عون: لا خوف من تأخير الحكومة اللبنانية.. ومعركتنا مستمرة مع مفتعلي الأزمات السياسية
باسيل يؤكد ثبات تحالف تياره مع «حزب الله» ويستبعد خلافًا مسيحًيا ـ شيعًيا
رأى الرئيس اللبناني ميشال عون أنه «لا خوف من التأخير في تشكيل الحكومة»٬ وأمل في تشكيلها قريًبا «لتحقيق الأهداف التي حددناها؛ وفي مقدمها محاربة الفساد الذي ينهش قدرات الدولة». وأكد على «المضي في المعركة مع الذين سيفتعلون أزمات سياسية من أجل تغيير الرأي العام وحمله على رفض أفكارنا وأعمالنا»؛ وإذ أعلن دعمه الحريات بشكل مطلق٬ حذّر من الحرية التي «تكّبر الشائعات وتصّغر الحقائق».
عون كان يتكلم أمام تجمع وفد عائلات بيروت الذي استقبله في القصر الجمهوري في بعبدا أمس٬ ومما قاله: «قضيتنا انتصرت لأنها محقة٬ وثورتنا كان أساسها السيادة والحرية والاستقلال٬ واسترجعناها والحمد Ϳ٬ وبعد عودتي إلى لبنان عام ٬2005 انتقل جهادنا من السيادة والحرية والاستقلال إلى بناء الدولة». ودعا إلى «إعادة ترتيب الوضع المالي ومحاربة الفساد لوقف السرقات والهدر٬ ومعالجة ملفات أخرى مثل البيئة والمياه والكهرباء».
وأعرب عون عن أمله في أن «تكون الأيام المقبلة واعدة٬ وأن نتمكن من تحسين الأوضاع٬ وإلغاء النتائج السلبية٬ والسير بالوطن إلى الأمام». وقال: «هناك جهات كانت منتفعة من الوضع القائم لن تسلّم بتغيير الأمور نحو الأفضل٬ وهذه المعركة سنخوضها مع هؤلاء الذين سيفتعلون أزمة سياسية أو أزمات أخرى من أجل تغيير الرأي العام وحمله على رفض أفكارنا وأعمالنا٬ إلا إن علينا في المقابل أن نقاوم ونحث الناس على دعم توجهاتنا وعدم السير بتفكير خاطئ»٬ ثم أضاف: «ندعم الحرية بشكل مطلق٬ ولكن لسنا مع الحرية التي تكّبر الشائعات وتصّغر الحقائق٬ فالحاكم الح ّر والراغب في تحسين وضع بلاده٬ يجب عليه الاعتماد على صحافة قادرة على إرشاده إلى مكامن الخطأ ليقوم بتصحيحها٬ وأعطيت الصحافة الحرية لمواجهة الحكم وليس للتهليل له».
من جهته٬ أعلن جبران باسيل٬ رئيس «التيار الوطني الحر» (التيار العوني) وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال٬ في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح»٬ أن علاقة تياره مع ما يس ّمى «حزب الله» من الثوابت وأنها أقوى من أي وقت مضى٬» لأنها علاقة صدق والتزام وتضحية وجهد ودماء»٬ مشي ًرا إلى أن«الخلاف الشيعي المسيحي لن يحصل لا الآن ولا لاحقا».
وتطرق باسيل وهو صهر الرئيس إلى «ورقة النوايا» الموقعة مع حزب «القوات اللبنانية»٬ وقال إن «هذا التفاهم لا ثنائية فيه٬ لأننا كنا دوما ضد هذه الاتفاقات الثنائية٬ فنحن لا نستطيع أن نلغي أحًدا لا على الساحة المسيحية ولا على أي ساحة أخرى٬ والدليل هو المطالبة بقانون انتخابي نسبي يمثل الجميع في البرلمان». وأضاف: «اتفقنا مع تيار (المستقبل) على شراكة وطنية عنوانها الميثاقية؛ أي تنفيذ اتفاق الطائف»٬ مشدًدا على «تمتين هذا التفاهم مع (المستقبل)٬ ولن نذهب إلى صدام معه ومع الطائفة السنّية٬ وهذا أمر محرم».
بعدها قال باسيل: «إننا نطمح إلى اتفاق على دولة المواطنة مع حركة (أمل)٬ والعلمنة الشاملة القائمة على قانون انتخابي نسبي٬ كما أن حركة (أمل) هي الأقرب إلينا في الإعلان السياسي بهذا المجال٬ والأقرب إلى تحقيق هذا الهدف انطلاقا من الوضع الطائفي»٬ آملا «أن يكون عملنا بالقانون النسبي فاتحة لتأسيس دولة المواطنة».
وعّد باسيل أن «النقاش في موضوع الحكومة٬ يتخطى الحقيبة والمقعد الوزاري٬ إلى ما هو أبعد من ذلك»٬ راف ًضا «مبدأ الإلغاء والعزل»٬ ومؤكًدا على «تمثيل الجميع في الحكومة العتيدة من تيار (المردة) إلى (الكتائب) إلى (الحزب السوري القومي الاجتماعي) و(سنّة 8 ..(وغيرهم»٬ كما عّد أن «حكومة الـ24 وزي ًرا تتسع للجميع٬ ونحن مع الدخول في الحكومة؛ خصوصا في هذه المرحلة٬ لأنها حكومة انتخابات».
من ناحية أخرى٬ لفت رئيس «التيار الوطني الح ّر» إلى أن «العمل الحكومي غير محكوم بمعادلات معينة وعامل الوقت محكوم بأفق زمني». وقال: «لن نسمح لأحد بقتل الأمل بهذه الانطلاقة الجديدة». وأشار إلى أن «الحكومة ستتشكل٬ ومن يؤخرها يضر نفسه ولا يضر العهد٬ والسقف الزمني معروف٬ ونتيجته معروفة٬ والتغيير آت في الحكومة والانتخابات٬ وهذا واقع محتم لن يهرب منه أحد ونتيجة الانتقال السليم والتفاهمات التي قمنا بها كلبنانيين».
من جانب آخر٬ شدد نائب الأمين العام لما يسمى «حزب الله»٬ نعيم قاسم٬ على أن الحزب «ثابت في توجهاته مع حلفائه٬ ولن تؤثر التفاصيل على هذه التحالفات الراسخة».
وقال قاسم: «كل محاولات التشويش للتأثير على المؤيدين والمناصرين٬ ما هي إلا زوبعة في فنجان٬ لأنَّها مبنية على تضخيم التفاصيل والبناء على الكذب للإضرار بأساس هذه التحالفات التي لا تهزها المناصب أو الجزئيات»٬ مضيفًا: «نحن مطمئنون لخياراتنا٬ ومتفاهمون مع حلفائنا على الأسس والمبادئ٬ ونحقق الإنجازات المحلية والإقليمية بثبات وصبر».