سوريونُ يضربون عن العمل شرق لبنان بعد توقيف 95 منهم ومصادرة دراجاتهم
الجيش اللبناني نفذ مناورة على السلسلة الشرقية وفي محيط جرود عرسال
يستمر العشرات من العمال السوريين بالإضراب الذي أعلنوه قبل أيام معدودة في منطقة دير الأحمر في البقاع اللبناني٬ شرقا٬ احتجاجا على توقيف مخابرات الجيش 95 منهم وعلى الإجراءات التي تتخذها البلدية بحقهم لجهة منعهم من التجول بعد الساعة الثامنة مساء ومصادرة دراجاتهم النارية.
وتتشدد البلديات اللبنانية كما الأجهزة الأمنية في الإجراءات التي تتخذها بحق اللاجئين السوريين بعد التفجيرات الانتحارية التي ضربت بلدة القاع الحدودية الشهر الماضي٬ وهو ما يثير استياء المنظمات المحلية والدولية التيُتعنى بحقوق الإنسان.
وقال نبيل الحلبي٬ مدير مؤسسة «لايف» لـ«الشرق الأوسط» إن اللاجئين في دير الأحمر «لا يتعرضون فقط للتوقيف٬ بل للضرب والإهانات ويمنعون من التجول وتصادر دراجاتهم النارية٬ كما أّنه لاُيسمح لهم التواصل مع المنظمات الدولية وخاصة مع مفوضية الأمم المتحدة٬ كيلا يتم تسجيلهم كلاجئين ويبقوا عمالا»٬ لافتا إلى أنهم تلقوا تهديدات واضحة بالترحيل في حال لم ينهوا إضرابهم عن العمل.
ويعتمد اقتصاد البلدة البقاعية بشكل خاص على القطاع الزراعي الذي يتولاه ومن قبل اندلاع الأزمة في سوريا عمال سوريين٬ وقد أتى معظم هؤلاء بعائلاتهم للسكن معهم في البلدة خلال السنوات الـ5 الماضية. إلا أن الضغوط التي يتعرضون لها بالآونة الأخيرة جعلتهم يرفعون الصوت ويعلنون الإضراب.
وبحسب الحلبي٬ فإن ما تقوم به بلدية دير الأحمر من خلال منع التجول «تجاوز مفضوح لسلطتها٬ باعتبار أن قرارا مماثلا يحتاج لقانون يصدر عن مجلس النواب٬ داعيا الحكومة اللبنانية٬ أي السلطة المركزية٬ لوضع حد لتجاوز السلطات والمجالس المحلية التي ترتكب انتهاكات تصل لحد الجرائم الجماعية». وأضاف: «إذا كان هناك انتحاريون استخدموا دراجات نارية لتنفيذ عمليات إرهابية٬ فذلك لا يعني منع كل اللاجئين السوريين من استخدام الدراجات٬ وهي وسيلة التنقل الوحيدة المتاحة أمامهم لشراء احتياجاتهم والتنقل بين أماكن سكنهم ومواقع عملهم». وشّدد على أن «الأمن الاستباقي لا يجيز التعدي على حقوق الإنسان».
وتركز الأجهزة الأمنية اللبنانية٬ وبشكل خاص الجيش في الآونة الأخيرة على العمليات الاستباقية لإحباط العمليات الإرهابية قبل تنفيذها٬ كما يتحضر لكل السيناريوهات التي من المحتمل أن يلجأ إليها الإرهابيون لضرب المناطق اللبنانية. وفي هذا السياق٬ أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» يوم أمس بأن الجيش اللبناني أجرى مناورة على السلسلة الشرقية في البقاع الشمالي وفي محيط جرود عرسال.
وقال ثائر القلموني٬ الناشط السوري في المنطقة٬ إن الجيش انتشر في معظم أحياء بلدة عرسال ونفذ سلسلة اعتقالات لشبان سوريين دون معرفة الأسباب.