Site icon IMLebanon

لبنان: إعلان فرنجية ترشيحه للرئاسة يصدع تحالفات فريقه.. ولا تغيير في موقف حزب الله

لبنان: إعلان فرنجية ترشيحه للرئاسة يصدع تحالفات فريقه.. ولا تغيير في موقف حزب الله

مهمة الحزب تكمن في «مداواة جرح» المعركة الرئاسية.. ونائب عوني: «كلامه عجرفة سياسية»

كان كفيلا ما أعلنه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لجهة تأكيده أنه مرشح لرئاسة الجمهورية أكثر من أي وقت مضى٬ منتقدا في الوقت عينه حليفه ومنافسه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون٬ أن يرسم معالم مرحلة جديدة من العلاقة بين الطرفين بشكل خاص وبين حلفاء «فريق 8 آذار» بشكل عام٬ في وقت قالت مصادر دبلوماسية أن إطلالة فرنجية تركت انطباعا إيجابيا في الكواليس السياسية المحلية والخارجية٬ وفق ما نقلت عنها «وكالة الأنباء المركزية». واعتبرت المصادر أن «الدعم الخارجي للتسوية اللبنانية٬ يجب أنُيلاقى بجهود محلية تؤدي إلى تفاهمات ما بين الأطراف على أساس ضمانات تطمئن هواجس القلقين. أما تطيير التسوية٬ فيعني سيناريوهات غير مطمئنة تذهب من استمرار الشغور الرئاسي والشلل المؤسساتي ولا تنتهي بالأزمات الاقتصادية والفلتان الأمني».

ولم تنف مصادر في «8 آذار»٬ أن «المعركة الرئاسية بين الحليفين اللدودين تركت جرحا كبيرا في العلاقة بينهما٬ مشيرة إلى أن دور حزب الله اليوم هو مداواة هذا الجرح ورأب الصدع.

وفي وقت اعتبرت أن الرئيس اللبناني المقبل لن يكون من خارج «8 آذار» في ظل سير موازين القوى الإقليمية لصالحه٬ قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» في الوقت عينه٬ إن «موقف الحزب بتأييده عون للرئاسة هو نفسه منذ الإعلان عن تسوية انتخاب فرنجية٬ كما أنه لم يتغير بعد هجوم رئيس تيار المردة٬ الذي يعرف ذلك جيدا٬ على عون٬ والمرافعة التي قدمها في برنامج «كلام الناس». وحول ما أعلنه فرنجية أن أمين عام حزب الله كان على علم بهذه التسوية٬ قالت المصادر نرى في الوقت المناسب إذا كان ذلك صحيحا أم لا».

وأوضحت المصادر: «نتفهم أن يكون هناك مرشحان في الفريق لكل منهما حساباته ووجهة نظره٬ ومما لا شك فيه ستكون مهمة حزب الله اليوم هي المحافظة على وحدة 8 آذار٬ وخطها واستراتيجيتها». في غضون ذلك٬ كان لافتا «شبه الصمت» من قبل المسؤولين في «التيار الوطني الحر»٬ بعد إطلالة فرنجية التلفزيونية مساء الخميس٬ في وقت رأى القيادي في «التيار»٬ ماريو عون٬ أن العلاقة بين الحزبين المسيحيين لم تصل إلى مرحلة فك التحالف٬ لا سيما أن فرنجية لم يعلن انسحابه من هذا الفريق٬ معتبرا في الوقت عينه أن موقف رئيس تيار المردة سيضعف «8 آذار»٬ وواصفا كلامه بـ«العجرفة السياسية». وقال في حديثه  لـ«الشرق الأوسط»: «النائب ميشال عون ليس في حالة تنافس مع فرنجية٬ بل كان ولا يزال المرشح الرسمي لفريقنا السياسي٬ بينما فرنجية هو من قدم نفسه كمرشح وبنى حساباته على هذا الأساس٬ ونأمل ألا يؤدي ذلك إلى شق الصفوف». واتهم عون «فريق 14 آذار» بنصب الفخ٬ لفرنجية٬ قائلا: «هذا الفخ الذي نصبوه له سيقعون هم فيه وسيؤدي إلى إطالة أزمة رئاسة الجمهورية»٬ مضيفا: «فليفهم الجميع أنه لا رئيس من دون موافقة ميشال عون ونقطة على السطر».

في المقابل٬ أشاد النائب في كتلة «المستقبل»٬ أحمد فتفت٬ بميزة رئيس «المردة» الصريح والواضح والشفاف٬ وقال في حديثه لـ«وكالة الأنباء المركزية»: «ليس من عادته (الطعن بالظهر)٬ فهو لم ولن يفعل ذلك٬ فقد فرض احتراما معينا انطلاقا من مبادئه ومواقفه». ولفت إلى أن «كلام فرنجية عن العماد عون يشير إلى أن الخلاف داخل فريق (8 آذار) أكبر بكثير من الخلاف داخل (14 آذار)٬ فنحن لم ولن نصل إلى هذا المستوى لأننا مؤمنون بخياراتنا الاستراتيجية٬ على عكس (8 آذار) التي يبدو أن المشكلة بين مكوناتها مشكلة (سلطة) و(الأولوية لمن في مواقع معينة)؟». وسأل: «قال فرنجية إنه ينسق مع حزب الله والرئيس نبيه بري ورئيس الحزب (التقدمي الاشتراكي) النائب وليد جنبلاط في كل ما يقوم به٬ فأين هو العماد عون مما يجري؟».

وكان فرنجية قد أعلن: «أنا مرشح للرئاسة وأترك المجال لعون كي ينتخب»٬ موضحا: «لم أذهب إلى (14 آذار) ولا الرئيس سعد الحريري أتى إلى (8 آذار)٬ بل التقينا في منتصف الطريق٬ ونحن نتفق على مصالح المواطن اللبناني٬ ونحن نتفق على الإنماء وتركيب حد أدنى من كيان الدولة».

وأضاف: «أمين عام حزب الله٬ حسن نصر الله٬ ورئيس مجلس النواب٬ نبيه بري٬ كانا في الأجواء الحاصلة٬ مشيرا إلى أن العلاقة مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون٬ لم تكن طبيعية منذ سنتين٬ وعون يتكلم بقول «أنا أو لا أحد»٬ ولا يتكلم عن خطة «ب».