Site icon IMLebanon

لاجئون سوريون في عرسال اللبنانية يشكون ارتفاع إيجارات مخيماتهم

لاجئون سوريون في عرسال اللبنانية يشكون ارتفاع إيجارات مخيماتهم

تقلص تبرعات الجمعيات الخيرية دفعهم إلى اقتطاع الإيجار من ميزانية الغذاء

قال ناشطون سوريون في بلدة عرسال اللبنانية٬ إن حاجاتهم للمساعدات المالية تضاعفت في الآونة الأخيرة٬ بعد إحجام جمعيات خيرية ومنظمات إغاثية عن تقديم مساعدات مالية كانت مخصصة لدفع إيجارات الأراضي التي أنشئت عليها المخيمات في عرسال٬ وهو ما اضطر العائلات إلى اقتطاعها من الميزانيات المخصصة للغذاء والتدفئة.

وقال الناشط أبو الهدى الحمصي٬ لـ«الشرق الأوسط»٬ إن سكان مخيمات اللاجئين في عرسال يدفعون بدل إيجار الأراضي التي أنشئت عليها مخيمات اللاجئين لأصحابها «من الميزانية المخصصة للطعام والغذاء والتدفئة»٬ مشيًرا إلى أن أجور الأراضي «تتضاعف عاًما بعد عام٬ ولا سبيل أمام اللاجئين لرفض ذلك٬ نظًرا لغياب أي حل آخر أمامهم».

ويتحدث الحمصي عن دفع اللاجئين مبلًغا يتراوح بين أربعة آلاف وستة آلاف دولار سنوًيا بدل إيجار للأراضي التي يقيمون المخيمات عليها٬ قائلاً إن أصحاب الأراضي «يشترطون سنوًيا رفع السعر». وقال: «بات مخيم يستوعب ثلاثين خيمة يطالب بمبلغ أربعة آلاف دولار بدل إيجار سنوي».

بدوره٬ أكد علي الحجيري٬ رئيس بلدية عرسال٬ أن البلدية لا تتقاضى أي مبالغ من اللاجئين السوريين بدلا لنصب خيمهم داخل البلدة٬ لافًتا إلى أن أصحاب الأراضي التي أنشئت عليها بعض المخيمات يتقاضون بدلا سنويا. وأوضح الحجيري٬ لـ«الشرق الأوسط»٬ أن الائتلاف السوري وجمعيات إنسانية تتكفل بدفع هذه المبالغ٬ وقال: «لا أراضي للدولة أو للبلدية داخل البلدة كي نقدمها إلى اللاجئين لإنشاء مخيماتهم عليها».

ويدفع اللاجئون إلى بلدة عرسال إيجارات الأراضي التي أنشئت عليها سبعون مخيًما من أصل 114 مخيًما موجودة في البلدة والمناطق الواقعة على أطرافها.

وقال الحمصي إن تلك المبالغ «كانت تتكفل بها جمعيات إغاثية وخيرية عربية٬ لكن حضورها تضاءل الآن بعد معركة عرسال» في 2 أغسطس (آب) ٬2014 بسبب الظروف الأمنية٬ وهو ما فاقم المشكلة».

لكن مصدًرا في البلدة اللبنانية الحدودية مع سوريا٬ قال لـ«الشرق الأوسط»٬ إن هناك 25 مخيًما تدفع العائلات فيها ما بين الـ15 والـ40 دولاًرا سنوًيا بدل إيجار٬ وأن هناك 15 مخيًما يتولى اتحاد الجمعيات الإغاثية دفع بدل الإيجار لها٬ كما أن «جمعية الأبرار» تتولى دفع المستحقات لعدد من المخيمات٬ فضلاً عن أن هناك مخيًما لا يتقاضى أصحاب الأرض أي بدل مالي لقاء إنشائه٬ بينما تتولى وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف الوطني السوري دفع بدل الإيجارات لأربعة مخيمات.

وقال الحمصي٬ وهو المنسق العام لجمعية «الوفاء» للأعمال الإنسانية٬ إن جمعيته «بدأت بدفع مائة دولار لكل عائلة في المخيمات٬ وباتت تغطي أكثر من 25 مخيًما». وأوضح أن «المبلغ الذي تدفعه الجمعية كان مخصًصا في الأصل لُيدفع في سبيل إطعام الأطفال وإنفاقه على وقود التدفئة».

وكانت الجمعية أعلنت أنها استطاعت إغاثة ما يقارب 22 ألف لاجئ يعيشون في تلك المخيمات٬ لافتة إلى أن الجمعية قدمت لنحو 2155 خيمة خلال مرحلتين٬  وهي مستمرة بدعم بقية المخيمات.

ويقيم في بلدة عرسال نحو 120 ألف لاجئ سوري٬ وصلت الدفعة الأخيرة منهم في ربيع عام ٬2014 إثر قيام حزب الله وقوات النظام السوري بشن هجمات على بلدات القلمون الغربي في ريف دمشق الشمالي٬ ما دفع الآلاف من اللاجئين للعبور إلى بلدة عرسال.

وقال الحمصي: «بات معدل الديون المالية المتراكمة على العائلات يصل إلى 150 دولارا على كل عائلة»٬ مشيًرا إلى أن العائلات «تضطر إلى الاستدانة بغرض تأمين الطعام». ولفت إلى أن العائلات التي تتضمن بين أفرادها شاًبا أو معيلاً «تقلصت التقديمات لها بذريعة أن هؤلاء قادرون على العمل٬ علًما بأن سكان عرسال اللبنانيين لا يجدون في الفترة الحالية ما يعملون به».