غارة إسرائيلية تستهدف موالين للنظام السوري في الجولان.. وتضارب حول قتلى من حزب الله
استهداف مستودع ذخيرة لـ«الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» الموالية لدمشق شرق لبنان
لفّ الغموض، أمس، طبيعة المستهدفين بغارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة حضر السورية الحدودية مع هضبة الجولان السورية المحتلة. وتضاربت المعلومات حول مقتل عنصرين من حزب الله اللبناني إلى جانب 3 عناصر سورية أخرى في الغارة، في وقت استهدفت فيه طائرة إسرائيلية من دون طيار، مستودع الذخيرة التابع لـ«الجبهة الشعبية» الفلسطينية في بلدة قوسايا اللبنانية الحدودية مع الزبداني في سوريا.
وأعلن مسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين–القيادة العامة» في لبنان أمس، أن «طائرة من دون طيار أطلقت صاروخًا على أحد مواقعنا في قوسايا»، مشيرًا في تصريحات لقناة «إل بي سي» التلفزيونية اللبنانية، إلى أن الغارة أدت إلى انفجار مستودع الذخيرة وإصابة 6 عناصر بجروح طفيفة.
وتحتفظ الجبهة الشعبية الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بقواعد عسكرية في مناطق حدودية مع سوريا في شرق لبنان. وتقع قوسايا داخل الأراضي اللبنانية مقابل مدينة الزبداني التي تتعرض لهجوم تشنه قوات حزب الله اللبناني والقوات الحكومية السورية بهدف السيطرة عليها.
وجاءت الغارة الإسرائيلية على قوسايا بعد ساعات من تنفيذ طائرة إسرائيلية غارة جوية استهدفت سيارة تقل عناصر سوريين من الموالين لنظام الأسد. وتضاربت المعلومات حول هويتهم، كما تضاربت حول مقتل عنصرين من حزب الله اللبناني في بلدة حضر؛ إذ أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل عنصرين من الحزب في الغارة، إلى جانب ثلاثة سوريين من القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما أفاد ناشطون موالون للنظام بمقتل ثلاثة أشخاص، بينما اكتفى تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله اللبناني، بالإشارة إلى مقتل شخصين من عناصر «الدفاع الوطني السوري» في الغارة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن «طائرة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة حضر، ما تسبب في مقتل عنصرين من حزب الله اللبناني وثلاثة عناصر من اللجان الشعبية» الموالية للنظام.
وتقع الحضر التي يقطنها سكان دروز بمحاذاة الجزء المحتل من قبل إسرائيل من هضبة الجولان، وريف دمشق من جهة أخرى.
وقال عبد الرحمن إن حزب الله لم يعلن عن مقتل أحد من عناصره «كي لا يضطر للرد»، مشيرًا إلى أن العناصر السورية «لم تتضح هويتها، وهناك تضارب حول ما إذا كانت من جماعة (الدفاع الوطني) أو كانت من جماعة (المقاومة السورية لتحرير الجولان) التي يقول معارضون إن الأسير اللبناني المحرر من السجون الإسرائيلية والمقرب من حزب الله، سمير القنطار يتزعمها.
وأشار عبد الرحمن إلى تحركات لحزب الله تشهدها المنطقة أخيرًا، لافتًا إلى أن الحزب في الفترة الأخيرة «كان يدرب مقاتلين من بلدة حضر لردّ الهجمات التي تشنها (جبهة النصرة) وأطراف أخرى من المعارضة السورية للسيطرة على البلدة الدرزية». وقال إن الحزب ينظر إلى البلدة من ناحية استراتيجية، نظرًا إلى أن «سقوطها يعني أن طريق المعارضة سيفتح إلى داخل الأراضي اللبناني في جنوب شرقي لبنان باتجاه بلدة شبعا (الحدودية بين لبنان وسوريا وإسرائيل)، كما سيفتح الطريق باتجاه ريف دمشق الجنوبي الغربي».
ووقعت معركة عنيفة في 17 يونيو (حزيران) الماضي في بلدة الحضر بين مقاتلين معارضين من جهة، وقوات النظام مدعومة من ميليشيات مسلحة من جهة أخرى، أوقعت نحو 25 قتيلا من الطرفين. ومنذ ذلك الوقت، يطوق مقاتلو المعارضة البلدة بشكل شبه كامل، بحسب المرصد السوري.
من جهتها، أكدت مواقع تواصل اجتماعي موالية للنظام السوري، مقتل 3 عناصر من «الدفاع الوطني». وذكر ناشط من خان أرنبة في القنيطرة أن الغارة استهدفت سيارة تابعة لـ«الدفاع الوطني» على مدخل حضر في تلة سعيد بدرية، وأسفرت عن مقتل نادر جميل الطويل، ووسيم عادل بدرية، ومهند سعيد بركة.
وقالت مصادر درزية معارضة في جنوب سوريا لـ«الشرق الأوسط»، إن الثلاثة، يشتبه في أنهم من الدروز في حضر، مشيرًا إلى أن «المعلومات الأولية تفيد بأنهم مجموعة رصد تابعة للمقاومة السورية لتحرير الجولان»، مستندًا إلى آل الطويل في حضر «وهم بمعظمهم من المهربين الذين واظبوا على التهريب ببين حضر وبلدة مجدل شمس السورية المحتلة في هضبة الجولان، ولهم أقارب، وهم وكانوا ضليعين بالتهريب قبل اندلاع الثورة السورية». وأعرب عن اعتقاده بأن تكون «(المقاومة السورية) تستعين بهم لتنفيذ عمليات داخل الجولان، وهو ما أدى إلى استهدافهم».
وخرجت «المقاومة السورية لتحرير الجولان»، إلى الضوء، بعد إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مايو (أيار) 2013، أن السلطات السورية فتحت جبهة الجولان أمام «المقاومة الشعبية». وقد نفذت أربع عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الجولان منذ إطلاق هذه المقاومة، ويُشتبه في أن التشكيل الجديد يقف وراءها. كما استهدفت غارة إسرائيلية أربعة مقاتلين تابعين لـ«المقاومة السورية لتحرير الجولان» في أبريل (نيسان) الماضي، بينما كانوا يزرعون عبوة ناسفة عند سياج قرب الحدود في مرتفعات الجولان المحتلة التي ضمتها إسرائيل، كما أعلن مسؤول إسرائيلي.
وتخوض اللجان الشعبية الموالية للنظام في حضر، الحرب ضد فصائل المعارضة، في ظل ضعف الوجود النظامي في المنطقة الحدودية مع الجولان. ومنع القتال في حضر تقدم المعارضة باتجاه مدينة القنيطرة التي يعد الاحتفاظ بالسيطرة عليها رمزيًا.
أما حزب الله، فيقول ناشطون إنه ينشر مقاتلين في جبهات القنيطرة وريف دمشق الغربي المتصل بها. وسبق لجيش إسرائيل أن استهدف حزب الله في منطقة الجولان بغارة في 18 يناير (كانون الثاني) الماضي قتل فيها ستة عناصر من حزب الله وضابط إيراني. وأفادت تقارير نفتها طهران عن مقتل إيرانيين آخرين.
ونفذت إسرائيل في 2014 و2015 غارات عدة على مواقع للجيش السوري في هضبة الجولان.