بيروت: بولا أسطيح
وضع وزير الداخلية نهاد المشنوق في الساعات الماضية حداً لكل الهمس والكلام الذي كان ناشطاً خلف الأبواب، مؤكدا أن علاقة تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» ليست بأفضل أحوالها، متحدثاً عن «ندوب تركتها المرحلة الماضية على هذه العلاقة، يمكن معالجتها بالحوار والنقاش».
وقد تدهورت العلاقة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع اللذين كان يجمعهما حتى الأمس القريب نوع من «التحالف الاستراتيجي»، بعيد إعلان الحريري استقالته، مطلع الشهر الحالي، وما تردد عن «كلام سلبي» لجعجع عن أداء رئيس مجلس الوزراء، وهو ما يصر حزب «القوات» على نفيه جملة وتفصيلاً.
وتتجه الأنظار إلى لقاء «مفصلي» بين الزعيمين، لم يُحدد موعده بعد، كما تؤكد مصادر «قواتية» قالت لـ«الشرق الأوسط» إنّه «لقاء له ظروفه، كما أنّه قد يحصل في أي وقت، خصوصاً أن هناك مساعي تُبذل في هذا المجال». ويُتوقع أن يكون الاجتماع بين الطرفين أشبه بـ«جلسة غسل قلوب»، علماً بأن الوزير المشنوق كان قد دعا، في إطلالة تلفزيونية، إلى ترك موضوع العلاقة بين «المستقبل» و«القوات» إلى الحريري وجعجع، كما اعتبر أن القول إن هذه العلاقة ممتازة «غير صحيح».
ونقلت وكالة الأنباء المركزية، أمس، عن مصادر أن لقاء يُفتَرَض أن يجمع في الأيام القليلة المقبلة الحريري وجعجع، سيكون «مفصلياً» على حد تعبيرها، «فإما يرمّم هيكل العلاقة بين الفريقين، فيرصّان الصفوف مجدداً ويخوضان الانتخابات جنباً إلى جنب، انطلاقاً من المبادئ (السيادية) التي جمعتهما منذ عام 2005، أو ينسحب جعجع على أثره من (السيبة) الثلاثية التي أرست العهد وتضم (التيار الوطني الحر) و(القوات) و(المستقبل)، ويؤسس لتموضع سياسي جديد، قد يعلن بموجبه استقالة وزرائه من الحكومة».
ورجّح مستشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، أن يُعقد لقاء الحريري – جعجع خلال أيام، مؤكداً أن العلاقة بين الطرفين «جيدة» وبعكس ما يحاول البعض تصويره. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «خلال الأيام الـ20 الماضية هناك من سعى لبث إشاعات كاذبة وإلى دق الإسفين بيننا وبين المستقبل، إلا أن ما يجمعنا مشروع استراتيجي يسعى بعض المتضررين منه لمهاجماتنا ووضع العصي في الدواليب تحقيقاً لمصالح ضيقة».
وشدد قاطيشا على أنه «لا يعود للوزير المشنوق أن يحدد شكل وحالة العلاقة بين الطرفين، خصوصاً أنه قد يكون متأثراً ببعض الإشاعات»، معرباً عن استيائه الكبير مما تم تداوله عن تقارير قدمها الحريري إلى دول وأطراف خارجيين بخصوص أداء رئيس الحكومة.
وأضاف: «أما بخصوص قراره التريث بالاستقالة، فنعتقد أنه يسعى من خلاله إلى حثّ الفريق الآخر على التراجع بالتي هي أحسن ومن دون جر البلد إلى حافة الهاوية، ولذلك نحن نترقب ما إذا كان هذا الفريق سينفذ المطالب على أن يُبنى بعدها على الشيء مقتضاه».
ويبدو أن هناك داخل تيار «المستقبل» وجهتي نظر بما يتعلق بأداء «القوات» خلال الأسابيع الماضية، وإن كان هناك إجماع على التأكيد أنه بالإمكان حل الإشكاليات التي نشأت بالحوار وإعادة الأمور إلى مجاريها بأسرع وقت ممكن. وفي هذا الإطار، قالت مصادر في تيار «المستقبل» إن «العلاقة مع (القوات) مرت بمراحل أصعب بكثير من المرحلة الحالية»، لافتة إلى «أننا عشنا في فترات نوعاً من (شبه القطيعة)». وأضافت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لكن الطرفين يعيان تماماً أن أحدهما لا يمكن أن يستمر دون الآخر، على المستويات كافة؛ فإن كان هناك من شوائب، فمصلحة المستقبل كما القوات ترميمها واستكمال المشوار معاً».
واعتبرت المصادر أنه من المبكر جداً الحديث عن انعكاس تدهور العلاقة بين الحزبين على التحالفات الانتخابية، مشددة على أنه «وفق النظام الانتخابي النسبي الذي تم اعتماده أخيراً، قد لا تكون هناك مصلحة لأي من الطرفين بعقد تحالفات، وقد يكون الأنسب لهما خوض الانتخابات المقبلة على لوائح منفصلة».