«شبح حزب الله» يسقط في سوريا
مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال الحريري ومفجر «الخبر» لقي حتفه في ظروف غامضة قرب مطار دمشق
سقط أمس «شبح» ما يسمى «حزب الله» وأحد أبرز قيادييه٬ المدعو مصطفى بدر الدين٬ في عملية جرت قرب مطار دمشق٬ في ظروف غامضة لم تكشف تفاصيلها.
وفيما أعلن الحزب عن مقتل بدر الدين وهو المتهم الأول باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري٬ في بيان أصدره صباح أمس٬ من دون تحديد الجهة التي يتهمها بالاغتيال٬ أجريت بسرعة قياسية مراسم الدفن في ضاحية بيروت الجنوبية بعد الظهر.
وتحدث البيان عن «انفجار كبير» استهدف أحد مراكز الحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي٬ ما أدى إلى مقتل بدر الدين وإصابة آخرين بجراح٬ مؤكدا العمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه.
وخلال التشييع جّدد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم التأكيد على أّنهم سيعلنون «بالتفصيل خلال ساعات الجهة المسؤولة عن التفجير».
ويطلق على بدر الدين صفات عّدة أبرزها «رجل حزب الله» في دمشق وأحد الشخصيات التي كانت تشّكل «المثلث القيادي» للحزب إلى جانب أمينه العام حسن نصر الله والقيادي عماد مغنية الذي اغتيل عام 2008 في دمشق٬ وفيما يسميه البعض «قاسم سليماني» الثاني٬ وصفه المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان بـ«الشبح» الذي يتحرك من دون القدرة على تعقبه.
وكانت الخزانة الأميركية قد كشفت عن ستة أسماء يعتمدها بدر الدين٬ الملّقب بـ«ذو الفقار»٬ وذلك ضمن نشرها أسماء لبنانيين وشركات ومؤسسات على علاقة بالحزب مستهدفين ضمن قرار الكونغرس الأميركي القاضي بمكافحة ومنع تمويل الحزب. وأشارت إلى أنه مّتهم بمسؤوليته عن عمليات الحزب العسكرية منذ سبتمبر (أيلول) 2011 في سوريا٬ بما في ذلك انتقال المقاتلين من لبنان لدعم النظام السوري٬ وعن التنسيق العسكري الاستراتيجي بين رئيس النظام السوري بشار الأسد ونصر الله٬ بحيث كان يرافق الأخير أيضا في اجتماعاته بدمشق.
* قيادات «حزب الله» تتهاوى في سوريا.. والحصيلة 18
انضم مصطفى بدر الدين٬ القائد العسكري البارز فيما يسمى «حزب الله» إلى قافلة طويلة من القادة القتلى الذين سقطوا للحزب في الحرب السورية المحتدمة منذ عام 2011 ,وبلغ عددهم حتى يوم أمس 18 قياديا.
ويعد بدر الدين أرفع مسؤول عسكري للحزب يقتل في سوريا في ظروف لا تزال حتى الساعة غامضة. وكان علي فياض المعروف باسم «علاء البوسنة» وهو قائد القوات الخاصة في الحزب» آخر القيادات التي سقطت له في سوريا نهاية فبراير (شباط) الماضي.
ولعل أول القياديين الذين أُعلن مصرعهم في سوريا منذ اندلاع الأزمة هناك٬ كان فوزي أيوب٬ الذي يحمل الجنسية الكندية٬ وكان مطلوبا لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي٬ ولقي مصرعه بمحافظة حلب في مايو (أيار) 2014 .وقد شكل عام 2015 محطة سوداء في تاريخ الحزب بعد ارتفاع عدد القياديين القتلى في صفوفه. ففي مطلع العام قتل جهاد مغنية٬ نجل القيادي العسكري بالحزب عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008 بتفجير بحي كفرسوسة٬ وقد لقي الابن مصرعه في محافظة القنيطرة٬ وقيل إن غارة إسرائيلية استهدفته.
وقد سقط مغنية الابن في حينها بالعملية نفسها التي استهدفت محمد أحمد عيسى٬ الذي يعتقد أنه أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا في الحزب٬ وقد أعلن أنه قتل مع جهاد مغنية في غارة إسرائيلية٬ إضافة إلى أربعة عناصر آخرين وعدد من الضباط الإيرانيين.