أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون «انتصار لبنان على الإرهاب». وأهدى هذا النصر إلى جميع اللبنانيين، داعياً إياهم إلى أن «يفاخروا بجيشهم وقواهم الأمنية». وشدد على «الاستفادة من النصر في التقارب الوطني وحمايته، وعدم السماح للتجاذبات السياسية بأن تنسي اللبنانيين إنجاز الانتصار». أما قائد الجيش العماد جوزيف عون، فتلقى اتصالاً من قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، هنّأه فيه على «نجاح عملية (فجر الجرود)، وأداء وحدات الجيش في هذه المعركة»، وأكد أن «انتصار الجيش على الإرهاب، طوى مرحلةً أليمة من حياة لبنان».
مواقف رئيس الجمهورية وقائد الجيش، جاءت في مؤتمر صحافي عقد قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، لمناسبة انتهاء معركة «فجر الجرود» التي خاضها الجيش اللبناني ضد تنظيم داعش على حدود السلسلة الشرقية. وتوجه الرئيس عون إلى قيادة الجيش والعسكريين بالتهنئة. وقال: «تمنياتنا لو كان الاحتفال بالنصر تم مع رفاقكم المخطوفين، لكن عزاءنا الوحيد أننا وجدناهم، خصوصا أن معرفة مصيرهم كانت أحد أهم أهداف المعركة، لكننا سنكون معهم في وداعهم، ولبنان سيبقى وفياً لهم ولشهادتهم».
ونوه عون بـ«صمود أهالي المناطق الحدودية في أرضهم»، مشدداً على أن «الجيش اللبناني أثبت في هذه المعركة النظيفة أنه الجيش القوي والوحيد الذي استطاع هزيمة (داعش) وطرده من أرضنا». ودعا رئيس الجمهورية اللبنانيين إلى «ألا يتركوا أجواء التشنجات السياسية والتجاذبات والتراشق بالتهم التي سادت في الأيام الأخيرة تنسيهم إنجاز الانتصار الذي تحقق». وأضاف: «من واجبنا جميعاً كمسؤولين وأحزاب وشرائح اجتماعية مختلفة حماية هذا الانتصار وتثميره بالتقارب الوطني والبناء عليه للتطلع إلى المستقبل ومواصلة حماية لبنان».
أما قائد الجيش العماد جوزيف عون، فشرح في كلمته سير المعركة التي بدأت فجر السبت في 19 الشهر الحالي. وقال: «المعركة انطلقت من أجل تحقيق هدفين: الأول طرد الإرهابيين من الأراضي التي كانوا موجودين فيها في جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة، والثاني هو معرفة مصير العسكريين»، لافتاً إلى أن «المراحل الثلاث من المعركة أفضت إلى تحرير مناطق جغرافية واسعة، وتضييق الخناق على الإرهابيين»، مشيراً إلى أنه «قبل البدء المرحلة الرابعة ظهر عائق، وهو وجود عائلاتهم المدنية، ونحن كمؤسسة عسكرية نتقيد بالقوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان، لذلك عملنا على تحييد المدنيين».
وقال قائد الجيش اللبناني: «سمعنا في الأيام الماضية سؤالاً: لماذا لم يواصل الجيش المعركة؟ أنا أفهم عاطفة الناس وأقدر محبتهم، لكن هناك مسؤولية في عنقنا، كان بإمكاننا ربح المعركة بكاملها من دون أن نخوضها، وهذا بمثابة إنجاز لنا وصلنا إليه، وهو انتشال رفات العسكريين». وأضاف: «الهدف الثاني للمعركة بالنسبة إلى لم يتحقق، بانتظار نتائج فحوصات الـDNA، ومع صدور هذه النتائج، أعتبر عندها أن الهدف الثاني قد تحقق، لكن العمليات العسكرية وفق المفهوم العسكري انتهت».
وكان قائد الجيش تلقى، أمس، اتصالاً هاتفياً من قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، الذي هنّأه بـ«نجاح عملية (فجر الجرود)، وأداء الوحدات التي شاركت فيها»، مؤكداً: «استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني بالأسلحة والعتاد لتطوير قدراته وتعزيز مهماته».
بدوره، شكر عون الجنرال فوتيل على «اتصاله وتهنئته ومواصلة الدعم الأميركي للجيش اللبناني»، مؤكداً أنه «كان للمساعدات الأميركية التي قدّمت للجيش الدور الفاعل والأساس في نجاح هذه العملية».
في هذا الوقت، تتواصل مختبرات المستشفى العسكري في بيروت فحص رفات الجثث التي تمّ انتشالها، والتي يرجح أن تكون للعسكريين الذين كانوا مختطفين لدى (داعش). وأفادت معلومات بأنّ «نتائج فحوص الحمض النووي لأربعة جثامين ثبتت أنّها تعود لأربعة من العسكريين الذين كانوا مخطوفين لدى تنظيم داعش»، على أن تحدد قيادة الجيش موعد التشييع رسمي لجثامين العسكريين الثمانية في وزارة الدفاع في اليرزة فور صدور النتائج النهائية.
وفي وقت أعلن فيه نظام مغيط شقيق الجندي إبراهيم مغيط، أن الأهالي «يرفضون تسلّم جثامين أبنائهم لدفنها، قبل إعدام عناصر (داعش) الموقوفين في سجن روميه، المتورطين بخطف وتعذيب وقتل العسكريين»، قال المتحدث باسم أهالي العسكريين المخطوفين حسين يوسف، والد الجندي محمد يوسف: «سنتسلم الجثامين ونكرمهم، لكنني في الوقت عينه أطالب بإعدام المتهمين بقتل أبنائنا الموجودين في سجن رومية».