Site icon IMLebanon

عون حصل على تطمينات من واشنطن: لا «نوايا عدائية» لدى إسرائيل

عون حصل على تطمينات من واشنطن: لا «نوايا عدائية» لدى إسرائيل
تل أبيب أعلنت عن نفق ثالث وأكدت أنه «لا يشكل خطراً»… ولبنان ملتزم تطبيق القرار 1701

بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلنت قوة حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) أمس عن وجود نفق ثانٍ قرب الخط الأزرق الذي يمثل الحدود غير الرسمية للبنان. وأكدت في بيان أنها «مستمرة في متابعة هذه القضية بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية»، في وقت استحوذت هذه القضية على اهتمام ولقاءات المسؤولين اللبنانيين، وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أن «إسرائيل أبلغتنا بواسطة واشنطن بأن لا نوايا عدائية لديها، ونحن لا نوايا عدائية لدينا. ولذلك لا خطر على السلام».

في هذا الوقت أعلنت إسرائيل أمس أنها اكتشفت نفقا جديدا لـ«حزب الله» يصل إلى أراضيها من لبنان، وهو الثالث الذي تعلن عنه منذ عملية أطلقتها الأسبوع الماضي على طول الحدود. ولم يكشف الجيش الإسرائيلي مكان النفق. وكما حدث عندما تحدثت عن النفقين الآخرين، قالت إنه لا يشكل «تهديدا وشيكا» للسكان الإسرائيليين على الحدود. وقالت إسرائيل أنها وضعت عبوات ناسفة داخل النفق، وحذرت من أي شخص يدخله من الجانب اللبناني سيكون معرضا للخطر.

والتقى أمس قائد القوات الدولية الجنرال ستيفان دل كول رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان نبيه بري اللذين أكدا على تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 انطلاقا من الحرص على المحافظة على الأمن والاستقرار.

وأكد الرئيس عون لدل كول «أن لبنان بلد محب للسلام ويعمل من أجل ترسيخه رغم الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقرارات الدولية ذات الصلة». وشدد على «التعاون والتنسيق القائمين بين الجيش اللبناني والقوات الدولية في الجنوب، وعلى أهمية الإجراءات المتخذة من الجانبين اللبناني والدولي لمواجهة أي محاولات تستهدف أمن الجنوبيين وسلامتهم». كما أكد للجنرال دل كول «أن لبنان ينتظر نتائج التحقيقات الميدانية الجارية في موضوع الأنفاق والتي تتولاها القيادتان اللبنانية والدولية ليبنى على الشيء مقتضاه».

وكان دل كول أطلع الرئيس عون، خلال الاجتماع الذي حضره المستشار العسكري والأمني لرئيس الجمهورية العميد بول مطر وعدد من معاوني القائد الدولي، التطورات الأخيرة عبر الحدود في ضوء عمليات الحفر التي بدأتها القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي.

من جهته، جدّد بري مطالبته بالحصول على إحداثيات حول الأنفاق، وقال: «لا زلنا في لبنان ننتظر أن يعطونا إحداثيات، والإسرائيليون يعملون في المنطقة المحتلة. وفي الوقت نفسه أيضا نحن مصرون على تنفيذ القرار 1701 الذي ينص على عدم إحداث خرق من طرف ضد الآخر، بينما هناك 150 أو 160 خرقا إسرائيليا شهريا ضد لبنان ولا أحد يقول تعالوا لنبحث هذا الموضوع، بينما عندما يحصل أي شيء يندرج في إطار الاتهامات ضد لبنان (نريد بيت الله لنهدمه)».

كذلك، كانت الأوضاع في الجنوب محور اجتماعين للسفير الفرنسي برونو فوشيه مع عون وبري، حيث أجرى جولة أفق تناولت التطورات السياسية الأخيرة، والوضع على الحدود ومسألة الأنفاق والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي الإطار نفسه، أعلنت السفارة البريطانية في بيروت، أن سفيري بريطانيا كريس رامبلنغ والولايات المتحدة إليزابيث ريتشارد التقيا قائد الجيش العماد جوزيف عون، «لمناقشة التقدم في مشروع أمن الحدود اللبنانية – السورية». وأشار البيان إلى «أن اجتماع لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرية كان فرصة لتهنئة الجيش اللبناني في عيد الاستقلال الخامس والسبعين، وجهوده في تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية بحلول عام 2019».

وبعد الاجتماع، لفت السفير رامبلنغ إلى أنه بحث مع قائد الجيش التقدم في مشروع الحدود البرية. وقال إن «بريطانيا خصصت أكثر من 69 مليون جنيه إسترليني لهذا المشروع في السنوات الأخيرة، إلى جانب مساهمات كبيرة من الولايات المتحدة والمانحين الدوليين الآخرين». ولفت إلى أنه «بحلول شهر مارس (آذار) 2019، سيتم تدريب أكثر من 11000 جندي، وهذا يمثل أكثر من ثلث القوة المقاتلة للجيش اللبناني». وأثنى على «تطور الجيش اللبناني خلال السنوات العشر الماضية ليصبح جيشا محترما ومهنيا قادرا على مواجهة التهديدات داخليا وعلى حدوده».

وميدانيا، استكملت أمس القوات الإسرائيلية أعمال الحفر والبحث عن أنفاق «حزب الله» في الجهة المقابلة لـ«بوابة فاطمة» ولجهة العبارة مقابل طريق عام كفركلا – قضاء مرجعيون، في ظل انتشار واسع لعناصر الجيش الإسرائيلي والآليات في محيط الأعمال، فيما تابع الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» أعمال المراقبة، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام».

ولفتت الوكالة إلى قيام دورية مشاة للجيش الإسرائيلي قوامها عشرة عناصر بتمشيط الطريق العسكرية الممتدة من بوابة فاطمة باتجاه سهل الخيام، بمؤازرة سيارتي جيب هامر، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.