Site icon IMLebanon

وزيرة شؤون المهجرين: إيران و«حزب الله» يسعيان لربط مصير لبنان بسوريا

وزيرة شؤون المهجرين: إيران و«حزب الله» يسعيان لربط مصير لبنان بسوريا

أليس شبطيني قالت لـ «الشرق الأوسط» إن أي تقسيم لسوريا سيطال لبنان.. وزيارة سلام إلى الخليج لم تنضج بعد

بيروت: وجدي العريضي

أكدت وزيرة شؤون المهجرين٬ أليس شبطيني٬ أنه لا إيران ولا «حزب الله» يريدان انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية٬ ويسعيان لربط مصير لبنان بسوريا. ورأت أن نصف الشارع اللبناني وأكثر ضّد دعوة النائب ميشال عون للتظاهر والعصيان على خلفية الاستحقاق الرئاسي٬ التي يحاول من خلالها كسب عواطف المسيحيين لدواٍع شعبوية وانتخابية٬ مؤكدًة في حوار مع «الشرق الأوسط»٬ أن «الإسلام المعتدل ضمانة للمسيحيين٬ وهناك إصراٌر من زعامات وقيادات إسلامية للحفاظ على مكتسبات وحقوق المسيحيين ووجودهم في لبنان والمنطقة». وسألت شبطيني عن جدوى الحملات غير المبّررة تجاه المملكة العربية السعودية ودول الخليج «التي من شأنها أن تسيء لعلاقة لبنان بأشقائه٬ لا سيما ممن كانوا في طليعة الداعمين له»٬ كاشفًة أن زيارة رئيس الحكومة تمام سلام لدول الخليج لم تنضج بعد وأنه لم توجه له أي دعوة حتى الآن. وربطت موقف وزير الخارجية جبران باسيل بعدم استقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون٬ بمواقف حزب الله» بعد وضعه على لائحة الإرهاب٬ «خصوًصا أن باسيل حليٌف لفريق (الثامن من آذار)»٬ مشددًة على «الإجماع العربي الذي هو ضمانة للبنان في سياق علاقاته التاريخية مع السعودية والخليج وسائر الأشقاء والمجتمع الدولي٬ الذي نص عليه الدستور وإعلان بعبدا».

* ما الذي يعطل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان؟

­ قلت سابقا وأكّرر اليوم أن إيران و«حزب الله» يربطان مصير لبنان بسوريا٬ وبالتالي هما من يعطل الاستحقاق الرئاسي٬ فإذا حصل التقسيم في سوريا٬ فاعتقد أنه سيكون طائفًيا٬ وسيرتّد هذا الأمر على لبنان. من هنا تأتي مواقف أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله وطريقة تعاطيه سياسًّيا ومنع كتلة الحزب من النزول إلى مجلس النواب وانتخاب الرئيس٬ كل ذلك يترك المجال مفتوًحا أمام انعكاس تأثيرات ما يحل في سوريا على لبنان.. قد يريدون تأمين منفذ لدمشق والنظام السوري في جنوب لبنان٬ لأن مشروع الهلال الشيعي ليس مجّرد كلمة قرأناها في صحيفة٬ هذا المشروعُحكي عنه٬ وعندما أسمع وزيًرا إيرانًيا يقول إن لديه أربع عواصم٬ ماذا يعني ذلك؟ لا أستبعد أنه في حال تّم تقسيم سوريا أن يصل التقسيم إلى لبنان٬ وهذا ما لا يقبل به أي مسؤوٍل لبناني وطني.

* كيف تنظرين إلى مقاطعة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وكتلته جلسات انتخاب الرئيس؟

­ أحمله هذه المسؤولية؛ إذ لا يجوز أن ينزل إلى المجلس النيابي أكثر من 70 نائًبا ولا ينتخب رئيس. عون حليف لـ«حزب الله» وفريق «8 آذار» ويقاطع الانتخابات الرئاسية لمصالح شخصية وآنية.

