجدار العازل الذي بدأ الجيش اللبناني ببنائه ليلف المخيم في وقت سابق. ثم أضاف: «أول بنود هذه الخطة والذي تم تطبيقه بالفعل٬ قضى بإعادة تشكيل اللجنة الأمنية العليا على أن توضع الخطط الأمنية لكل المخيمات وعلى رأسها مخيم عين الحلوة».