IMLebanon

معركة الجيش اللبناني ضد «داعش» متوقعة «في أي لحظة»

معركة الجيش اللبناني ضد «داعش» متوقعة «في أي لحظة»

مخاوف من احتدام المواجهات على الجهة السورية وهرب عناصر التنظيم إلى لبنان

بيروت: بولا أسطيح

بدأ العد العكسي لانطلاق معركة الجيش اللبناني بوجه تنظيم داعش الذي يحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية عند الحدود الشرقية، وبالتحديد في منطقتي جرود رأس بعلبك والقاع. ووصلت معلومات لـ«الشرق الأوسط» تفيد ببدء المعركة خلال ساعات معدودة على أن يُعلن عن ذلك رسمياً قائد الجيش، وذلك بعدما كانت المنطقة قد شهدت أمس نوعاً من الهدوء، رجّح خبراء أنه يسبق العاصفة. ويبدو أن الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشرقية أتمت استعداداتها بعد نحو أسبوع نفذت خلاله عمليات عسكرية محدودة ساهمت بتضييق الطوق على عناصر التنظيم والسيطرة على مجموعة تلال استراتيجية تسمح بالسيطرة النارية على جزء كبير من خطوط التماس.

وأبلغت قيادة الجيش، أمس، الإعلاميين الاستعداد انطلاقاً من اليوم (السبت) للمشاركة في مؤتمرات صحافية ستتم الدعوة إليها قبل ساعتين فقط من موعدها، من دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.

وكان مصدر عسكري أبلغ في وقت سابق «الشرق الأوسط» بـ«تجهيز غرفة عمليات داخل مقر القيادة في اليرزة، لمتابعة التطورات الميدانية لحظة بلحظة»، كاشفاً عن «وضع خطة لنقل المعلومات من داخل الميدان، وإطلاع الرأي العام اللبناني على تطورات المعركة، عبر بيانات إعلامية متلاحقة».

واجتمع رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، بقائد الجيش العماد جوزيف عون، ومدير المخابرات العميد طوني منصور، واستعرض معهما الأوضاع الأمنية في البلاد، وخصوصاً في البقاع الشمالي، في ضوء الإجراءات التي ينفذها الجيش لمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام».

وبخلاف الهدوء الهش الذي شهدته الجبهة اللبنانية في الساعات الماضية، شهدت الجبهة السورية المتاخمة تكثيفاً للعمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري و«حزب الله». وأعلن «الإعلام الحربي» التابع للحزب أن القوات النظامية وعناصر الحزب اللبناني «يضيقون الخناق على مقاتلي تنظيم داعش على طول خطوط التماس في جرود الجراجير وقارة في القلمون الغربي»، لافتاً إلى سيطرتهم على مرتفعات شعبة يونس، حرف وادي الدب، شعبة المحبس الأولى، حرف الحشيشات وقرنة الحشيشات، بالتزامن مع غارات جوية سورية مركزة استهدفت تجمعات ونقاط انتشار مسلحي «داعش» في جرود قارة والجراجير في القلمون الغربي.

وتبرز مخاوف في حال كثف النظام السوري و«حزب الله» من عملياتهما في القلمون بوجه «داعش» من هرب عناصره إلى الجهة اللبنانية؛ ما يُضاعف عددهم في لبنان، وبالتالي يُصعّب مهمة الجيش اللبناني. وفي هذا الإطار، أوضحت مصادر في قوى 8 آذار مقربة من «حزب الله» أن «القوات السورية والحزب ما زالا يترويان بشن المعركة الحاسمة بوجه (داعش) بانتظار إطلاق الجيش اللبناني معركته»، لافتة إلى أن «الأطراف من الجهة السورية تُدرك تماماً مخاطر إطلاق المعركة من قبلهم قبل إقدام الطرف اللبناني على المثل، لكنّها لا تستطيع أن تنتظر بعد كثيراً». وأضافت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش اللبناني بات يبعد نحو 7 كلم من أول موقع لـ(داعش) في الجرود».

وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، إن «العد العكسي لمعركة الجيش انطلق بعدما تقدمت وحداته طوال الأسبوع الماضي بطريقة القضم، وأحكمت الطوق على عناصر التنظيم، إضافة إلى قيامها بإنجاز مهم تمثل بفرض طوق نصف دائري من جهة بلدة عرسال إلى جرود الفاكهة يمنع منعاً تاماً أي عملية اختراق من قبل الإرهابيين باتجاه مخيمات النازحين في عرسال». وأوضح جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش تمكن خلال الساعات الـ24 الماضية من السيطرة على مرتفعات استراتيجية، لافتاً إلى أن التأخير في إطلاق المعركة مرده التأخير بخروج مسلحي «سرايا أهل الشام». وأضاف: «أما ما يحصل على الجانب السوري فيشبه إلى حد بعيد ما يحصل في الجهة اللبنانية من عمليات قضم استعداداً للمعركة التي من المرجح أن تنطلق من الجانبين في وقت واحد».