عقدت الأسرة الدولية اجتماعا اليوم (الجمعة) في باريس، مخصصا لدعم لبنان، وافتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية، بحضور رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.
وألقى الحريري كلمة أمام المؤتمر الوزاري لمجموعة الدعم الدولية، شكر فيها الرئيس الفرنسي على عقد «هذا الاجتماع المهم لمجموعة الدعم الدولية، فإن فخامته يواصل التأكيد على صداقته وتعلقه بلبنان، وأنا مرة جديدة ممتن له شخصيا على ذلك».
وأضاف: «لقد عبر لبنان للتو أزمة كان من شأنها أن ترتد على استقراره السياسي والاقتصادي والأمني».
وأكد الحريري أن جميع التشكيلات السياسية اللبنانية قامت بإعادة تأكيد التزامها احترام مبدأ النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية.
وتابع: «وعلى أساس هذا الالتزام، قررت سحب استقالتي، وعلى حكومتي الآن أن تكرس نفسها لمهمة الحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية ومع المجتمع الدولي، على أساس احترام قرارات مجلس الأمن، وبخاصة القرار 1701 الذي يساهم بضمان الاستقرار والأمن على حدودنا الجنوبية منذ 11 عاما».
وأوضح الحريري أن على حكومته استئناف برنامجها للاستقرار والأمن الداخلي في لبنان، وللاستجابة لحاجات مواطنينا الأساسية، وفي الوقت نفسه مواجهة التحديات التي تفرضها أزمة النازحين السوريين على لبنان. وعليها أيضا مواصلة الإصلاحات وعقد الانتخابات النيابية المحدد موعدها في مايو (أيار) المقبل.
كما أشاد بتضحيات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية التي «سمحت باحتواء التهديد الإرهابي وإبعاده عن حدودنا»، وأكد أن القدرة على الحوار والتسوية تسمح بالحفاظ على السلم الأهلي في إطار احترام الدستور واتفاق الطائف.
وتطرق الحريري إلى الوضع الاقتصادي اللبناني، وأشار إلى أن مصرف لبنان والقطاع المصرفي اللبناني برمته يواصل ضمان الامتثال الكامل للقوانين والقواعد الدولية: «وهذا أمر مهم؛ لأن استقرار قطاعنا المصرفي هو شرط لا بديل عنه لاستقرار لبنان واقتصاده».
وشدد أيضا على أن «سياسة النأي بالنفس التي أعادت حكومتي التأكيد عليها، وتبنتها كل مكوناتها السياسية، ستسمح لنا بالحفاظ على وحدتنا الوطنية في إطار احترام الإجماع العربي؛ لكن استقرار لبنان يمر حتما بقدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة بشكل رئيس عن الأزمة السورية».
كما التقى الحريري ظهر اليوم في مقر وزارة الشؤون الأوروبية والخارجية الفرنسية، وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، بحضور وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، والسيد نادر الحريري، وجرى عرض الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قد قال في تصريح لإذاعة «فرنس إنتر» قبل افتتاح الاجتماع: «لا بد من مساعدة لبنان على ضمان أمنه، بحيث يظل بعيدا عن الأزمات الأخرى في المنطقة».
وتمثلت الدول الأخرى في المجموعة الدولية لدعم لبنان، كروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا في الاجتماع، وكذلك مصر.