* هناك تلويح من قبله بالنزول إلى الشارع؟

­ العماد عون لديه اعتقاد بأنه لا يزال يملك الشارع ويفعل ما يشاء٬ فالممارسة الديمقراطية لا تكون بالشارع٬ بل في المجلس النيابي وفي المؤسسات الدستورية٬ فكلنا يعلم كيف يبدأ الشارع وإنما لا أحد يعرف كيف ينتهي٬ خصوًصا في مثل هذه الظروف الحساسة والبالغة الدقة سياسًيا واقتصادًيا ومعيشًيا وأمنًيا٬ وأؤكد أن أكثر من نصف الشارع ضّد العماد عون٬ ولن ينزل ليتظاهر «كرمى لعيونه» في هذه المرحلة الحرجة.

* هو يقول إنه يريد استعادة حقوق المسيحيين…

­ عشت في مدينة طرابلس ذات الغالبية الإسلامية٬ ولم ألمس إلاّ كل معاملة طيبة واحترام من الجميع٬ فلا خوف من أحد٬ فهناك الإسلام المعتدل٬ وزعامات وقيادات إسلامية حريصة إلى أبعد الحدود على الوجود المسيحي في لبنان والشرق بشكل عام وأيًضا على حقوق المسيحيين٬ قد يكون هناك مخاوف محقة جّراء التطورات الإقليمية والدولية وما جرى في العراق وسوريا بحق المسيحيين٬ وربما خلٌل في التوازن الطائفي جّراء التحولات الإقليمية حولنا٬ ناهيك بحالات التطرف الطائفية والمذهبية والإرهاب المتمادي.. فكلها عوامل تبعث على القلق والمخاوف٬ ولكن في لبنان ثمة خصوصية معروفة وتعايش وتعددية٬ إّنما ما يقوم به عون يصّب في الخانة الشعبوية.. والمسيحيون واعون ومدركون لهذا الأمر وأهدافه ومراميه.

* بماذا تفسرين غياب وزير الخارجية جبران باسيل عن استقبال أمين عام الأمم المتحدة؟

­ أربطه بمواقف «حزب الله» وقوى «8 آذار»٬ فهو حليٌف لهم٬ وبالتالي «حزب الله» منزعج من تصنيفه حزًبا إرهابًيا٬ خصوًصا أنه جرى تبني هذا الأمر في الجامعة العربية والأمم المتحدة وغيرهما٬ وعليه٬ فإّن الوزير باسيل يعمل لمحاربة هذه القرارات الدولية ووفق أجندة «حزب الله».

* هناك سابقة موقف باسيل في الجامعة العربية٬ كيف ستتصرف الحكومة إزاء هذه الأعمال؟

­ نعم٬ لقد خرج الوزير باسيل عن الإجماع العربي في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة٬ ونحن ملزمون بهذا الإجماع الذي ورد في الدستور وإعلان بعبدا٬ وعلينا التقيد به٬ وأن نكون إلى جانب السعودية ودول الخليج والأشقاء والأصدقاء. علينا التزام الحياد٬ ولكن لا حياد أمام الإجماع العربي٬ ولا مجال إطلاقا لهذا الحياد.

* أين أصبحت زيارة رئيس الحكومة تمام سلام إلى دول الخليج؟

­ لقد طلب الرئيس سلام المواعيد٬ لكن الزيارة إلى الآن ورادة٬ إنما لم تنضج الاتصالات الجارية للإعداد لهذه الجولة الخليجية. الرئيس سلام رجٌل عاقل جًدا ويتسم بالحكمة في معالجة الملفات كافة٬ ويسعى لعدم أخذ لبنان إلى الهاوية٬ وفي مجلس الوزراء يتجنب أي ملف خلافي٬ بمعنى؛ ما يحصل داخل مجلس الوزراء هو تنظيم الخلاف وإدارة أزمة وليس إدارة بلد في هذه الظروف الاستثنائية.

* الوزير باسيل وبعض القيادات يتحدثون عن مخاطر توطين اللاجئين السوريين..

