Site icon IMLebanon

رئيس حكومة حزب الله» على لائحتي الإرهاب الأميركية والسعودية

رئيس حكومة حزب الله» على لائحتي الإرهاب الأميركية والسعودية

واشنطن عاقبته مع زعيم «داعش» في مصر ومسؤولين قبليين دعما «القاعدة» في اليمن

أعلنت الولايات المتحدة والسعودية٬ بالتزامن٬ إدراج رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» هاشم صفي الدين على لوائح الإرهاب٬ فيما يتوقع أن تفرض واشنطن عقوبات جديدة على الحزب وحلفائه في لبنان. وشمل القرار الأميركي٬ إلى جانب صفي الدين٬ زعيم فرع تنظيم داعش في سيناء وقياديين قبليين في اليمن اتهما بدعم تنظيم «القاعدة».

ويعتبر صفي الدين من أرفع مسؤولي الحزب الذين تطالهم العقوبات العربية والغربية٬ فهو الرجل الثاني في الحزب٬ وأبرز المرشحين لخلافة أمينه العام حسن نصرالله٬ ويعتبر بمثابة «رئيس حكومة» الحزب٬ إذ يشرف على كل مؤسساته ويدير أموره المالية والتنظيمية٬ كما أنه ابن خالة نصرالله٬ ومن المقربين جداً من القيادة الإيرانية.

وترجح أوساط لبنانية أن يكون إدراجه على لوائح الإرهاب مقدمة لإدراج نصرالله نفسه.

وأعلنت وكالة الأنباء السعودية أن المملكة صنفت صفي الدين٬ وهو من مواليد مدينة صور في عام ٬1964 إرهابياً «لارتباطه بأنشطة تابعة لحزب الله وتقديم المشورة لتنفيذ عمليات إرهابية»٬ مشيرة إلى أنه «يقوم بعمليات لمصلحة الحزب اللبناني في أنحاء الشرق الأوسط٬ كما يقّدم استشارات حول تنفيذ عمليات إرهابية ويدعم نظام الأسد» في سوريا. وتعهدت المملكة «مواصلة مكافحتها للأنشطة الإرهابية لحزب الله ومن يسهم في تقديم المشورة لتنفيذها بكل الأدوات القانونية المتاحة٬ واستمرارها في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعال للحد من أنشطة الحزب المتطرفة».

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي لـ«الشرق الأوسط» إن «المعلومات المتوافرة تؤكد عدم وجود أي أنشطة تجارية أو مالية في السعودية مسجلة باسم هاشم صفي الدين٬ لكن الجهات المختصة تعمل للوقوف على أي علاقات تجارية أو مالية لمواطنين أو مقيمين في المملكة معه٬ لاتخاذ الإجراءات النظامية حيالها». وأشار إلى عدم ثبوت دخول صفي الدين إلى السعودية بالاسم المعلن عنه: «ويجري التحقق من احتمال دخوله للحج أو العمرة بهوية مختلفة».

وشددت وزارة الداخلية السعودية في بيان على أنها «ستستمر في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فّعال للحد من أنشطة ميليشيات حزب الله المتطرفة التي لا ينبغي السكوت من أي دولة عليها». وأضافت: «طالما يقوم حزب الله بنشر الفوضى وعدم الاستقرار وشن هجمات إرهابية وممارسة أنشطة إجرامية وغير مشروعة في أنحاء العالم٬ فإن السعودية ستواصل تصنيف نشطاء وقيادات وكيانات تابعة لحزب الله وفرض عقوبات عليها نتيجة التصنيف». ويحظر القرار على السعوديين والمقيمين في السعودية القيام بأي تعاملات مع صفي الدين.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان٬ أمس٬ وضع القيادي البارز في حزب الله صفي الدين على لائحة الإرهاب٬ مع زعيم تنظيم داعش في سيناء المصرية محمد  العيسوي٬ وجمدت «جميع ممتلكاتهما ومصالحهما الخاضعة لولاية أميركا»٬ وحظرت على الأميركيين «الدخول في معاملات معهما».

كما أشارت إلى أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها٬ فرض إجراءات تستهدف هاشم محسن عيدروس الحامد وخالد علي مبخوت العرادة٬ وهما قياديان قبليان متمركزان في اليمن «تورطا بنقل الأسلحة والمال وحركة الأفراد دعماً لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وقال مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية جون سميث إن «العقوبات تسعى إلى تعطيل شبكات الدعم المالي لقادة تنظيم القاعدة الإرهابيين في اليمن الذين يسهلون الدعم المالي ويوفرون الأسلحة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب٬ دعماً لعمليات المتمردين العنيفة».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت٬ في بيان٬ إن إدراج صفي الدين والعيسوي على قائمة الإرهاب هو «إخطار للشعب الأميركي والمجتمع الدولي بخطر ارتكابهما أعمالاً إرهابية تهدد الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة». وأضافت أن إدراج صفي الدين يعد «أحدث مثال للشراكة القوية بين الولايات المتحدة والسعودية في مكافحة تمويل الإرهاب»٬ كما أنه «يتسق مع الجهود التي تبذلها الحكومة الأميركية للضغط على حزب الله وفضح أفعاله المدعومة من إيران٬ أكبر دولة راعية للإرهاب».

وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» كشفت أن «البيت الأبيض يدرس إقرار عقوبات جديدة على حزب الله وأنصاره الذين يعيقون عمل القيادة في لبنان»٬ مشيرة إلى أن «رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي إيد رويس يعد عقوبات ضد شخصيات مناصرة لحزب الله٬ بينها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري».

وانضم صفي الدين إلى صفوف «حزب الله» في منتصف الثمانينات٬ وانتخب في 1995 عضواً في «شورى القرار»٬ أعلى هيئة قيادية في الحزب٬ ليتولى بعدها بعام مسؤولية المجلس التنفيذي٬ وهو المنصب الذي لا يزال يشغله٬ ممسكاً بالملفات اليومية الحساسة لإدارة مؤسسات الحزب وأمواله واستثماراته في الداخل والخارج٬ فيما تبقى الملفات الاستراتيجية بيد نصرالله.

وجعل موقع صفي الدين في الحزب وقربه من نصرالله خلفاً محتملاً للأخير٬ بحسب معلومات٬ لا سيما أنه معروف أيضاً بعلاقته الجيدة جداً مع طهران بعدما كان قد قضى سنوات طالباً جامعياً في حوزة قم٬ قبل أن يستدعيه نصر الله إلى بيروت في 1994 لتسلم مركزه. ورغم دوره الرئيسي في الحزب٬ فإن صفي الدين لا يزال شبه مجهول في الأوساط السياسية اللبنانية٬ وتقتصر إطلالاته ومواقفه على بعض المناسبات الحزبية.