IMLebanon

حملة لبنانية بعد إضافة حسن نصر الله «الجيش السوري» إلى «سياسة الدفاع»

بيروت: بولا أسطيح

شنّت قوى سياسية لبنانية معارضة لـ«حزب الله»، أمس، حملة انتقادات واسعة للمواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب حسن نصر الله وسع فيها معادلة «الشعب والجيش والمقاومة» الدفاعية التي يتمسك بها حزب الله وحلفاؤه لتشمل بعد المعارك الحدودية مع «داعش»، «الجيش السوري»، ولإصراره على وجوب التنسيق الرسمي مع النظام في سوريا للدخول على خط المفاوضات لمعرفة مصير العسكريين اللبنانيين المختطفين.

واستهجن تيار «المستقبل» في بيان رسمي ما قال إنّها «محاولة من نصر الله لأن يفرض على اللبنانيين سياسات مرفوضة»، متخذاً هذه المرّة من قضيّة الكشف عن العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، وسيلة لابتزاز الحكومة واستدراجها إلى مفاوضة «داعش» بالتنسيق والتكامل مع الحكومة السورية، مؤكداً أن «الدعوة مردودة، ومحاولة غير مقبولة للتلاعب بمشاعر الأهالي وتوظيفها لمصلحة النظام وحلفائه».

واعتبر النائب في «المستقبل» عقاب صقر، أن «اشتراط حزب الله التنسيق مع النظام في سوريا لمعرفة مصير العسكريين المختطفين، بمثابة تأكيد على أن لدى النظام هناك علاقات خاصة ومميزة مع التنظيم الإرهابي، الذي تؤكد المعطيات أنّه كان يؤمن له ولجبهة النصرة خطوط إمداد طوال الفترة الماضية»، لافتاً إلى أن ذلك «يتطلب طلب حزب الله من هذا النظام كشف مصير العسكريين من دون توريط الدولة اللبنانية في هذا المستنقع».

وأضاف: «عشرات التقارير تفيد بأن داعش هو فعلياً أحد أهم صنائع النظام المخابراتي السوري، وقد بات واضحاً تماماً أن حزب الله اختصاصي بالتعاطي والتفاوض مع جبهة النصرة، فيما النظام السوري المتخصص بالتعاطي مع داعش». وإذ استغرب صقر لـ«الشرق الأوسط»، سعي نصر الله لـ«توسيع معادلته الدفاعية لتضم الجيش السوري، علماً أننا غير مقتنعين أصلاً بالمعادلة الأولى التي لا نعترف بوجودها»، أشار إلى أن «هذه المعادلات مرفوضة ونعتبرها غير موجودة وغير شرعية ومحاولة لجر لبنان إلى العدوان المستمر على الشعب السوري»، مؤكداً العمل على «مواجهة هذه المعادلات سلمياً وديمقراطياً وسياسياً». وأضاف: «يسعى نصر الله لإدخالنا في مقامرة مرفوضة لاعتبارات سيادية وسياسية وكونها ستكبدنا خسائر فادحة عربياً ودولياً»، مشدداً على أن «حكومة يرأسها سعد الحريري لن تفاوض لا اليوم ولا غداً النظام الحالي في سوريا».

وكان تيار «المستقبل» في بيانه اعتبر أن «المعادلة الّتي أتحفنا بها نصر الله لجهة إضافة الجيش السوري لمعادلته الثلاثية المعروفة، هي أفضل وسيلة لنسف المعادلة الّتي أرادها ذهبيّة أو ماسيّة من الأساس»، وردّ رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، بعنف على مواقف نصر الله، واتهمه بـ«إلحاق الضرر والأذى بالجيش اللبناني من خلال تأكيده على التنسيق في معركة (فجر الجرود) بين الجيشين اللبناني والنظامي السوري و(حزب الله) في وقت يعرف فيه أن تأكيداً من هذا النوع يضر بالجيش، حيث الكثير من الدول التي تساعده بأشكال مختلفة ستوقف دعمها في حال تبين أنه ينسق معهما». وإذ أكد جعجع أن «معادلة نصر الله الفعلية هي (جيش، شعب، مقاومة، جيش سوري، حشد شعبي عراقي، وحرس ثوري إيراني)، ولا يمكن القبول بها»، استهجن استخدام ملف العسكريين المخطوفين «أداة للضغط على الحكومة اللبنانية لإجراء محادثات رسمية وفوق الطاولة مع الحكومة السورية»، جازماً بأن «لا تنسيق مع نظام (داعشي) أكثر من (داعش)».