Site icon IMLebanon

البرلمان اللبناني يخفق مجدًدا بانتخاب رئيس رغم اقتراب المشاركة من النصاب القانوني

البرلمان اللبناني يخفق مجدًدا بانتخاب رئيس رغم اقتراب المشاركة من النصاب القانوني

الحريري يتمّسك بترشيح فرنجية ويؤكد أن استمرار الفراغ يقتل البلد

مّرة جديدة أخفق البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية٬ ما أدى إلى تأجيل الجلسة الـ37 إلى 23 مارس (آذار) الحالي٬ لكن جلسة أمس تمّيزت بعاملين أساسيين٬ الأول ارتفاع عدد المشاركين فيها إلى 72 نائًبا٬ أي بفارق 14 صوًتا عن النصاب القانوني الذي يتطلّب حضور 86 نائًبا لافتتاح الجلسة والبدء بعملية الاقتراع٬ وحضور رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط٬ إضافة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود بطبيعة الحال. أما العامل الثاني فتمّثل بتغّيب المرشّحين الرئيسيين وهما رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية مع نوابهما٬ بالإضافة إلى المقاطعة الحتمية لنواب «حزب الله» في دلالة واضحة على وقوف هذا الفريق وراء تعطيل الاستحقاق الرئاسي٬ وفق ما عّبر نواب من «14 آذار» من داخل البرلمان في وسط بيروت.

ونقل النواب عن رئيس المجلس نبيه بري بعد لقاء الأربعاء أمس تأكيده ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية٬ مشددا على «أهمية التوافق لإنجاز هذا الاستحقاق في أقرب وقت ممكن».

ومن ساحة النجمة جدد الرئيس سعد الحريري٬ دعوته النواب الغائبين إلى «القيام بواجبهم الدستوري٬ وأن لا يتركوا الفراغ يقتل لبنان كل يوم»٬ مؤكًدا أن الخلافات السياسية يبدأ حلّها من خلال وجود رئيس للجمهورية والخروج من الفراغ الذي نعيشه».

وقال الحريري في تصريح أدلى به بعد إرجاء جلسة انتخاب الرئيس: «اليوم وصلنا إلى 72 نائًبا نزلوا إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس٬ لكن النصاب لم يكتمل٬ وآمل من النواب الذين غابوا أن يحضروا الجلسة المقبلة». ورًدا على سؤال عن اشتراك مرشحه سليمان فرنجية بتعطيل الجلسة٬ أجاب: «لا أريد اتهام الجميع بالتعطيل وأتفهم الوزير فرنجية٬ وهناك أمور في حاجة إلى تبلور عند بعض الأفرقاء٬ وسأتمسك بترشيحي له أكثر بعد هذه الجلسة».

أما رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل فرأى في تصريح من مجلس النواب أنه «لا يوجد في أي بلد في العالم مرشح للرئاسة يتمّكن من استقطاب ثلث الهيئة الناخبة لكنه يخطف الانتخابات والقرار في البلد ويقول: إما يحكم الثلث والثلثانُيحكمون٬ وإما لا توجد ديمقراطية ودولة ومؤسسات»٬ معتبًرا أن «هذا الأمر يشّكل أكبر دليل على تشويه النظام السياسي».

وقال الجمّيل: «إن الثلث الذي يعّطل انتخاب الرئيس هو الثلث الخاطف للدولة اللبنانية ولمصير اللبنانيين وللمؤسسات٬ وهو يأخذ البلد والمواطنين رهينة٬ كما يأخذ صحة اللبنانيين واقتصادهم ومستقبلهم رهينة». وتابع: «شبعنا مناورات٬ ومن غير الطبيعي أن ينزل 71 نائًبا من أصل 75 لانتخاب مرشحين غير موجودين وغير مستعدين لممارسة الحياة الديمقراطية في لبنان»٬ وسأل: «ما هذا المنطق؟ ماذا نفعل؟»٬ داعًيا الكتل السياسية التي لم تشارك في الجلسات إلى «إعادة  النظر بموقفها وطريقة تعاطيها مع هذه الانتخابات والعودة إلى مصلحة لبنان واللبنانيين».

وشدد الجميل على أن «الحكومة شبه المعطلة لا تستطيع أن تكون بديلا عن رئيس الجمهورية٬ ويجب أن تكون كل الخيارات مفتوحة أمامنا». وطالب رئيس حزب «الكتائب» بـ«عدم انتظار الخارج ورهن قرارنا بالدول الخارجية٬ ونؤكد للبنانيين أن السلطة بمكان والنواب بمكان والشعب بمكان آخر٬ لأن هذا يؤدي إلى كوارث وهجرة بفعل فقد اللبنانيين الثقة ببلدهم٬ وبالتالي نثبت بأن هذا البلد موجود للحكم بطريقة دول العالم الثالث٬ ونأتي من خلال تصرفاتنا بأننا نقترب إلى العام الثالث٬ وآسف لنصل إلى هذه المرحلة».