اجتمع في بيروت رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية في لبنان بدعوة من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.
وكان تعطيل عمل الحكومة والتمسك باتفاق الطائف، ضمن محاور أساسية في اللقاء الذي هيمنت عليه الأجواء التي تبعت حادثة الجبل التي وقعت نهاية الشهر الماضي بين مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين موالين للحزب الديمقراطي اللبناني، على خلفية زيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى المنطقة.
وأعلن المجتمعون في البيان الختامي الذي صدر أن «المطلوب إزاء التحديات المزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ظل ما يحاك من مشاريع ومخططات تستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة». وشددوا على أن «عمل الحكومة حاجة ماسة للاستقرار والنهوض الاقتصادي، وندعو إلى إيجاد الحل المناسب والسريع لتستعيد البلاد حياتها الطبيعية».
ورفض المجتمعون «ما تتعرض له مدينة القدس والشعب الفلسطيني، وأكدوا تمسكهم بالقدس عاصمة للديانات السماوية ولن تنال منها ارتكابات الاحتلال الغاصب».
وفي افتتاح القمة، دعا الشيخ نعيم حسن إلى «انتهاج الحكمة في إدارة الأمور وحسن التدبير لنؤكد على الثوابت الوطنية والأسس التي بني عليها الصرح الوطني دولة وشعبا ومؤسسات». ووجّه نداء إلى رئيس الجمهورية ميشال عون «المؤتمن على الدستور لمنع كل ما يناقض صيغة العيش المشترك، وندعوه إلى جمع اللبنانيين ومنع أي سعي لضرب الصيغة اللبنانية».
بدوره دعا المفتي دريان «إلى الحلول من أجل إنهاء الأزمات تحت قواعد ثلاث: الوحدة الوطنية والعيش الواحد والتمسك بالدستور والطائف»، مؤكداً: «سنقف سداً منيعاً أمام الالتفاف على نصوص الطائف».
وطمأن دريان «الجميع بأن رئيس الحكومة سعد الحريري مؤتمن على هذه الثوابت الوطنية الكبرى ولن يفرّط فيها وهو يحافظ على صلاحياته الممنوحة له دستورياً، ونحن جميعاً وأنا إلى جانبه». وفيما وصف الوقت الحالي بـ«المتأزم والعصيب»، قال: «نريد كثيراً من التعقل والحكمة ونتوجه إلى السياسيين بأن يبدأوا بالعمل المؤسساتي من أجل إنقاذ الوطن».
من جهته قال الراعي: «لا يمكن أن نرى الشعب مشرذماً ومقهوراً إلا وأن نكون معه ونتمنى أن تكون القمة الروحية مستمرة ودورية ونصلي سوياً لخلاص الوطن الذي يجمعنا في سفينة واحدة في قلب هذا البحر الهائج». وأضاف: «اليوم فتحت صفحة وطنية رائعة، ونحن معكم، ونوجه النداء لكل الجهات السياسية من دار الموحدين الدروز للتهدئة، وهذا اللقاء هو أكبر طمأنينة للشعب اللبناني».
وفي كلمته، دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب إلى عدم نكء الجراح أو افتعال مشكلات جديدة لغايات سياسية، مضيفاً: «نحن على يقين بأن أبناء الجبل كما كل اللبنانيين لن يسقطوا في الفخ مرة أخرى ولن يستطيع أحد أن يجرهم إلى فتنة جديدة سواء كانت فتنة: درزية – درزية، أو درزية – مسيحية، أو إسلامية – مسيحية أو غيرها، كما نؤكد على ضرورة العودة إلى المؤسسات الدستورية لحل المشكلات التي تنشأ بينهم».