Site icon IMLebanon

«حزب الله» يستعرض قوته و«سيطرته» في القصير السورية.. وسط صمت لبناني

«حزب الله» يستعرض قوته و«سيطرته» في القصير السورية.. وسط صمت لبناني

أشرف ريفي: ماذا سيقول «الرئيس القوي» للبنانيين عن الميليشيات المسلحة

أعاد ما يسمى «حزب الله» اللبناني العروض العسكرية التي أوقفها في لبنان منذ عام ٬1992 أي مع عودة هيكيلية الدولة اللبنانية بعد اتفاق الطائف٬ مكتفيا منذ ذلك العام بعروض شبه عسكرية يغيب عنها السلاح٬ الذي عاد للظهور الأحد الماضي في مدينة القصير السورية التي باتت منطقة خاضعة بالكامل للحزب٬ منذ أن سيطر عليها في مستهل دخوله الحرب السورية تحت عنوان حماية «سكانها من اللبنانيين».

وكان لافتا بقوة٬ أن الحزب نقل احتفالاته بما يسمى «يوم شهيد حزب الله» من لبنان إلى سوريا٬ حيث غابت المظاهر الاحتفالية كليا٬ ليفاجأ الجميع بخبر غير رسمي وزعته وسائل إعلام قريبة من الحزب يظهر عشرات الآليات الحديثة والمدرعات والمقاتلين٬ في عرض قوة واضح اختلف المحللون في تفسيره.

وقرأ عضو الائتلاف السوري المعارض ميشال كيلو بالاستعراض العسكري ما يسمى «حزب الله» في القصير رسالة لكل من يعنيهم الأمر في سوريا٬ بأنه تحول قوة احتلال ولم يعد قوة مقاتلة فقط٬ كما أن وجوده لم يعد طارئا أو مؤقتا٬ وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أراد (الحزب) أن يؤكد بأن وجوده جزء من الوجود الإيراني الشامل الذي يغطي سوريا بأسرها».

واعتبر كيلو أن الحزب «سعى أيضا من خلال المظاهرة العسكرية لإقناع جمهوره كما من ينتقدونه أنه لا يزال قويا وهو مرتاح ومستوطن في سوريا٬ والأهم أن هناك جزءا من الأراضي السورية بات تابعا له وأنه السلطة المطلقة فيه». وقال: «بهذا الاستعراض رفع الحزب أيضا من قيمة ورقة إيران التفاوضية في سوريا باعتبار أنها أثبتت أن لديها وجودا أخطبوطيا متشعبا لا يقتصر على الحرس الثوري والجيش الإيراني».

ورأى كيلو أن «الصور والمشاهد الواردة من القصير تُسقط نظرية بشار الأسد القائلة بأنه يدافع عن البلد فإذا به يلعب الدور الرئيسي بانتهاك كرامته من خلال استقدام هؤلاء الغزاة الذين سنبقى نقاتلهم ونطردهم ولن نسمح لهم بالجلوس بمنازل 80 ألف مواطن سوري هجروهم من القصير وقتلوا ألفا منهم وجرفوا أراضيهم».

من جهته٬ أعرب المستشار القانوني لـ«الجيش السوري الحر»٬ أسامة أبو زيد عن استغرابه لـ«نوعية السلاح الذي تخلله العرض العسكري٬ خصوصا لوجود مدرعات أميركية الصنع» مرجحا أن يكون «سلاحا ثقيلا استولى عليه الحزب من الجيش اللبناني؛ ما ينسف وجود أي هيبة للدولة اللبنانية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أما ما  يسوقه لجهة أنها مدرعات استولى عليه خلال مواجهته مع إسرائيل فحجج لا يمكن أن تمر على أحد.. فقد قاتلنا جيش النظام لـ5 سنوات ولم نتمكن من الحصول على هذا العدد من المدرعات السليمة والصالحة للاستعراض». واعتبر أبو زيد أن «(حزب الله) أثبت ومن خلال استعراضه هذا ألا سلطة للأسد على الناس الذين يقاتلون معه٬ وأن الهدف من قتالهم إلى جانبه تقاسم النفوذ والمناطق الجغرافية».

في المقابل٬ غابت يوم أمس أي مواقف لبنانية رسمية من الاستعراض العسكري الذي نظمه ما يسمى «حزب الله» في مدينة القصير السورية الواقعة على محاذاة الحدود الشمالية للبنان٬ ففيما شن ناشطون لبنانيون وسوريون حملات انتقاد واسعة لما أسموه «تمادي الحزب بانتهاك السيادة السورية في ظل صمت رسمي لبناني مريب»٬ رد مصدر وزاري لبناني على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «لا قدرة لنا على التعاطي مع الملف٬ ولننصرف لمعالجة شؤوننا الداخلية وأزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وخرق وزير العدل أشرف ريفي الصمت اللبناني الرسمي٬ فرأى أن «استعراض (حزب الله) في القصير٬ قبل عيد الاستقلال٬ يطيح بما ُبني من آمال حول قدرة أو نية العهد باستعادة ولو جزءا بسيطا من هيبة الدولة وصورتها»٬ معتبرا أنه «استفاد من غطاء خطاب القسم٬ الذي شرع له مفهوم الأمن الاستباقي».

وتساءل ريفي: ماذا سيقول «الرئيس القوي» للبنانيين٬ عن ميليشيا مسلحة تحولت إلى جيش يشارك في احتلال سوريا واقتسامها وقتل أهلها؟ ماذا سيقول الرئيس الذي أقسم على حماية الدستور٬ وحفظ لبنان وسيادته ومؤسساته وحماية حدوده؟» منبها إلى أن «لبنان أصبح في المكان الخطر». وأضاف ريفي: «إذا كانت الميليشيا تستدرج عرو ًضا للمجتمع الدولي بأنها شريك في محاربة الإرهاب٬ فهذا ترويج لعملة مزورة. الإرهاب لا ُيكاَفح بالإرهاب»٬ مشددا على أن «الرأي العام العربي والإسلامي هو المتضرر الأول من الإرهاب٬ وهو المؤهل لمحاربته٬ حماية لصورة الإسلام وقيمه». ح ّث وزير العدل «جميع القوى الرافضة للوصاية الإيرانية٬ أن تكون مًعا٬ لإنقاذ لبنان الذي يستعمله (حزب الله) بغطاء شرعي٬ منصة في خدمة مشروع إيران».