Site icon IMLebanon

«المستقبل» يّتجه لمقاطعة «الحوار الوطني».. ويعيد النظر في مشاركته بالحكومة

«المستقبل» يّتجه لمقاطعة «الحوار الوطني».. ويعيد النظر في مشاركته بالحكومة

نائب رئيسه: نبحث جدًيا الاستقالة من مجلس الوزراء لأن الفريق الآخر هو المستفيد منها

بيروت: كارولين عاكوم

بدأ «تيار المستقبل» إعادة النظر في ثلاثة أحزمة أمان٬ وفق ما وصفها وزير الداخلية نهاد المشنوق٬ هي الحوار الثنائي بينه وبين «حزب الله» والحوار الوطني الموّسع الذي كان قد انطلق للبحث في موضوع رئاسة الجمهورية إضافة إلى الاستمرار في الحكومة أو عدمها.

كل الخيارات في هذه القضايا أصبحت مطروحة وإن اختلفت معاييرها بين قضية وأخرى. فـ«التيار» الذي يواجه ضغوطا داخلية٬ سياسية وشعبية٬ لم يعد اليوم قادرا على التغاضي عن كل تجاوزات حزب الله في لبنان وخارجه على حساب المصلحة الوطنية التي نتج عنها أخيرا قرار السعودية بإعادة النظر بعلاقتها مع لبنان٬ وأيدها بذلك الدول الخليجية. هذا الواقع٬ جعل من خيار مقاطعة «المستقبل» للحوار مع «حزب الله» أمرا شبه محسوم٬ وهو ما قد ينسحب أيضا على الحوار الوطني٬ بينما تبقى مسألة الاستقالة من الحكومة موضع بحث جدي ودقيق لغاية الآن٬ وفق ما يؤّكد نائب رئيس التيار٬ أنطوان أندراوس. في المقابل٬ يؤّكد مصدر مّطلع على موقف حزب الله لـ«الشرق الأوسط» «أن الحزب حريص أكثر من أي وقت مضى على حماية لبنان التي لن تتحقق إلا بالتلاقي والحوار وخير دليل على ذلك مشاركته في الجلسة الأخيرة».

وقال أندراوس لـ«الشرق الأوسط» «لا شّك أن التوّجه هو لعدم الاستمرار بهذا الحوار في ظل كل ما يقوم به حزب الله٬ كما أنه لم يتم تحديد موعد للجلسة المقبلة»٬ سائلا: «ما جدوى استكماله إذا لن يحّقق أي تقّدم لا داخليا ولا خارجيا بل على العكس من ذلك نرى أن حزب الله يصّعد ويطلق المواقف المتشّددة تجاه الدول العربية الصديقة؟»٬ ويؤكد «لن نكون شهود زور وليس بإمكاننا أمام جمهورنا أيضا التغاضي عن كل ما يحصل. كيف نواجه سياسة الحزب ونستمر في اجتماعاتنا معه إذا كانت لن توصل إلى أي مكان؟٬ مضيفا: «إلا إذا طرحوا حلولا بإمكانها أن تساهم في الخروج من المأزق عندها قد نعيد النظر في الموضوع».

وكان المشنوق قد دعا إلى «تعليق الحوار مع حزب الله٬ ريثما تحّل المشكلات الحالية»٬ قائلا: «أردنا الحوار لتخفيف حّدة النقاش المذهبي ولانتخاب رئيس للجمهورية٬ لكّن القليل تحّقق في الأّول ولم يتحّقق شيء في الثاني». من ناحيته قال النائب في «المستقبل» أحمد فتفت «الحوار مع حزب الله لم يكن يوًما فاعلاً ومنتًجا٬ وهو بالنسبة إليه غطاء ومظلة سياسية٬ وهو بدل أن يخفف الاحتقان السياسي أنه رفع السقف وزاد الضغط السياسي».

مع العلم٬ أّن الجلسة الأخيرة للحوار بين الطرفين والتي كانت محددة الأربعاء الماضي٬ وحملت الرقم 26. كادت أن تلغى نتيجة قرار ممثلي «المستقبل» بعدم الحضور لولا تدّخل مجلس النواب نبيه بري والتوصل إلى حّل وسطي قضى بأن تكون مختصرة ومصّغرة٬ وصدر عن المجتمعين بيانا مقتضبا٬ اكتفى بالإشارة إلى أن «المجتمعين بحثوا الأوضاع الراهنة».

ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى «الحوار الوطني»٬ الذي حّدد موعد جلسته المقبلة في التاسع من شهر مارس (آذار) المقبل٬ فالمشاركة به لم تعد مجدية٬ كما يشير أندراوس٬ موضحا: «انطلقت جلسات الحوار تحت عنوان البحث في رئاسة الجمهورية وإذا بها تتحّول إلى مناقشة ملف أزمة النفايات التي لا يبدو أيضا أنها ستجد طريقها إلى الحّل». وأضاف: «يبدو واضحا أن حزب الله لا يريد الآن إنجاز الانتخابات الرئاسية٬ والمرشحان للرئاسة الأساسيان اللذان ينتميان إلى فريقه السياسي يقاطعان جلسات الانتخاب٬ ويبدو واضحا أنه لا انتخابات في الجلسة المقبلة المحددة يوم الثلاثاء٬ وبالتالي لا جدوى كذلك من أي طاولة حوار ستعقد تحت هذا العنوان». وأوضح: «حتى ولو قّرر رئيس تيار المردة٬ النائب سليمان فرنجية٬ الذي يدعمه تيار المستقبل٬ المشاركة في الجلسة فلن يسمح حزب الله بذلك٬ ولا نستبعد عندها أن يقوم بأي خطوة أمنية لعرقلة إجراء الانتخابات»٬ ولفت أندراوس إلى بعض التهديدات والمناشير التي توّزع في لبنان مهددة بعملية أمنية سيقوم بها حزب الله٬ مضيفا: «لا نستبعد أن يكون الحزب خلفها٬ والكلام عن أن طابورا خامسا وراءها ليس إلا تغطية لهذا الأمر».

أما بالنسبة إلى الحكومة٬ التي سبق أن أعلن رئيسها تمام سلام٬ أن استقالتها واردة وعدم استمرارها وارد٬ وأّكد المشنوق أنه «لا يمكن أن نكمل بالمسيرة السابقة في حكومة يقول أحد وزرائها إّنه بين الإجماع العربي وإيران سيختار إيران»٬ سائلا: «ما المانع أن تتحّول إلى حكومة تصريف أعمال»٬ أوضح أندراوس٬ أن استقالة المستقبل منها هي موضع بحث في أوساط التيار٬ وهناك آراء مختلفة بعض الشيء بشأنها٬ لا سيما أن تحّولها إلى تصريف أعمال هو مطلب حزب الله والنائب ميشال عون الذي لطالما تحّدث عن «مؤتمر تأسيسي»٬ وبالتالي فإن فرطها سيؤدي إلى تقسيم لبنان على غرار ما يخّطط لسوريا. وأضاف: «نجلس في مكان واحد مع ميليشيا مسلّحة٬ وبالتالي علينا إما المقاومة بالسلاح أو بالسياسة٬ إذا اخترنا الأّول يعني سيصبح لبنان كاليمن٬ بينما يتطلب الخيار بالسياسة دعما ومساندة من الدول العربية التي نتمنى ألا تتخلى عّنا».