IMLebanon

جعجع يدعو «حزب الله» وإيران للتخلي عن حلم ولاية الفقيه في المنطقة

جعجع يدعو «حزب الله» وإيران للتخلي عن حلم ولاية الفقيه في المنطقة

قال إن خريطة تحالفاته الانتخابية لم تتحدد وستحكمها مصالح حزبه

أعرب رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، عن ثقته في أن القانون الانتخابي الجديد «سيترجم الحجم الحقيقي لشعبية حزبه في الانتخابات المقررة في مايو (أيار) المقبل»، ودعا «(حزب الله)، ومن ورائه إيران، إلى التخلي عن حلم خلافة ولاية الفقيه في المنطقة».

وعن رأيه بالاتهامات الموجهة من «حزب الله» للسعودية وعدد من الدول الخليجية، شدد جعجع، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، على أن مكانة السعودية في المنطقة «ليست أصلاً محل تقييم من أي حزب»، منوهاً بحسابات «حزب الله» الإقليمية ومساعيه «لخدمة مشروع إقامة خلافة ولاية الفقيه بالشرق الأوسط، التي لن تتحقق أبداً»، وقال: «الحزب تناسى تماماً المصالح والأولويات اللبنانية، وتناسى وجود مصالح مشتركة ومتعددة بين دول الخليج ولبنان، فضلاً عن الاستثمارات الخليجية بلبنان، وفضلاً عن وجود عدد غير قليل من اللبنانيين الذين يعملون ويعيشون بتلك الدول».

وأكد أنه سيمضي في مسعاه لمناقشة الفاتورة الباهظة التي قد تضطر الدولة اللبنانية لتحملها جراء ذلك، على جدول أعمال مجلس الوزراء، وذلك رغم توقعه أن المجلس «لن يتخذ موقفاً صارماً حيال ذلك».

وقال: «سنجري اتصالاتنا بكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، نعرف أنهما يصران في الوقت الحاضر على أهمية الحفاظ على هدوء الجبهة الداخلية، وأنهما قد يعتبران مناقشة مثل هذه الأمور قد تفتح الباب أمام زعزعة استقرار هذا الهدوء، ولكننا سنطرح الأمر ونرى، وبالنهاية نتمنى أن لا يتأثر بلدنا واقتصاده باتهامات تخص فصيلاً يتحدث بلسانه فقط، لا بلسان الدولة اللبنانية».

وجدد جعجع رفضه دعوة نصر الله أخيراً لفتح الباب أمام متطوعين من العالم العربي والإسلامي، بحال شن إسرائيل لحرب جديدة على لبنان، واعتبر الدعوة بمثابة «تعدٍ على شرعية الدولة والحكومة اللبنانية، ومصادرة لحقها في مثل هذه القرارات الاستراتيجية، وتعدٍ أيضاً على شرعية الشعب الذي أثبت مراراً بسالته في الدفاع عن بلاده دون مساعدة أحد»، وقال: «لن أدخل في تحليل تلك الدعوة، سواء أكان الغرض منها محاولة الحزب فرض قواعد اشتباك مع إسرائيل على حدودنا لصالح حسابات إقليمية، أو مجرد تهديد واستعراض عضلات، الأمر برمته مرفوض».

وعن رؤيته لدور إيران في المنطقة، قال: «للأسف، للجمهورية الإسلامية مشروع خاص بها يتناقض ومصالح وأهداف ووجود كثير من المجتمعات بمنطقتنا العربية، ومشروع إيران يتمحور حول توسيع سيادتها، وتأسيس خلافة شيعية، ونشر ولاية الفقيه بكل الطرق، حتى أنها لم تتوان في سعيها عن التدخل لزعزعة استقرار النظم التي تناصب هذا الحلم العداء. وقد أكدنا مراراً على أن هذا الحلم لن يتحقق، ودعونا مراراً السلطات في إيران إلى التركيز على شؤون الشعب الإيراني وتحسين ظروف معيشته».

وعن استعداداته للانتخابات النيابية المقبلة، أوضح جعجع أن «خريطة تحالفاته الانتخابية لم تتحدد بعد، وستحكمها في نهاية المطاف مصالح حزبه في مختلف الدوائر الانتخابية»، وقال: «نحن منفتحون على الجميع، سواء على حلفائنا التقليديين بتيار المستقبل أو أصدقائنا الجدد بالتيار الوطني الحر، أو غيرهم. ونحتفظ بعلاقات صداقة واحترام ومودة مع جميعهم، ولا نزال نجري حساباتنا على مختلف الأصعدة بكل الدوائر الانتخابية لنقيم إجمالي الوضع».

وانتقد «الأصوات التي اتهمت القانون الانتخابي الجديد بتكريس الحفاظ على التوازنات والوجوه السياسية القائمة على الساحة اللبنانية»، متهماً معارضي القانون «بعدم الموضوعية، والتخندق وراء حسابات ضيقة». ودافع عن القانون بالقول إنه «يضمن ضخ دماء جديدة للحياة السياسية، فهو يتيح لأي مواطن يتوفر لديه الحد الأدنى من الشعبية الترشح، وبالتالي إمكانية الفوز، دون دعم أو مساعدة من أحد».

وأضاف: «القانون لن يظلم الأحزاب ذات الشعبية الكبيرة، وسيترجم بموضوعية ثقلها بالشارع. وأتوقع أن هذا ما سيحدث معنا بالقوات، حجمنا الحقيقي سيظهر في الانتخابات المقبلة».

وحول مع إذا كان القانون قد حقق صحة التمثيل المسيحي، أجاب: «بنسبة كبيرة نعم. وفي الوقت نفسه، ضمن أفضل تمثيل ممكن لكل المجموعات اللبنانية».

وحذر من أن «تقتصر رؤية الأحزاب السياسية للعملية الانتخابية على حسابات المقاعد النيابية والوزارية، وأن تتناسى هموم المواطنين، وفي مقدمتها أزمة الكهرباء»، مطالباً «الجميع داخل الحكومة بالتعاون على سرعة حلها».