IMLebanon

تصريحات السنيورة تثير بلبلة في لبنان وتستدعي اعتذاره من بري وسلام

تصريحات السنيورة تثير بلبلة في لبنان وتستدعي اعتذاره من بري وسلام

مصادره لـ «الشرق الأوسط»: الرسالة كانت موجهة إلى عون وفريقه السياسي

أثار الموقف الذي أطلقه رئيس كتلة «المستقبل» النيابية٬ فؤاد السنيورة٬ من مجلس النواب يوم أمس٬ الذي اعتبر فيه أن إصرار رئيس تكتل «التغيير والإصلاح»٬ النائب ميشال عون٬ على تولي رئاسة الجمهورية من منطلق أّنه الأقوى مسيحيا٬ يعني كذلك أن الأجدر لتولي رئاسة الحكومة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري٬ ورئاسة مجلس النواب رئيس كتلة ما يسمى «حزب الله» النيابية محمد رعد٬ بلبلة في الأوساط السياسية استدعت اعتذاره من كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري٬ ورئيس الحكومة تمام سلام٬ باعتبار أن كلامه «قد فُسر أو فُهم خارج سياقه».

وقالت مصادر السنيورة لـ«الشرق الأوسط»٬ إن ما قصده بتصريحه «توجيه رسالة إلى عون وفريقه السياسي وليس لبري أو سلام٬ مفادها بأن المسألة ليست مسألة رؤساء أقوياء طائفيا٬ نظرا إلى أن التجارب أثبتت أن هؤلاء خلقوا المشكلات ولم يكونوا عنصر حل ووئام»٬ مشددة على أن «شرعية أي رئيس مقبل للبلاد يتخذها من قدرته على تحقيق التوافق وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء». وأكدت المصادر «تمسك السنيورة وتيار (المستقبل) بالرئيسين بري وسلام في المرحلة الحالية حتى حل الأزمة التي تتخبط فيها البلاد».

ويصر عون على «أحقيته» بتولي رئاسة الجمهورية من منطلق أّنه يمتلك أكبر كتلة نيابية مسيحية٬ ما يجعله٬ على حد قوله٬ الأقوى مسيحيا٬ إلا أن تيار «المستقبل» لا يوافقه الرأي ويعتبر أنه لو تم تطبيق هذا المنطق لكان الحريري٬ رئيس أكبر كتلة سنية في مجلس النواب رئيسا للحكومة٬ ومحمد رعد ممثل القوة الشيعية الأكبر في البلاد رئيسا لمجلس النواب.

وجّدد يوم أمس تيار «المستقبل» تمسكه بترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وقال السنيورة٬ في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب بعد تأجيل الجلسة الـ43 لانتخاب رئيس لعدم توافر النصاب القانوني٬ إن الكتلة التي يرأسها متمسكة بفرنجية٬ مشددا على أن «مسألة انتخاب رئيس الجمهورية مثل مسألة انتخاب رئيس للحكومة ومجلس النواب ليست قضية محصورة بالمسيحيين بل هي قضية يشارك فيها الجميع».

وقال نائب رئيس تيار «المستقبل» أنطوان أندراوس٬ لـ«الشرق الأوسط»٬ إن «مجرد طرح (حزب الله) أو سواه إمكانية تعيين رئيس لأي حكومة جديدة غير الرئيس الحريري لا شك سيستدعي التمسك بحقنا بتسمية رئيس لمجلس النواب غير الرئيس بري»٬ متسائلا: «لماذا يحق للشيعة ما لا يحق للسنة؟».

واعتبر أندراوس أن «ما هو مطروح حاليا ليس سلة يتم الاتفاق من خلالها على الرؤساء الـ3 أي رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب»٬ مشددا على أولوية انتخاب رئيس للبلاد من دون أي شروط مسبقة. وأضاف: «بعدها نتحدث عن رئاسة الحكومة ومجلس النواب٬ فإذا كان هناك من سيقول إنه لا يريد الرئيس الحريري رئيسا لمجلس الوزراء٬ عندها سنقول إننا لا نريد الرئيس بري رئيسا للبرلمان».

ويترأس بري٬ وهو رئيس حركة «أمل»٬ مجلس النواب منذ عام ٬1992 ولطالما تم التوافق وشبه الإجماع على استمراره على رأس السلطة التشريعية. بالمقابل تخضع رئاستا الجمهورية والحكومة لتغيرات تفرضها الظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة.

وأرجأ رئيس المجلس النيابي يوم أمس جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى 7 سبتمبر (أيلول) المقبل٬ وهو تأجيل يتكرر منذ أكثر من عامين. وفشلت «ثلاثية الحوار»٬ بإشارة إلى 3 جلسات متتالية عقدتها هيئة الحوار الوطني الأسبوع الماضي٬ في التوصل إلى أي تفاهمُيذكر حول ملف الرئاسة في ظل تمسك كل طرف بمرشحه وموقفه.

وقالت مصادر في قوى 8 آذار مقربة مما يسمى «حزب الله»٬ إن ملفات رئاسة الجمهورية كما رئاسة الحكومة ومجلس النواب «باتت أشبه بتفاضيل في المشهد العام»٬ لافتة إلى أن «النظام اللبناني سقط٬ وأي خطوة جدية لحل الأزمة لا يمكن أن تتجاوز المؤتمر التأسيسي». وأضافت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في مرحلة اللهو في الوقت الضائع حتى انتهاء الأزمة السورية.. قبل ذلك لا حلول للبنان».