لبنان: توقيف «أمير داعش» في «عين الحلوة» وجهود لمنع انفلات أمني
كان بصدد التحضير لتفجيرات ضد الجيش ومرافق وأماكن سكنية
في عملية نوعية٬ تمكنت قوة تابعة لمديرية استخبارات الجيش اللبناني صباح أمس٬ من توقيف الفلسطيني عماد ياسين٬ المعروف بـ«أمير داعش»٬ في حي الطوارئ داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا٬ جنوب لبنان.
وبحسب بيان قيادة الجيش اللبناني٬ فإن ياسين المعروف بأمير «داعش» في المخيم والمطلوب بموجب مذكرات توقيف عدة «كان قبيل إلقاء القبض عليه٬ بصدد تنفيذ تفجيرات إرهابية عدة ضد مراكز الجيش٬ ومرافق حيوية وسياحية وأسواق تجارية وتجمعات شعبية وأماكن سكنية في أكثر من منطقة لبنانية٬ وذلك بتكليف ومساعدة من قبل منظمات إرهابية خارج البلاد»٬ وهو ما أكدته مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»٬ لافتة إلى أن العمليات التي كان يتم التحضير لها ضد مراكز الجيش هي في الجنوب وجبل لبنان بشكل رئيسي. ووصفت العملية بـ«الاحترافية»٬ موضحة أنها تمت بهدوء ومن دون اشتباكات أو حتى طلقة نار واحدة رغم حساسية وضع المخيم.
وشددت المصادر الأمنية على «أن الوضع تحت السيطرة والجيش جاهز للرد القاسي في حال الاعتداء عليه٬ ومراكزه الموجودة في محيط المخيم محصنة»٬ موضحا أن التوتر الذي حصل في المخيم هو نتيجة عملية التوقيف المفاجئة نافيا وقوع اشتباكات مع الجيش.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن حالا من التوتر والقلق سادت مخيم عين الحلوة٬ وأن حركة نزوح كثيفة سجلت من «محلة التعمير»؛ خوفا من انفلات الوضع بعد الإعلان عن خبر توقيف ياسين٬ وأشارت إلى أن الجيش يتخذ تدابير أمنية مشددة عند مداخل المخيم٬ حيث يخضع الداخل والخارج منه وإليه لتفتيش دقيق.
مع العلم٬ أن المخيم كان قد شهد ليل أمس٬ اشتباكات على محور صفوري سوق الخضراوات٬ حي الطيري الشارع الفوقاني٬ بين ما تعرف بمجموعة «بلال بدر» وعناصر من حركة «فتح»٬ استخدمت في خلالها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل٬ على خلفية منع أهالي سيمون طه إغلاق الشارع الفوقاني؛ احتجاجا على مقتل ابنهم وعدم تسليم الجاني٬ وتطور لاحقا إلى إطلاق قذائف٬ ثم إلى اشتباكات بين المجموعة وحركة «فتح»٬ بحسب الوكالة.
وعلى الأثر٬ أجريت اتصالات بين القوى الفلسطينية كافة؛ من أجل تهدئة الوضع وعدم تطوره٬ أو اتساع رقعة الاشتباكات٬ حيث شهد المخيم استنفارا عسكريا في مختلف أرجائه٬ وانتشرت عناصر «عصبة الأنصار» في الشارع الفوقاني من أجل سحب المسلحين من الشارع٬ وقد جرت اتصالات فلسطينية على أكثر من صعيد أدت بعيد منتصف الليل إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وتابعت النائب في كتلة المستقبل٬ بهية الحريري٬ المستجدات في المخيم الفلسطيني٬ وأعربت عن «استنكارها الشديد للجريمة»٬ واضعة إياها في سياق «محاولات توتير الوضع في المخيم٬ خصوصا بعد الخطوات الإيجابية التي سجلت أخيرا في ملف تسليم عدد كبير من المطلوبين أنفسهم للسلطات اللبنانية وما تركته من ارتياح في الأوساط الفلسطينية واللبنانية٬ وفي ظل إجماع فلسطيني غير مسبوق على بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمن المخيم والجوار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية».
من جهته٬ تحدث فتحي أبو العردات٬ أمين سر «حركة فتح» وفصائل «منظمة التحرير» الفلسطينية في لبنان٬ بعد لقائه الحريري على رأس وفد فلسطيني٬ وقال: «مخيم عين الحلوة واجه الكثير من التحديات وخرج منها سالما٬ ونحن نصر اليوم من خلال تعاوننا مع إخوتنا اللبنانيين على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية كافة أن يبقى مخيم عين الحلوة آمنا مستقرا هو والجوار».
وأضاف «أكدنا على أهمية ملاحقة هؤلاء المجرمين٬ وهناك لقاء سيعقد في سفارة فلسطين سيحضره كل الفصائل الفلسطينية والقوة الأمنية المشتركة لأخذ الإجراءات الأمنية المناسبة لعودة الاستقرار على قاعدة تقديم القتلة للعدالة وهذه قضية متفق عليها وشكلت إجماعا فلسطينيا لبنانيا». وعما إذا كانت عملية الاغتيال تستهدف الأجواء الإيجابية التي رافقت عملية تسليم المطلوبين أنفسهم٬ قال أبو العردات: «بالتأكيد هي أتت لتسمم الجو الإيجابي الذي ساد مخيم عين الحلوة بعد عمليات التسليم٬ وجزء منها كان عملية تسليم طوعي٬ وجزء منها كان بالتنسيق مع أجهزة المخابرات اللبنانية٬ وفي سبيل طي ملفات وهذه الخطوات تشكل مصلحة وطنية فلسطينية لبنانية».