عون يبحث ملف العسكريين المختطفين في جولته العربية
وسيط جديد لبناني سبقه 13 وسيًطا توالوا على «الملف اللغز»
سيحمل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون خلال جولته العربية المرتقبة مطلع الأسبوع المقبل٬ التي تشمل المملكة العربية السعودية وقطر ومصر٬ معه قضية العسكريين اللبنانيين الـ9 المختطفين من قبل تنظيم داعش منذ أغسطس (آب) 2014؛ لطلب المساعدة بحل ما بات ُيعرف بـ«الملف اللغز» لغياب أي معطيات بشأنه منذ نحو 3 سنوات.
وتتلاقى المساعي التي سيبذلها عون والاهتمام الذي يوليه للملف مع توكيل وسيط لبناني جديد يسعى لفتح خطوط مع الجهة الخاطفة؛ تمهيدا لانطلاق مفاوضات تنتهي بالإفراج عنهم على غرار ما حصل بملف العسكريين الـ16 الذين كانت تختطفهم «جبهة النصرة» وأفرجت عنهم٬ قبل نحو عام٬ بإطار تسوية شاركت فيها قطر وتركيا والنظام السوري.
واستقبل رئيس الجمهورية اللبنانية٬ يوم أمس٬ وفدا من أهالي العسكريين المختطفين في حضور المدير العام للأمن العام٬ اللواء عباس إبراهيم٬ وكانت٬ بحسب الوكالة الوطنية للإعلام: «جلسة مفتوحة عّبر فيها الرئيس عون عن تمسكه ومتابعته هذا الموضوع٬ رغم ميله إلى معالجة القضية بعيدا من الإعلام٬ وبخاصة أنه ملف تابعه منذ أول يوم». وأكد عون خلال اللقاء٬ أنه لن يدخر أي جهد لمعرفة مصير العسكريين المختطفين وسيحمل هذا الملف في رحلاته إلى الخارج. من جهته٬ قدم اللواء إبراهيم عرضا مستفيضا لمراحل عملية التفاوض٬ وتحدث عن وجود وسيط جديد٬ لافتا إلى أنه الوسيط 13 الذي يتم العمل معه. وقال: «الرئيس عون يتابع هذا الملف يوميا٬ ونأمل خيرا».
وفيما تحدثت مصادر مقربة من عون لـ«الشرق الأوسط» عن نيته طلب المساعدة من الدول التي يعتقد أنها قادرة على المساهمة في هذا المجال٬ وأنه لن يدخر أي جهد لتحديد مصيرهم٬ وإعادتهم سالمين إلى أهاليهم وبلدهم٬ أشار حسين يوسف٬ والد العسكري المخطوف محمد يوسف٬ إلى «أجواء إيجابية وتفاؤل يحيط بالملف حاليا»٬ لافتا إلى أنهم لمسوا من الرئيس عون «اهتماما زائدا بالقضية٬ خصوصا أنه أكد لنا أنه سيحملها معه في كل جولاته الخارجية٬ ما يزيد الأمل في نفوسنا». وقال يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا الحديث عن اطمئنان طالما أننا لم نر أولادنا مجددا إن كان في شريط مسجل أو بشكل مباشر»٬ مشيرا إلى أن اللواء إبراهيم الذي زارهم٬ أمس٬ في خيمة الاعتصام في وسط بيروت أكد لهم أنه «يلمس جدية بعمل الوسطاء الجدد الذين دخلوا على الخط والذين يعملون في أكثر من اتجاه». وكما حسين يوسف عّبر نظام مغيط٬ شقيق العسكري المخطوف إبراهيم مغيط عن تفاؤله بـ«الأجواء المستجدة التي تحمل على التفاؤل٬ وبخاصة بعدما أكد لنا رئيس البلاد أن الملف أصبح أمانة لديه»٬
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أشعر بأن هناك خيرا مقبلاً٬ لكن لا يمكن الحسم بالتوقيت بانتظار المؤشرات الحسية».
ولا تملك الأجهزة الأمنية أي معلومات مؤكدة حول مصير العسكريين أو مكان تواجدهم. ولم يسمع أهاليهم أي خبر عن أبنائهم منذ نهاية عام 2014 حين ظهر 3 منهم في فيديو جاثين على ركابهم٬ ويهددهم أحد العناصر٬ الذي يتحدث اللغة الفرنسية٬ بالذبح. ولعل آخر المعطيات التي رشحت عن الملف تُختصر بالاعترافات التي أدلى بها عدد من عناصر التنظيم الذين تم إلقاء القبض عليهم في عرسال بوقت سابق. وأشار أحدهم إلى أنه أقدم شخصيا على ذبح الجندي عباس مدلج٬ وأشار إلى أنه تم إيذاء عدد من الجنود الآخرين جسديا وإرغامهم على القيام بأعمال شاقة٬ كحفر الخنادق وتأمين الحطب للتدفئة. وقد قتل التنظيم عسكريين اثنين ممن اختطفهم٬ وتم بث فيديوهات وثّقت العمليات.
وكان عون ترأس أمس الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للدفاع في عهده٬ في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والأعضاء ال ُحكميين من الوزراء. كما دعي إلى الاجتماع قادة الأجهزة العسكرية والأمنية والسلطات القضائية. واستهل رئيس الجمهورية الاجتماع بكلمة تناول فيها دور الأجهزة الأمنية في الداخل والخارج٬ محددا عملها بـ«مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب الذي يتحرك على مختلف المستويات». وإذ شدد على «ضرورة المواجهة الاستباقية والتنسيق بين الأجهزة الأمنية»٬ متحدثا عن الآليات التي يجب اتباعها بهذا الصدد٬ أكد «وجوب المحافظة على الاستقرار»٬ مذكرا بما ورد في خطاب القسم. وبقيت مقررات المجلس٬ كما دائما٬ سرية.