لبنان: حظوظ فرنجية بالرئاسة تتراجع.. ونواب في «المستقبل»: لن ننتخب عون
قيادي عوني لـ«الشرق الأوسط»: الأمور استوت والجنرال رئيًسا قبل أغسطس
حّركت المواقف التي أطلقها كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في الأيام الماضية المياه الرئاسية الراكدة٬ بعد أشهر من «الستاتيكو» الثقيل الذي انعكس سلًبا على عمل المؤسسات الدستورية والوضع الاقتصادي٬ إلا أن ما أدليا به لم يطمئن رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية٬ المرشح لرئاسة الجمهورية المقرب من رئيس النظام السوري بشار الأسد٬ بل أرخى ارتياًحا في مقر منافسه للرئاسة٬ رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون٬ الذي اعتبر مقربون منه أّنه اقترب أكثر من أي وقت مضى من بلوغ القصر الجمهوري في بعبدا.
فبعد أن كشف المشنوق الأسبوع الماضي عن سقوط «الفيتوات» التي كانت تمنع وصول عون لسدة الرئاسة٬ خرج جنبلاط الأحد لُيعلن أن «فرص فرنجية بدأت بالسقوط»٬ متحدًثا عن «مرشح رئاسي جديد» قال إّنه لا يعرف هويته.
وبدا لافًتا أن جنبلاط٬ الذي كان يعارض انتخاب عون رئيًسا٬ قال أول من أمس إنه يسير به للرئاسة «إذا اقتضت مصلحة لبنان بذلك٬ من منطلق أنه لا يمكن تحييد المصالحة المسيحية»٬ بإشارة إلى تفاهم عون مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع٬ الذي يتبنى كذلك ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» للرئاسة.
واعتبر جنبلاط في حديث تلفزيوني أن هناك «ساحة صراع ساخنة لإسقاط سليمان فرنجية للوصول إلى مرشح رئاسي جديد لا أعرف من هو»٬ لافتا إلى أن رئيس المردة»٬» قد يدفع الثمن٬ وتحديًدا لأنه ذهب إلى باريس وليس سوريا»٬ وأضاف: «العامل الرئاسي في لبنان سوري قبل أن يكون إيرانًيا».
ولم تلق المواقف التي أطلقها جنبلاط الكثير من الترحيب في صفوف تيار «المستقبل». ففيما قال وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج ساخًرا٬ أن «نصيحة النائب وليد جنبلاط إلى الرئيس سعد الحريري٬ ليلاً٬ لجهة تحذيره من أقرب المقربين إليه٬ قد يقابلها نصيحة أخرى مختلفة صباح اليوم»٬ رّجح النائب في تيار «المستقبل» أحمد فتفت أن يكون إعلان جنبلاط سيره بترشيح عون «إذا اقتضت المصلحة الوطنية»٬» مجرد مسعى من قبله لإحراج ما يسمى «حزب الله»٬ الذي لطالما يردد أّنه يدعم عون للرئاسة٬ ولكّنه لا يقوم بأي خطوة في هذا الاتجاه».
وإذ أكد فتفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تبني تيار «المستقبل» لترشيح عون «غير وارد حتى اللحظة»٬ قال أن عدًدا من نواب «المستقبل»٬ وهو أحدهم٬ لن يصوتوا لعون٬» حتى ولو اتخذ قرارا حزبيا في هذا الاتجاه». وأضاف: «نحن بخلاف النائب وليد جنبلاط لا نعتبر أن ورقة النائب فرنجية احترقت٬ ولا نزال عند موقفنا الداعم لترشيحه كتسوية لإخراج البلد من أزمته٬ علما بأننا بالوقت عينه لا نرفع الفيتو بوجه أي مرشح آخر٬ وندعو المعطلين للنزول إلى مجلس النواب للتصويت للمرشح الذي يريدونه بعيًدا عن مبدأ التعيين».
واستغرب فتفت حديث جنبلاط عن أن «العامل الرئاسي في لبنان سوري قبل أن يكون إيرانًيا»٬ مشدًدا على أن «الكلمة النهائية بالملف الرئاسي اللبناني٬ في طهران٬ وليس في أي مكان آخر»٬ متسائلا: «إذا كان هناك عشرات آلاف الإيرانيين في سوريا لمنع سقوط الأسد٬ فهل تكون القرارات تتخذ في دمشق أم في طهران؟».
وبعكس فتفت الذي يؤكد أّنه لا يرى مؤشرات لانفراجات رئاسية قريبة٬ يبدو القيادي في تيار عون٬ ماريو عون متفائلا بالمستجدات الأخيرة التي طرقت الباب الرئاسي٬ معتبًرا٬ أّنه «وبعد المفاجآت التي شهدتها نتائج الانتخابات البلدية لجهة بروز نبض جديد في الشارع باتجاه التغيير٬ بات هناك قناعة بوجوب تكملة ما حصل بلديا نيابيا٬ لكن الأرجحية حاليا لحصول الانتخابات الرئاسية أولا ليليها تشكيل حكومة جديدة٬ وإقرار قانون للانتخاب يليه إجراء الاستحقاق النيابي في موعده».
ورّجح عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون لرئيس تيار (المستقبل) النائب سعد الحريري ما يقوله في هذا الشهر الفضيل٬ خاصة وأّنه بات أكثر من أي وقت مضى بحاجة للملمة الصف السني وإمساك المبادرة على أبواب النيابة٬ وذلك لا يتم إلا إذا كان رئيًسا للحكومة». وأضاف: «كل الأنباء الواردة إلينا والإشارات التي تصلنا توحي بأن الأمور استوت رئاسيا٬ وأن الظروف أصبحت ملائمة وتنتظر عملية الإخراج ليتم انتخاب الجنرال عون رئيسا حتى قبل شهر أغسطس المقبل٬ لننطلق بذلك باتجاه إعادة تكوين السلطة».
التفاؤل العوني الذي قد يجده البعض «مفرطا»٬ خاصة وأن جًوا مماثلا ساد في مرحلة سابقة وبالتحديد في عام 2015 أوحى باتفاق كبير على انتخاب عون بعد التقارب الذي حصل مع الحريري٬ لا يجد صدى لدى مصادر في قوى ٬8 أشارت إلى أن «سقوط حظوظ فرنجية لا يعني ارتفاع حظوظ عون من منطلق أن العوامل التي تمنع انتخابه رئيسا منذ عام ٬2014 لا تزال على ما هي عليه»٬ لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مجمل المشهد الحالي يقّرب الرئاسة إلى مرشح توافقي – تسووي ليس بالتأكيد لا عون ولا فرنجية٬ بل رجل ثالث على مسافة واحدة من جميع الفرقاء».