لبنان: أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» يلوحون بالتصعيد
عشية ذكرى اختطافهم.. سلام يؤكد أن الحكومة لم تدخر جهًدا لإنهاء المأساة
بيروت: «الشرق الأوسط»
لّوح أهالي العسكريين اللبنانيين الـ9 المخطوفين لدى تنظيم داعش٬ بالتصعيد والعودة إلى قطع الطرقات٬ في حال لم تتحرك الحكومة للكشف عن مصير أبنائهم٬ قائلين:
«ممنوع على الدولة أن تقول بعد اليوم (ما في شي)».
ووّجه رئيس الحكومة تمام سلام في مناسبة عيد الجيش اللبناني تحّية إلى العسكريين المحتجزين لدى الجماعات الإرهابية٬ مؤكًدا لهم ولعائلاتهم أن «الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها لم ولن تّدخر أي جهد لإنهاء هذه المأساة٬ مثلما فعلت في السابق ونجحت في تحرير الدفعة الأولى من العسكريين».
ويدخل العسكريون المخطوفون لدى تنظيم داعش غًدا في 2 أغسطس (آب)٬ عامهم الثالث٬ وسط غياب أي معلومات منذ اختطافهم في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا في شرق لبنان٬ إثر هجوم شنه مقاتلون متشددون من «جبهة النصرة» و«داعش»٬ وأسفر عن مقتل 18 عسكرًيا واقتياد نحو 25 عسكرًيا٬ أفرج عن 16 منهم لدى «جبهة النصرة» في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي٬ إثر صفقة تبادل مع الحكومة اللبنانية.
وتغيب أي معلومات عنهم وسط ترجيحات بأن يكون التنظيم قد نقلهم من جرود عرسال إلى معقله في الرقة في وقت سابق٬ في حين بدا أن الملف٬ بغياب المعلومات والوساطات٬ تضاءل البحث به إعلامًيا٬ حيث لم يتم نقل أي معلومات مهمة لعائلاتهم.
وفي ظل هذه المعطيات٬ حّركت عائلات المخطوفين أمس ملفهم من جديد٬ إذ اعتصم أهالي العسكريين المخطوفين٬ في ساحة رياض الصلح وسط بيروت٬ احتجاجا على عدم تحريك الملف» الذي بحسب تعبيرهم «أصبح منسيا من قبل المعنيين»٬ وسط حشد من مسؤولي الجمعيات الأهلية والإنسانية والاجتماعية وعناصر الدفاع المدني.
وقال حسين يوسف باسم أهالي العسكريين المخطوفين: «لم نسمع ما يثلج قلوبنا أو حتى كلمة اطمئنان من دولتنا المصونة أو من المسؤولين عن ملف أبنائنا. لم نسمع سوى عبارة (ما في شهي لهلق)٬ فمن المسؤول؟». وأضاف: «اليوم بداية السنة الثالثة في الأسر٬ ولم نجد حتى هذه اللحظة بصيص أمل سوى من الله وحده٬ فممنوع على الدولة أن تقول بعد اليوم: (ما في شي). وعليها أن تجد السبيل وتعيدهم٬ وإلا فلتسقط هذه الدولة التي ترضى لأبنائها الذل والهوان وكفاها ذل وإهانة».
ووجه نداء عاجلا إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي٬ قائلاً: «أيها القائد٬ لا عيد للجيش وأفراده أسرى٬ ولا فرحة وأسرانا هناك٬ لقد نفد صبرنا وتمرغت كراماتنا وكرامة لبنان٬ نوجه النداء لكم اليوم بالعمل على تحرير أسرانا وتفكيك القنبلة هذه٬ فنحن لن ننسى ولن نستكين وأسرانا في أياد لا نعترف بها»٬ مشدًدا على أن هؤلاء العسكريين «لم يبخلوا يوما٬ فدماؤهم كانت ولا تزال للوطن وتضحياتهم في كل المعارك ما زالت راسخة٬ ودماء رفاقهم روت أرض الوطن لتنمو الكرامة ولتبقى أمتنا أبية».
وتحدث نظام مغيط شقيق المخطوف إبراهيم٬ فتوجه إلى المسؤولين بالقول: «أدركنا منذ أشهر أن هذا الملف سلك طريق النسيان٬ ونحسبهم شهداء٬ ونحسبكم مهملين»٬ متسائلاً: «أين خلية الأزمة يا دولة الرئيس سلام؟٬ ولماذا لم تعد تجتمع؟»٬ ملوحا بالتصعيد: «إذا اضطررنا سنعود إلى قطع الطرقات٬ وسنحرمكم نومة هانئة كما حرمتمونا إياها منذ سنتين».
كما تحدث عدد من أهالي العسكريين المحررين الذين كانوا مع «جبهة النصرة»٬ مطالبين الحكومة بـ«الإسراع في طي هذا الملف».