Site icon IMLebanon

نصر الله: اعتقال المطلوبين في البقاع ليس عملنا

تصعيد موقف «حزب الله» من «المستقبل» يهدد بنسف جلسات حوار الفريقين

نصر الله: اعتقال المطلوبين في البقاع ليس عملنا

هّدد تصعيد «حزب الله»٬ أمس٬ لموقفه من الحوار مع تيار «المستقبل»٬ الذي يرعاه رئيس البرلمان نبيه بري٬ بترّنح الحوار الذي جمع الطرفين في 19 جلسة أريد منها تخفيف الاحتقان في الشارع٬ فقد أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله٬ أمس٬ أنه سيدعو قيادته «إلى إعادة النظر في الحوار» مع تيار «المستقبل»٬ قائلاً: «إذا كان المستقبل يريد أن يمدننا بالحوار٬ فنحن نخرج منه ولا ننتظر منهم ذلك. لا نقبل استفزاًزا من أحد».

جاء تهديد نصر الله بعد إعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق٬ يوم الجمعة الماضي٬ أن «بقاء الوضع السياسي والأمني على ما هو عليه سيكون الخطوة الأولى في الدفع نحو الاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار». وكان لافًتا أن نصر الله٬ حصر تهديده بالحوار الوطني٬ دون الحكومة٬ بقوله «رغم تعّثر الحكومة٬ لا ندعو إلى إسقاطها».

وبينما رفض نواب في «المستقبل» التعليق على تصعيد «حزب الله»٬ بدا أن أسبابه تعود إلى خلاف على تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع٬ أحد معاقل «حزب الله»٬

وإحجام الحزب عن التعاون مع وزارة الداخلية لجهة تسليم المطلوبين بموجب الخطة الحكومية التي أقرت في ربيع عام 2014. وفي تلميح لنصر الله إلى هذه القضية٬ قال: «أتحدى المؤسسات الأمنية والقضائية أن تعلن أننا عملنا على تغطية أحد في البقاع من المطلوبين وغيرهم. الآخرون يريدون إدخال (حزب الله) وحركة أمل في صراع مع عائلات وعشائر أهل البقاع٬ وأن نعمل إلى اعتقال المطلوبين٬ ولكن هذا ليس عملنا».

إلا أن نصر الله أكد «الحرص على الحوار والتلاقي بين اللبنانيين لأن مصلحة لبنان تقتضي ذلك». وقال: «نحن شاركنا في هذه الحكومة من أجل استقرار لبنان٬ ومع تقديرنا الخاص لرئيسها تمام سلام٬ وهذا واقع وليس مجاملة لصبره وتحمله٬ فإننا رغم تعثر الحكومة لا ندعو إلى إسقاطها». كما شدد على «أهمية متابعة الحوار حتى ولو كانت إنتاجيته محدودة٬ كذلك فإن بناء الحكومة يمنع الانهيار».

ورأى نصر الله أن «تيار المستقبل يتحدث عن الحوار وكأنه متفضل على اللبنانيين بهذه المهمة»٬ مؤكًدا «رفض هذا الإحساس لأننا لا نقبل أن يكون الحوار مّنة من أحد٬ كذلك لا نقبل المنة منهم في أنهم يشاركون في الحكومة». وتوّجه إلى «المستقبل» بالقول: «إذا كنتم تشعرون بالإحراج من البقاء في الحكومة فا䑖쀀 معكم٬ نحن لا نريد أن نمن على أحد أننا نحرره أو نشاركه في حكومة٬ ونحن أساًسا مع بقية الأخوة في الأحزاب حررنا بلدنا وعندما وقفنا في 25 عام 2000 لم نمن على أحد».

وإذ كّرر «رفض الاستفزاز في الحوار أو في الحكومة»٬ رّحب «بمن يريد البقاء في الحوار أو بمن يريد المغادرة ومثلها في الحكومة. نحن إزاء كرامة الناس لن نتساهل».

وكانت جلسة الحوار الـ19 التي انعقدت بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» في الأسبوع الأول من الشهر الحالي٬ بحثت «الأزمة السياسية٬ وجرى التأكيد على أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي على الوضع٬ والتشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت»٬ كما جاء في البيان الذي تلاها. في هذا الوقت٬ لفت وزير العدل أشرف ريفي إلى أن المشروع الفارسي في المنطقة هو «كذبة كبيرة وكذلك مولوده في لبنان هو كذبة كبيرة»٬ مشيًرا إلى أن «الحزب فقد الكثير من محبة اللبنانيين له٬ ومن هيبة القرار».

وفي كلمة له٬ خلال الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي٬ وسام الحسن٬ رأى أن «حزب الله»٬ «تورط في الرمال السورية وابتلي في الورطة السورية». ولفت إلى أنه «في الداخل اللبناني نسير بمشروع الدولة على الدويلة لكننا نسير في حقل ألغام صعب و(حزب الله) فقد الكثير من محبة اللبنانيين له».

في المقابل٬ انضم التيار «الوطني الحر» إلى حليفه «حزب الله» في انتقاد تيار «المستقبل»٬ إذ رأى العضو فيه النائب زياد أسود أن «تيار (المستقبل) لا يملك ترف التباهي بقدراته الشعبية ولا السياسية ولا نجاح مشروعه خاصة في سوريا٬ لذلك لا يمكن رفع سقف تهديداته بالانسحاب من الحوار والحكومة»٬ معتبًرا أن كلامه هو ابتزاز فقط لا غير».

وفي حديث تلفزيوني٬ رأى أسود أن «تعطيل الحكومة سببه تيار (المستقبل) لأن التيار (الوطني الحر) حاول أن يحاور «المستقبل» وأخذ منه وعوًدا ولم يفي بها٬ زاعًما أن «هذا الفريق يناور٬ يكذب ولا يريد الوصول إلى أي نتيجة»٬ موضًحا أن «المستقبل ينتظر تسويات معينة».