Site icon IMLebanon

الحريري يجدد الغطاء السياسي للجيش… والطيران السوري يواصل قصف أراضٍ لبنانية

الحريري يجدد الغطاء السياسي للجيش… والطيران السوري يواصل قصف أراضٍ لبنانية

قال إنه سيتسلم نتيجة التحقيق بوفاة 4 موقوفين سوريين خلال أيام

بيروت: بولا أسطيح

قطع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الطريق على من قال إنهم «يحاولون الاصطياد بالماء العكر، وخلق احتقان بين القوى العسكرية واللاجئين السوريين»، مؤكداً بعد اجتماع ضمّه إلى وزير الدفاع يعقوب الصراف، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، أن المؤسسة العسكرية تحظى بالدعم السياسي الكامل، واصفاً العملية التي نفذت مؤخراً في بلدة عرسال شرق لبنان، وتم خلالها توقيف أعداد كبيرة من اللاجئين، بعد قيام 5 انتحاريين بتفجير أنفسهم، بـ«الناجحة جداً».

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «قيادة الجيش مرتاحة كثيراً لنتائج اللقاء الذي تم في السراي الحكومي»، لافتة إلى أن «العماد عون (قائد الجيش) تلقى دعما سياسيا كبيرا لاستمرار الجيش بمهمته في محاربة الإرهاب، علما بأن هذا الدعم أساسا لم يتوقف، وكذلك حملات الدهم والتوقيفات»، وأضافت: «لكن بعد اليوم سنتابع العمل بزخم أكبر، بعدما كرّس هذا اللقاء أن الجيش فوق الشبهات وقطع الطريق على المصطادين بالماء العكر». واعتبرت المصادر أن «كل الحملات التي تصاعدت في الأيام الماضية، كسرها موقف الحريري أمس، وهو ما تحتاجه المؤسسة العسكرية التي تبذل خيرة شبابها دفاعا عن الوطن». وقالت المصادر: «اليوم يمكن أن نقول إن دماء الجرحى التي سالت أثناء العملية في عرسال لم تذهب هدراً، وقد حان الأوان لإعادة التركيز على الإنجاز الذي حققه الجيش في منع تمدد الإرهاب».

واعتبر الحريري، خلال حديث مع الصحافيين بعد اجتماعه بالصراف وعون، أن العملية التي قام بها الجيش في عرسال «ناجحة جداً وكبيرة جداً، ولو أنه لم يقم بها لكان هناك اليوم مشكل كبير في البلد، لأن تلك العبوات كانت موجهة لتفجير لبنان»، وقال: «دخل عناصر الجيش إلى مخيم فيه 10 آلاف شخص، وقام بعملية كبيرة، والحمد لله لم يسقط جرحى بين المدنيين».

وتناول الحريري ملف وفاة 4 من الموقوفين السوريين بعد العملية، فأكّد أن «قيادة الجيش تقوم بتحقيق واضح وصريح في هذا الموضوع»، مشدداً على أن «التشكيك في هذا التحقيق الذي أوضح أنّه سيتسلم نتيجته خلال يومين أو ثلاثة، أمر مرفوض». وأضاف: الجيش حريص على اتباع الأصول القانونية. وبالنسبة لي فإن الدعم السياسي للجيش اللبناني هو دعم غير مشروط، وأؤكد أن قيادة المؤسسة العسكرية تحرص دائماً على المدنيين، ولا تشوبها أي شبهات. ونقول لمن يحاول أن يصطاد في الماء العكر: «فليخيطوا في غير هذه المسلة».

وفيما نبّه رئيس الحكومة من «محاولة خلق احتقان بين النازحين السوريين الذين يقارب عددهم المليون ونصف، والقوى العسكرية في البلد، وهذا أمر غير موجود»، أكّد، رداً على سؤال عن إمكانية شن معركة في جرود عرسال، أن «لدى وزير الدفاع وقائد الجيش القرار السياسي لتنفيذ أي عملية في الوقت الذي يريانه مناسباً طالما أن قيادة الجيش حريصة على المدنيين».

وتابعت قيادة الجيش التحقيقات مع الموقوفين على خلفية عملية عرسال، معلنة إحالة 20 موقوفاً إلى القضاء لتورطهم في أعمال إرهابية، وإخلاء سبيل 23 آخرين لعدم ثبوت ارتكابهم جرائم أو مخالفات.

وتواصلت، أمس الاثنين ولليوم الثالث على التوالي، الغارات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي السوري على أراضٍ لبنانية حدودية في جرود عرسال. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إنّه استهدف مواقع لـ«جبهة النصرة» في المنطقة. وفيما لم يصدر أي موقف رسمي عن الحكومة أو قيادة الجيش بهذا الخصوص، علّق السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، على الموضوع قائلاً: «إنْ يخرق الطيران السوري الأجواء اللبنانية أو أن يخرق الطيران اللبناني الأجواء السورية، فهذا لأن التنسيق قائم بين البلدين، ولأن هذا الخرق موجه لضرب إرهاب يهدد أمن اللبنانيين كما السوريين». ووجه علي بعد لقائه وزير المهجرين طلال أرسلان، 3 رسائل للجانب اللبناني، شدد في الأولى على وجوب التنسيق مع الحكومة السورية في ملف عودة النازحين، داعياً المسؤولين في لبنان إلى تعزيز هذا التواصل والتنسيق. واعتبر في الرسالة الثانية أنّه «لا يجوز لأحد أن يطرح أمن النازحين السوريين داخل الأراضي السورية، لأنهم من مسؤولية الدولة السورية». وقال في الرسالة الثالثة إن «أي تعاون عسكري أو ضربة عسكرية يقوم بها الجانب السوري داخل لبنان هي قائمة على تنسيق مع الجانب اللبناني».