Site icon IMLebanon

لبنان: الجلسة 36 لانتخاب الرئيس محكومة بالتأجيل بفعل مقاطعة «حزب الله» و«التيار الوطني الحّر»

لبنان: الجلسة 36 لانتخاب الرئيس محكومة بالتأجيل بفعل مقاطعة «حزب الله» و«التيار الوطني الحّر»

الحريري يدعو النواب للقيام بواجبهم الدستوري وينصح فرنجية بالنزول إلى المجلس

تعقد اليوم الجلسة الـ36 للبرلمان اللبناني المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية٬ ويتوّقع أن تلقى مصير سابقاتها٬ في ظّل غياب فريق الثامن من آذار عنها٬ خصوًصا نواب «حزب الله» والتيار الوطني الحّر٬ الذين يعتصمون بحبل المقاطعة ما لم يكن ثمة اتفاق على انتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» من دون غيره من المرشحين الآخرين رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وعضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هنري حلو.

لكن ما يمّيز جلسة اليوم عن سابقاتها هو الحضور النيابي الكثيف لنواب «14 آذار» وحضور متوّقع لرئيس تيار «المستقبل» رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري٬ في وقت جدد التيار الوطني الحر تأكيده أنه «لا انتخابات رئاسية ما لم يقتنع الفريق الآخر (14 آذار) بأحقية أن يكون العماد ميشال عون رئيًسا للجمهورية لكونه أكبر ممثل للمكون المسيحي في لبنان»٬ وأعلن أن ما بعد جلسة اليوم «ستكون هناك تغيرات سياسية استراتيجية تفضي إلى القبول بعون رئيًسا».

وطالب الحريري كل النواب إلى «الحضور إلى المجلس النيابي والقيام بواجبهم الدستوري»٬ ناصًحا رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الذي رشحه الحريري للرئاسة على الرغم من أنه من قوى «8 آذار» التي يتزعمها «حزب الله» إلى حضور الجلسة. وقال: «نحن ندعوه إلى الحضور لأننا سنحضر إلى المجلس النيابي من أجله». وإذ أعلن أن «حوار (المستقبل) و(حزب الله مستمر)». جدد رفضه لما حصل في الأيام الماضية (قطع مناصري حزب الله للطرق وتحركاتهم في بيروت احتجاًجا على تقليد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في برنامج تلفزيوني ساخر٬ لأن الاعتراض بهذه الطريقة وإحراق الدواليب يعطي تبريًرا لمن يقوم بهذه الأمور٬ معتبًرا أن «التظاهرات حركت النعرات الطائفية٬ وهي مسيئة للإسلام».

عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر٬ توّقع في تصريح لـ«الشرق الأوسط»٬ أن «تتمّيز جلسة اليوم بحضور كثيف لعدد النواب بعد التراجع اللافت في حضور النواب في الجلسات الأخيرة»٬ متوقًعا حضور الرئيس سعد الحريري شخصًيا.

وإذ استبعد اكتمال النصاب والتصويت في غياب مكونين أساسيين هما «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»٬ اعتبر أن «الحضور الكثيف النيابي يعطي إشارة سياسية مهمة»٬ مؤكًدا أن «نواب المستقبل ومكونات قوى (14 آذار) سيحضرون الجلسة تأكيدا منهم على تمسكهم بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الشغور المستمر منذ نحو عامين».

أما عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر٬ فأشار إلى أن نواب الكتلة «سيحضرون الجلسة المخصصة لانتخاب الرئيس٬ خصوًصا وأنهم لم يتغيبوا عن أي من الجلسات السابقة». لكنه توقع أن «لا تشهد الجلسة أي تبّدل عن سابقاتها٬ ما دام الاصطفاف السياسي على حاله».

وأكد جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»٬ أن «التيار الوطني الحر لا يزال متمسًكا بترشيح النائب ميشال عون ويعتبره مرشحه الأول٬ وهو يدعم موقفه اليوم  وأكد جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»٬ أن «التيار الوطني الحر لا يزال متمسًكا بترشيح النائب ميشال عون ويعتبره مرشحه الأول٬ وهو يدعم موقفه اليوم بتأييد القوات لعون٬ مما يعني أن هناك قدرة تعطيلية لا يمكن القفز فوقها». وقال: «لا شّك أن ديمقراطيتنا التوافقية لها حسنات وسيئات٬ فالدستور ينص على حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب جلسات انتخاب الرئيس والتصويت على القرارات الأساسية٬ عدا عن أن القرارات الأساسية في مجلس الوزراء تحتاج إلى أكثر من الثلثين٬ لكن سيئاتها تبرز الآن في القدرة على تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية». وأكد أن «اللقاء الذي جمع الرئيس (مجلس النواب) نبيه بري بالرئيس سعد الحريري شدد على أهمية إنجاز انتخاب رئيس الجمهورية٬ لكن أساسه كان لملمة الفتنة التي يحاول البعض زرعها في البلد». أضاف جابر: «الحمد Ȁ أنه

بعد خمس سنوات على الأحداث في سوريا تجّنب لبنان الوقوع في فّخ الفتنة٬ ونأمل أن يبقى البلد مستقًرا٬ خصوًصا وأن هناك حرًصا كبيًرا على استقرار لبنان٬ ليس لأنه يحتضن شعبه فحسب٬ بل لأن فيه مئات الآلاف من النازحين السوريين».

جابر العائد حديًثا مع وفد نيابي كبير من الولايات المتحدة٬ أعلن أن «الإدارة الأميركية والكونغرس أبدوا اهتماًما كبيًرا بلبنان وجيشه وقواه الأمنية وفي تصديهم للإرهاب الذي يعّم المنطقة٬ وكان تقييمهم إيجابًيا جًدا بالنسبة للمؤسسات العسكرية والأمنية ودورها».

من جهته٬ جزم القيادي في «التيار الوطني الحر» الوزير السابق ماريو عون أن «نواب تكتل التغيير والإصلاح ونواب (حزب الله) لن يشاركوا في الجلسة (اليوم) لأنه لم يحصل أي تغيير في المواقف٬ ولم يحصل توافق على المرشح الأكثر تمثيلاً مسيحًيا ووطنًيا». وقال عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل أن تكون هناك مواقف أخرى تفضي إلى توافق لبناني لبناني على انتخاب العماد عون٬ الذي يمّثل القاعدة الكبرى للمكون المسيحي٬ وعلى الفريق الآخر أن يسلّم بهذه الحتمية»٬ لافًتا إلى أنه «بعد جلسة الغد (اليوم) الأمور لن تبقى كما هي٬ وعلى الفريق الآخر أن يأخذ بعين الاعتبار الواقع التمثيلي للعماد عون»٬ كاشًفا أنه «ابتداء من الخميس (غًدا) سيكون هناك يوم آخر واستراتيجية أخرى وتغّيرات سياسية ستسمعون بها».