Site icon IMLebanon

صدمة في لبنان بعد القرار السعودي إعادة النظر في العلاقات.. وحزب الله يرفض تحمل المسؤولية

صدمة في لبنان بعد القرار السعودي إعادة النظر في العلاقات.. وحزب الله يرفض تحمل المسؤولية

سلام «يتمنى» والحريري «يتفهم».. ومطالبات باستقالة الحكومة لعدم استغلالها من الحزب * سليمان لـ {الشرق الأوسط}: لبنان ذو وجه عربي ولن يتنكر لدوره

بيروت: ثائر عباس

أثار القرار السعودي٬ والتأييد الإماراتي والبحريني٬ بـ«مراجعة العلاقات مع لبنان» والتي تمثل أول مفاعيلها بقرار وقف المساعدات الأمنية والعسكرية٬ ردود فعل

«تفهمت القرار» وحملت «حزب الله» وحليفه وزير الخارجية جبران باسيل مسؤولية الأزمة التي ستنشأ عن القرار الخليجي٬ فيما رفض الحزب تحميله مسؤولية القرار معتبرا أنه «متخذ منذ زمن طويل».

وفيما قال الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان٬ الذي كان عراب الهبة السعودية الكبرى للجيش اللبناني (3 مليارات دولار) لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك أيادي عملت سابقا على شطب إعلان بعبدا٬ وتعمل حاليا على الإضرار بالمصالح اللبنانية في الخارج. تمنى رئيس الحكومة تمام سلام «إعادة النظر بالقرار الخاص بوقف المساعدات»٬ فيما أعلن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري أنه «يتفهم القرار» آملا من السعودية معاملة لبنان «معاملة الأخ الكبير لأخيهالصغير».

 وقال الرئيس ميشال سليمان لـ«الشرق الأوسط» بأن العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية٬ كانت جيدة وستبقى جيدة مع هبة أو من دونها٬ مشددا على أن لبنان ذو وجه عربي كما جاء في مقدمة دستوره٬ وهو لن يتنكر لدوره العربي. وأبدى الرئيس سليمان أسفه لحالة سوء الفهم التي أوصلت إلى ما أوصلت إليه من خلال عدم التصرف بحكمة مع قضايا عربية كان يجب على لبنان أن يكون من صلب المدافعين عنها٬ كما كان دائما رائدا في الدفاع عنها٬ معتبرا أن الأسف الأكبر هو في كون لبنان من دون رئيس للجمهورية الذي هو الناظم الأول لعمل المؤسسات٬ ما أدى إلى ترهل المؤسسات اللبنانية وعدم انتظام عملها. ورأى أنه بسبب الفراغ وبسبب غياب الناظم الأول لمسار هذه المؤسسات وصيانة السياسة الخارجية وصلنا إلى ما وصلنا إليه. وختم سليمان قائلا: «أعداء لبنان يأكلون الحصرم وأبناء المؤسسة العسكرية يضرسون».

وأصدر رئيس مجلس الوزراء تّمام سلام بيانا أعلن فيه أنه تلقى «بكثير من الأسف قرار المملكة العربية السعودية المفاجئ القاضي بإيقاف المساعدات المخّصصة لتسليح وتجهيز الجيش وقوى الأمن الداخلي». وقال سلام: «إننا ننظر إلى هذه الخطوة باعتبارها أولاً وأخيًرا شأًنا سياديا تقّرره المملكة العربية السعودية وفق ما تراه مناسًبا٬ على الرغم من أننا ما كّنا نريد أن تصل الأمور إلى ما يخالف طبيعة العلاقات التاريخية بين لبنان وبلاد الحرمين٬ التي نحرص على إبقائها علاقات أخوة وصداقة ومصالح مشتركة ونسعى دائما لتنزيهها عن الشوائب». وأضاف: «إن الأمانة تقتضي القول إن للمملكة العربية السعودية مكانة كبيرة في وجدان اللبنانيين٬ الذين يعرفون تماًما مواقفها التاريخية الداعمة لهم وحرصها الدائم على كّل ما يعزز أمن لبنان واستقراره ووحدته» مشددا على أن لبنان٬ العربي الهوية والانتماء٬ حريص أشّد الحرص على علاقاته الأخوية مع أشقائه العرب وبخاصة مع المملكة العربية السعودية. ونحن نعتبر أن أي ضيم يصيب إخواننا في المملكة  أو في باقي أنحاء الخليج العربي إّنما يصيبنا في الصميم. وختم قائلا: «إننا٬ إذ نعّبر عن أسمى آيات التقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإخوانه في القيادة السعودية وأبناء الشعب السعودي الكريم٬ نتمنى إعادة النظر بالقرار الخاص بوقف المساعدات عن جيشنا وقواتنا الأمنية».

