IMLebanon

حزب الله يحاول التخفيف عن إيران باستهداف متواضع لدورية إسرائيلية في شبعا

حزب الله يحاول التخفيف عن إيران باستهداف متواضع لدورية إسرائيلية في شبعا

أعلن مسؤوليته عن العملية واعتبرها ردا على قتل القنطار

نفذ حزب الله اللبناني٬ أمس٬ عملية محدودة في مزارع شبعا اللبنانية الحدودية مع شمال إسرائيل٬ مثلت «رًدا متواضًعا» على عملية استهداف القيادي فيه سمير القنطار٬ الذي قضى في جرمانا بريف دمشق قبل أسبوعين٬ وذلك باستهداف دورية إسرائيلية أثناء مرورها في مزارع شبعا الحدودية المحتلة٬ بينما رأت مصادر لبنانية معارضة للحزب أن في العملية محاولة لتخفيف الضغوط عن إيران التي تواجه عزلة عربية بعد مواقفها الأخيرة من السعودية.

وأكدت إسرائيل تعرض الجيش الإسرائيلي لهجوم٬ بينما ردت القوات الإسرائيلية بقصف على مناطق في جنوب لبنان. وجاء في بيان أصدره الحزب أن «مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية قامت بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين ­ كفرا في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بدورية إسرائيلية مؤللة».

وأوحى الحزب من خلال تسمية المجموعة التي تبنت تنفيذ العملية٬ أن الهجوم هو رد على اغتيال إسرائيل للقيادي في الحزب سمير القنطار٬ الشهر الماضي٬ نظًرا إلى أن الحزب٬ على لسان قيادييه٬ توعد بالرد على اغتيال القنطار الذي قضى بقصف صاروخي٬ قال الحزب إن إسرائيل مسؤولة عنه٬ استهدف مبنى كان يقيم فيه مع مجموعة سورية. وأكد البيان أن العملية أدت إلى «تدمير آلية من نوع هامر وإصابة من بداخلها». ونقلت قناة «المنار» التابعة لحزب الله عن مصادر أمنية قولها إن «إحدى الآليات التي استهدفتها المقاومة الإسلامية (الجناح العسكري للحزب) في مزارع شبعا المحتلة كانت تقل ضابطا إسرائيليا كبيرا».

وكان مصدر أمني أفاد عن «استهداف حزب الله دورية إسرائيلية بعبوة ناسفة في منطقة رويسة القرن في مزارع شبعا»٬ بينما أشار مصدر أمني آخر إلى أن «إسرائيل ردت عبر استهداف منطقتي العباسية والوزاني القريبتين والمأهولتين بالسكان بنحو 30 قذيفة مدفعية». وكتب المتحدث باسم جيش إسرائيل بيتر ليرنير في تغريدة على موقع «تويتر»: «انفجرت عبوة ناسفة ضد مركبات تابعة للجيش في منطقة جبل دوف»٬ موضحا أن الجيش رد «بإطلاق قذائف مدفعية». وقالت متحدثة باسم الجيش لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن الجيش ينظر إذا كانت هناك إصابات في صفوفه٬ لكن المؤشرات الأولية تفيد بعدم سقوط إصابات.

وعاد الهدوء إلى المنطقة٬ مساء٬ بعد قصف مدفعي نفذته القوات الإسرائيلية٬ استهدفت مناطق حدودية في جنوب لبنان. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن القصف الإسرائيلي على محور كفرشوبا٬ توقف مساء٬ في ظل تحليق مكثف للطائرات الحربية والاستطلاعية. وإثر القصف٬ُسّجل نزوح عائلات سورية من المناطق الزراعية القريبة من القصف.

وتظهر العملية أنها محدودة٬ ومتواضعة بالمقارنة مع عمليات أخرى نفذها الحزب في جنوب لبنان٬ رًدا على اغتيال قياديين فيه٬ كان آخرهم جهاد مغنية الذي قتل في غارة إسرائيلية برفقة 5 آخرين وجنرال إيراني في القنيطرة السورية في يناير (كانون الثاني) ٬2015 حيث رد الحزب بعد عشرة أيام باستهداف قافلة إسرائيلية بصواريخ موجهة.

وقال رئيس مؤسسة «الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري – أنيجما»٬ الدكتور رياض قهوجي٬ لـ«الشرق الأوسط»٬ إنه «ليس من مصلحة حزب الله الدخول في تصعيد كبير مع إسرائيل٬ كونه يخوض حرًبا شرسة في سوريا٬ ألزمته الدفع بأكثر من نصف قواته إلى داخل سوريا٬ وبالتالي ليس من مصلحته فتح جبهة جديدة في جنوب لبنان٬ كون هذا الأمر سيضعه في مأزق عسكري».

وأشار قهوجي إلى أن «أي رد قوي٬ سيضع حليفته إيران أمام مشكلات كبيرة٬ في وقت من المنتظر أن تبدأ بتنفيذ اتفاقها النووي مع الغرب». وشدد على أن هناك وضًعا خاًصا يقّيد الحزب ويلزمه بعدم الانجرار إلى معركة كبرى٬ رغم أنه مضطر لتنفيذ رد محدود لحفظ ماء الوجه أمام عناصره ومؤيديه»٬ مؤكًدا أن الرد الذي يلزم الحزب القيام به «سيكون محدوًدا حتى يتجّنب تداعيات ورد فعل كبير من الجانب الإسرائيلي تؤدي إلى حرب شاملة».

ورأى قهوجي أن حسابات الحزب وإيران٬ مختلفة بشكل «لا يعطي أي اعتبار لرد الفعل العربي»٬ مضيًفا: «الإيرانيون أصحاب مشروع ولم يكترثوا لتأثر الدول العربية وشارعها أو انزعاجها نتيجة أي تصرف»٬ معرًبا عن اعتقاده أن «هذه العقلية هي أسباب المشكلات مع دول الجوار العربي٬ كون طهران لا تقيم احتراًما للدول العربية وسيادتها٬ ولا يقيمون اعتبارات لأي ضغوط بل للمصالح الشخصية المرتبطة بالاتفاق مع الغرب على الملف النووي الإيراني٬ ومحاولة الحزب تفادي عملية عسكرية كبيرة».

وبدا أن الحزب٬ الذي ينخرط في الصراع في سوريا٬ لا يريد التصعيد على جبهته الجنوبية برد أكبر٬ حيث جاء الرد على إيقاع القرار الدولي 1701 الذي وضع حًدا للحرب مع إسرائيل عقب حرب ٬2006 وانتشر بموجبه الجيش اللبناني في جنوب لبنان٬ بدليل تضمين الحزب عبارة «مزارع شبعا اللبنانية» في بيانه.

وتقع مزارع شبعا على الحدود اللبنانية ­ السورية ­ الإسرائيلية٬ وقد احتلتها إسرائيل في عام 1967 مع هضبة الجولان السورية. وتعتبر الأمم المتحدة وإسرائيل المنطقة سورية في ظل غياب ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا٬ إلا أن لبنان يطالب باستردادها. وأعلنت سوريا مرارا أن المزارع لبنانية٬ إلا أنها ترفض الترسيم في ظل الاحتلال الإسرائيلي.