IMLebanon

إجراءات «الأمن الاستباقي» متواصلة لإحباط أي محاولة لهز الاستقرار

الأمن اللبناني يلقي القبض على كامل الشبكة المسؤولة عن تفجيري الضاحية

إجراءات «الأمن الاستباقي» متواصلة لإحباط أي محاولة لهز الاستقرار

أعلن وزير الداخلية اللبناني أمس أن القوى الأمنية اللبنانية ألقت القبض على كامل الشبكة الانتحارية المسؤولة عن تفجير برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت والمعاونين لها خلال الساعات الـ48 الماضية٬ واصًفا إنجاز القوى الأمنية بـ«الاستثنائي»٬ في حين أعلن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن مصادر الخطر التي تهدد لبنان هي «الخطر الصهيوني والإرهاب التكفيري٬ كذلك التعقيدات الأمنية التي تضاف إلى هذين الخطرين٬ وتتمثل في الاضطرابات داخل المخيمات الفلسطينية٬ وتسلل الإرهابيين إلى صفوف النازحين السوريين».

وأوضح المشنوق٬ خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي كشفت شعبة «المعلومات» التابعة لها عن الخلية الانتحارية٬ أنه حتى الآن هناك سبعة سوريين موقوفون ولبنانيان اثنان٬ أحدهما انتحاري والآخر مهرب تولى تهريبهم عبر الحدود اللبنانية السورية»٬ مشيرا إلى أنه «من الواضح أن هناك قرارا كبيرا في التفجير».

وأكد أن التحقيق أظهر أن المخطط كان إرسال خمسة انتحاريين على أن «تنفذ العملية في مستشفى الرسول الأعظم (في الضاحية الجنوبية)٬ إلا أن الإجراءات الأمنية المحيطة بالمستشفى جعلتهم يغيرون الهدف٬ ليتوجهوا إلى منطقة مكتظة بالسكان». وأوضح أنه «كان من المفترض أن ينفذ العملية 5 انتحاريين٬ إلا أنه أوضح أن ما أفشلها هو القبض على انتحاري لبناني هّرب من سوريا إلى لبنان عبر بلدة الهرمل» الحدودية مع سوريا في شرق لبنان. وأشار إلى أن الانتحاريين الخمسة هم انتحاريا برج البراجنة٬ والإرهابي اللبناني الذي اعتقل في الشمال٬ وانتحاريان لم يدخلا الأراضي اللبنانية.

وأشار إلى أن الانتحاريين كانوا يجرون لقاءات مع شخصُيدعى «أبو وليد»٬ وهو موجود بمنطقة الرقة السورية. ولفت إلى أنه «يمكن أن نكشف عن مهربين آخرين»٬ مشيًرا إلى أن الانتحاري الذي قبض عليه في طرابلس قبل أيام «حاول أثناء اعتقاله تفجير نفسه بالعناصر الأمنية٬ إلا أن عطلاً فنًيا طرأ على (عتلة) الحزام الناسف».

وتمت عمليات «توقيف السوريين في مخيم برج البراجنة وشقة في الأشرفية (في شرق بيروت) تستخدم لتحضير الأحزمة الناسفة»٬ بحسب قول المشنوق٬ وأضاف: الأمن اللبناني يلقي القبض على كامل الشبكة المسؤولة عن تفجيري الضاحية  انطلاقا من هذا الإنجاز الاستثنائي لن نتوقف رغم التهديدات والآيديولوجيا الكافرة من ملاحقة الإرهاب والإرهابيين من أي جهة أتوا ولأي سبب من الأسباب»٬ مشدًدا على أن اللبنانيين أثبتوا في كل الفترات «أن ليس هناك بيئة حاضنة لهذا الإرهاب».

ويأتي الكشف عن تفكيك الخلية بعد ثلاثة أيام على استهداف تفجيرين تبناهما تنظيم داعش لشارع ضيق في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت٬ مركز نفوذ حزب الله اللبناني٬ وأسفرا عن مقتل 44 شخصا.

وأكد المشنوق أنه رغم التهديدات لن تتوقف القوى الأمنية اللبنانية عن «ملاحقة الإرهاب والإرهابيين من أي جهة قدموا ولأي سبب من الأسباب»٬ محذرا من أن هذه العملية لن تكون الأخيرة» لأن التخطيط للاعتداءات من هذا النوع «لن يكون الأخير».