وصدر عن الرئيس الحريري بيان رأى فيه أن هذه الخطوة «غير مسبوقة من المملكة٬ رًدا على قرارات متهورة بخروج لبنان على الإجماع العربي٬ وتوظيف السياسة الخارجية للدولة اللبنانية في خدمة محاور إقليمية٬ على صورة ما جرى مؤخًرا في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب واجتماع الدول الإسلامية».

وقال الحريري: «إن لبنان لا يمكن أن يجني من تلك السياسات٬ التي أقل ما يمكن أن يقال فيها بأنها رعناء٬ سوى ما نشهده من إجراءات وتدابير تهدد في الصميم مصالح مئات آلاف اللبنانيين٬ الذين ينتشرون في مختلف البلدان العربية٬ ويشكلون طاقة اقتصادية واجتماعية٬ يريد البعض تدميرها٬ تنفيًذا لأمر عمليات خارجي».

وأضاف «أن المملكة العربية السعودية٬ وإلى جانبها كل دول الخليج العربي٬ لم تتأخر عن دعم لبنان ونجدته في أصعب الظروف٬ والتاريخ القريب والبعيد يشهد على ذلك في كل المجالات والقطاعات٬ فيما ينبري حزب الله وأدواته في السياسة والإعلام٬ لشن أقذع الحملات ضدها٬ مستخدمة كل ما تنوء به الأخلاق وموجبات الوفاء والعرفان٬ للنيل من المملكة ورموزها. إن كرامة المملكة وقيادتها هي من كرامة اللبنانيين الشرفاء٬ الذين لن يسكتوا على جريمة تعريض مصالح لبنان واللبنانيين للخطر٬ وإذا كان هناك من يفترض أن لبنان يمكن أن يتحول في غفلة من الزمن٬ إلى ولاية إيرانية فهو واهم٬ بل هو يتلاعب في مصير البلاد ويتخذ قراًرا بجر نفسه والآخرين إلى الهاوية». وختم قائلا: «إننا مع تفهمنا التام لقرار المملكة العربية السعودية٬ وإدراكنا لحجم الألم الذي وقع على الأشقاء السعوديين٬ عندما استنسب وزير الخارجية٬ أن يتخذ قراًرا يجافي المصلحة اللبنانية والإجماع العربي٬ نتطلع إلى قيادة المملكة لأن تنظر إلى ما يعانيه لبنان بعين الأخ الكبير. ونحن على يقين٬ بأنها٬ وكما ورد في البيان الصادر عن مصدر مسؤول٬ لن تتخلى عن شعب لبنان مهما تعاظمت التحديات واشتدت الظروف».

واعتبر رئيس حزب «القوات» سمير جعجع أن حزب الله يتحّمل مسؤولية خسارة لبنان مليارات الدولارات من جراء تهجمه الدائم على السعودية. ورأى أن على الحكومة الالتئام فورا واتخاذ التدابير اللازمة إن لجهة الطلب رسميا من حزب الله عدم التعرض للسعودية من الآن فصاعدا٬ أو لجهة تشكيل وفد رسمي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام لزيارة السعودية والطلب منها بإعادة العمل بالمساعدات المجّمدة.

وطالب النائب مروان حمادة٬ تعقيبا على ما آلت إليه العلاقات السعودية ­ اللبنانية: «باستقالة الحكومة فورا٬ لكف يد وزير الخارجية فيما يتعلق بعلاقاتنا العربية وبمصالح لبنان الحيوية٬ التي أضر بها رغم المناشدات والتحذيرات المستمرة من زملائه في الحكومة ومن معظم القوى السياسية اللبنانية». وقال حمادة: «إن حكومة لا تحترم بيانها الوزاري الذي ينص على النأي بالنفس عن النزاعات العربية والإقليمية٬ تغطي فعلا أفعال حزب الله الإجرامية على الأرض السورية وإساءاته المستمرة لعلاقاتنا العربية». وأضاف: «أن تتحول هذه الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال أفضل بكثير من استمرارها في توريط لبنان ضد رغبة رئيسها ومعظم أعضائها٬ كونها تتلطى بغطاء الشرعية الدستورية».

وفي المقابل رفض «حزب الله» تحمل مسؤولية القرار٬ قائلا: «إن «المسؤولين المعنيين في الحكومة والوزارات المختصة والمؤسسة العسكرية وإدارات القوى الأمنية كانوا على اطلاع تام بأن هذا القرار قد اتخذ منذ فترة طويلة وخاصة منذ بدء العهد الحالي في السعودية وهذا أمر متداول على نطاق واسع وترددت أصداؤه عدة مرات في كثير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية».