Site icon IMLebanon

عشية زيارة نتنياهو إلى روسيا… تهديد إسرائيلي مباشر إلى لبنان

عشية زيارة نتنياهو إلى روسيا… تهديد إسرائيلي مباشر إلى لبنان
بسبب «النفوذ الإيراني» وتغاضي الدولة عن أنشطة «حزب الله»

عشية الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى روسيا، اليوم الاثنين، خرج الناطقون باسم الحكومة والجيش بحملة واسعة، يحذرون فيها من تصاعد النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان. وقال الناطق العسكري، العميد رونين مانيليس، إن «حزب الله» يبسط نفوذه ويفرض سطوته على القيادات السياسية في لبنان، ويشكل تهديدا خطيرا لإسرائيل، من شأنه أن يجر إلى حرب مدمرة للبلد.
وخرج المندوب الدائم في الأمم المتحدة، داني دانون، بتصريح قال فيه إن هناك 82 ألف مسلح في سوريا، يخضعون مباشرة لأوامر إيرانية.
وقال نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة، أمس الأحد، قبل يوم واحد من مغادرته إلى موسكو للاجتماع لبضع ساعات قليلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه خلال لقائه مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في دافوس، بحث في «ضرورة صد العدوان الإيراني في المنطقة، وصد المحاولات الإيرانية لامتلاك الأسلحة النووية من خلال الاتفاق النووي الفاشل الذي يجب إما تعديله وإما التراجع عنه». وإنه بحث هذه القضايا أيضا «مع صديقينا: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل».
وفي الوقت نفسه، قال مصدر سياسي كبير في تل أبيب: «إن نتنياهو يتوجه إلى موسكو بشكل عاجل؛ لأننا الآن في وضع لا يبدو فيه أن الروس يكترثون لأخطار الوجود الإيراني في سوريا». لذلك تكلم نتنياهو مع بوتين هاتفيا، وتقرر تعيين موعد لهذا اللقاء، الذي يمكن اعتباره أيضا ضمن سلسلة من الاجتماعات التي عقدها الرجلان خلال العامين الماضيين، كجزء من آليات التنسيق بين الدولتين والجيشين، بسبب ضلوع روسيا في سوريا.
وجاء من ديوان نتنياهو، أمس، أن اللقاء يهدف إلى «مناقشة التطورات في المنطقة، في ضوء الوضع الجديد الذي يستعيد فيه بشار الأسد السيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا، ورفض إسرائيل السماح بوجود عسكري إيراني هناك».
من جهة أخرى، تحدث سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في نيويورك حول الموضوع، فقال: «الإيرانيون يحاولون جعل سوريا أكبر قاعدة عسكرية في العالم، فهناك 82 ألف مقاتل يخضعون لقيادة إيرانية مباشرة في سوريا، منهم 3000 من الحرس الثوري، و60 ألف مقاتل سوري محلي يخضعون للقيادة الإيرانية المباشرة، و10000 محارب من الميليشيات الشيعية التي أحضرتها إيران من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق وأفغانستان وباكستان، و9000 مقاتل من (حزب الله)». وقال: «إننا نكشف هذه المعلومات حتى يدرك العالم أنه إذا ما تواصل غض النظر عن قوة إيران المتنامية في سوريا، فإن التهديد الإيراني سوف يواصل النمو». وسأل دانون: «لماذا تواصل إيران تجنيد المتطرفين لكي يموتوا في ساحات المعارك في سوريا؟ ولماذا تبني إيران قواعد دائمة لهم؟ الجواب واضح. من أجل تعميق عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة، ومواصلة تهديد إسرائيل والعالم الحر».
وتابع دانون: «منذ توقيع الاتفاق النووي، ازدادت النفقات العسكرية الإيرانية، ففي عام 2014 خصصت إيران 17 في المائة من الميزانية للنفقات العسكرية، بينما ارتفع هذا الرقم في عام 2017 إلى 22 في المائة».
وأمس، نشر الناطق العسكري بلسان الجيش الإسرائيلي، بيان تحذير وتهديد مباشرين للمواطنين والقادة اللبنانيين، على خلفية تنامي النفوذ الإيراني. وقال في رسالة موجهة باللغة العربية: «لقد أصبحت لبنان بفعل تخاذل السلطات اللبنانية مصنع صواريخ كبير. فالموضوع ليس مجرّد نقل أسلحة أو أموال، أو استشارة؛ بل إن إيران افتتحت فرعاً جديداً تحت اسم: (لبنان – فرع إيران هنا)». وأضاف مانيليس أن «الهدوء النسبي في الجبهة اللبنانية يعتبر دليلاً قاطعاً على فعالية الرّدع الإسرائيلي، والذاكرة المؤلمة في نفس اللبنانيين بشأن كِبَر الخطأ السابق الذي ارتكبه حسن نصر الله. لكن السنة الماضية كانت دليلاً إضافياً على كون (حزب الله) ذراع إيران المنفِّذة. لقد اكتشفنا في جميع المناطق التي ساد فيها عدم استقرار، ختماً إيرانياً، ليكون (حزب الله) الحاضر فعلاً، تحريضاً وتدخلاً. وفي لبنان، لا يُخفي (حزب الله) محاولاته للسيطرة على الدولة اللبنانية. هناك رئيس دولة يعطي شرعيّة لمنظمة إرهابية، ورئيس حكومة يستصعب العمل في ظلّ بلطجة نصر الله، وإقامة شبكات إرهابية ومصانع لتصنيع الوسائل القتالية، رغماً عن الحكومة اللّبنانية، واندماج عسكري بين المواطنين دون رادع».
وادعى مانيليس أن واحدا من كلّ ثلاثة أو أربعة بيوت في جنوب لبنان، «هي مقرّ أو مخزن للسّلاح، أو مكان تحصين تابع لـ(حزب الله)، والجيش الإسرائيلي يعرف هذه المنشآت، ويستطيع استهدافها بشكل دقيق إذا تطلّب الأمر ذلك». وختم مانيليس رسالته بالإشارة إلى الانتخابات البرلمانية اللبنانية في مايو (أيار) المقبل، فقال: «سنة 2018 ستكون سنة امتحان بالنسبة للكيان اللبناني. فهل الجمهور الدولي ولبنان سيسمحان لإيران و(حزب الله) باستغلال براءة رؤساء الدولة اللبنانية، وإقامة مصنع صواريخ دقيقة كما يحاولان في هذه الأيّام، وهل سينجح (حزب الله) بتحويل الدولة بشكل رسمي إلى دولة برعاية إيرانية؟ من جهتنا في إسرائيل، وكما أثبتنا في السنوات الأخيرة، الخطوط الحمراء الأمنيّة التي وضعناها واضحة، ونحن نثبت ذلك كلّ أسبوع».
وقد اعتبر الخبراء الإسرائيليون هذه «رسالة تحذير وتهديد غير مسبوقة، تصل إلى حد التدخل حتى في الانتخابات اللبنانية».