­ طبًعا لا صحة لهذا الكلام٬ فجميع اللبنانيين ضّد التوطين؛ فلا الفلسطيني سيوطن ولا السوري٬ وهذا ما ورد في الدستور٬ وسائر القيادات على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها ضّد التوطين٬ ولكن ما يحصل يحمل في طّياته مكاسب شعبوية وانتخابية والطروحات هي بمثابة الفّزاعة وإثارة المخاوف والقلق.

* هل ستحصل الانتخابات البلدية؟

­ إن شاء الله ستجري الانتخابات البلدية٬ والمنظمات الدولية تراقب باهتمام٬ وأؤكد أن المجتمع الدولي وسائر المؤسسات والمنظمات الدولية ستلجأ إلى عقابنا في حال لم يحصل هذا الاستحقاق٬ وأموال اللاجئين كانت لدعم هؤلاء النازحين٬ وفي المقابل حّض المسؤولين اللبنانيين لإجراء الاستحقاق البلدي؛ إذ ثمة مواكبة ومراقبة حثيثة لهذا الأمر من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وإصرار على إجراء الانتخابات.

* هل أنت خائفة على الأمن في لبنان؟

­ نعم٬ أنا خائفة وقلقة ولدي هواجس في هذا السياق٬ فـ«داعش» لا يكترث لأي شيء٬ وقيامه بأعمال إرهابية أمٌر وارد٬ ولكن يمكنني القول إن الجيش اللبناني في جهوزية تامة للتصدي لأي أعمال إرهابية٬ ولديه الحرفية القتالية والاستعداد التام للدفاع عن لبنان٬ فلا «حزب الله» ولا أي طرف بمقدوره أن يدافع عن لبنان إلا الجيش اللبناني٬ ونحن في لبنان لا نحارب أو نعتدي٬ بل ندافع عن أنفسنا٬ وهذا ما سيحصل في حال وقع أي عدوان أو أعمال إرهابية.

* يقال إن الهبة السعودية المخصصة للجيش اللبناني ما زالت قائمة؟ هل لديك معلومات في هذا السياق؟

­ الهبة ستسلم لرئيس الجمهورية العتيد٬ وربما لدى السعوديين قلٌق ومخاوف من أن يستولي عليها أي طرف ميليشياوي أو ما شابه ذلك.

* كونك من المقربين من رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان٬ هل يلعب أي دور لاستمرار هذه الهبة بفعل صداقته مع المملكة العربية السعودية؟

­ ثمة صداقة واحترام متبادل بين الرئيس سليمان والمسؤولين السعوديين٬ وكانت له مساهمة فاعلة في تقوية أواصر العلاقة بين لبنان والسعودية ومع سائر دول الخليج والدول الصديقة والمجتمع الدولي بشكل عام٬ ولهذه الغاية٬ من المؤسف اليوم أن يأتي البعض ليخرب هذه الإنجازات والعلاقات٬ خصوًصا مع السعودية والخليجيين والأمم المتحدة وغيرهم٬ فهذا لا يصّب لصالح البلد في مثل هذه الظروف الاستثنائية وأمام مرحلة التحولات والمتغيرات في المنطقة.

* ما الدور الذي يقوم به اليوم الرئيس سليمان٬ وهل ثمة مبادرة له لإنقاذ البلد من هذا الوضع؟

­ الرئيس سليمان رجٌل وطني رفض التمديد ولم يقبل بهذا الخيار رغم كّل المساعي التي بذلت في تلك المرحلة٬ وهو اليوم يقول لقد تركت الكرسي ولكن القسم قائم ومستمر من أجل مصلحة الوطن. وفي ظّل هذا الفراغ الرئاسي٬ فإن الرئيس سليمان ضنين وحريص على وطنه وكل اللبنانيين٬ كما يدرك ما يحيط بهذا البلد من أهوال٬ ولا مشروع لديه سوى مصلحة وطنه وانتخاب رئيٍس في أقرب وقٍت ممكن للخروج من هذه المعضلة٬ وبالتالي٬ تطبيق الدستور وإعلان بعبدا الذي تنكر له البعض بعد الموافقة عليه.