وتعمل القوى الأمنية اللبنانية بجهوزية عالية لإحباط أي محاولات لتفجير الوضع الأمني في لبنان٬ عبر إجراءات الأمن الاستباقي. وإذ أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن الخلية الانتحارية التي استهدفت منطقة برج البراجنة الخميس الماضي٬ «تم تفكيكها الكامل»٬ أكد أن القوى الأمنية اللبنانية «على جهوزية تامة لملاحقة الشبكات الإرهابية عبر تدابير الأمن الاستباقي وإحباط أي مخططات لهز الاستقرار في المستقبل»٬ مشدًدا على أن «ملاحقة المشتبه بهم دائمة٬ من قبل كل الأجهزة الأمنية». ولفت المصدر الأمني إلى «إنجازات دائمة تحققها كل الأجهزة الرسمية اللبنانية على هذا الصعيد»٬ في إشارة إلى «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي٬ ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني٬ وجهاز «الأمن العام» اللبناني.

وكان المشنوق أعرب في المؤتمر الصحافي عن أمله أن «يكون هذا الأمر فاتحة الخير لحوار سياسي جدي يأخذ بعين الاعتبار حاجة اللبنانيين إلى الاستقرار٬ لأنه مهما «تحدثنا عن غطاء دولي للاستقرار في لبنان٬ فهذا الغطاء يتعب ولا يعيش في نظام فاقد للنصاب الدستوري بغياب رئيس وحكومة أو مجلس نواب لا ينعقد إلا بعد جهود كبرى٬ وكأن الاستثناء هو عقده».

وتوجه إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول: «لنهتم بالداخل اللبناني ونجد الحلول ليس لأنه لا أحد يهتم بنا٬ لبنان ليس على الخريطة الدولية٬ بل اليمن وسوريا فقط٬ يجب أن نعي هذا الواقع ونتصرف على أساسه٬ لحماية اللبنانيين من هؤلاء التكفيريين المجرمين». وقال إن العملية «لن تكون الأولى ولا الأخيرة٬ ولنا ثقة بكل القوى الأمنية»٬ مؤكًدا أن «الاستقرار السياسي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن في البلد».

إلى ذلك٬ أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن «الأمن العام أوجد نظرية الأمن الاستباقي الوقائي٬ وهو القدرة على منع أي عمل إرهابي قبل وقوعه»٬ واضعا إلقاء القبض على بعض الشبكات التي كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية قبل تنفيذها في هذا السياق.

وتحدث إبراهيم٬ في تصريح لوكالة «إرنا» الإيرانية عن مصادر الخطر التي تهدد لبنان٬ لافتا إلى «خطرين أساسيين: الأول الخطر الصهيوني الذي يتزايد»٬ إضافة إلى «الإرهاب التكفيري». وأكد أن «لبنان مثل جميع دول المنطقة٬ عرضة للمؤامرات والمكائد التي تريد النيل من أمنه واستقراره وصولا إلى إغراقه بالفوضى٬ من خلال الأعمال الإرهابية٬ إلا أن جهاز الأمن العام استطاع وضع حد لكثير من العمليات من خلال إلقاء القبض على كثير من الشباب»٬ مذكًرا بأن «لبنان آمن نسبيا مقارنة مع غيره من الدول».

وأشار إلى «تعقيدات أمنية تتمثل في الاضطرابات داخل المخيمات الفلسطينية٬ وتسلل الإرهابيين إلى صفوف النازحين السوريين والإقامة بينهم في مخيماتهم»٬ مطمئنا اللبنانيين تجاه تلك التعقيدات٬ ورابطا القدرة على مواجهتها بـ«الإجماع السياسي الوطني الشعبي على عمل الأجهزة الأمنية في لبنان».

وإذ رأى أن «الالتفاف الشعبي حول الأجهزة العسكرية والأمنية هو ما يسمح لنا بتحقيق الإنجازات»٬ قال: «التنسيق بين كل الدول بات ضروريا٬ وذلك لتحقيق أعلى نسبة نجاح في مكافحة الإرهاب وبأقل خسائر ممكنة»٬ داعيا إلى «المطالبة بتبادل الخبرات في هذا المجال٬ وعدم الاكتفاء بتبادل المعلومات٬ لأننا جميعا أمام عدو غير محدد الهوية والإقامة الجغرافية»٬ مشددا على أهمية «المواجهة الوقائية».