رسالة روسية إلى بيروت لمعالجة مسألة الأنفاق والحفاظ على القرار 1701
تسود أجواء تفاؤل في بيروت بقرب تشكيل حكومة جامعة الأسبوع المقبل، قبل دخول عطلة الأعياد. وتتكثف المحاولات في هذا الاتجاه لتفادي تأجيل التشكيل إلى العام المقبل.
وفي التفاصيل التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» فإن الحكومة ستتشكل من 30 وزيراً على أساس 3 عشرات للفرقاء المعنيين، وألا يكون هناك ثلث ضامن ولا معطل.
وتحدثت مصادر عن ترتيبات تجري للقاء يحضره رئيس الجمهورية ميشال عون، بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ونواب «سنة 8 آذار» الستة، لإيجاد تفاهم بين الجانبين، على أن يترك لعون مسألة اختيار وزير يمثل «سنة 8 آذار» على ألا يكون من بين النواب الستة.
وعزت المصادر أجواء التفاؤل إلى إيجابية سادت اللقاء في لندن الأسبوع الماضي، بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل رئيس «التيار الوطني الحر»، وهو اللقاء الذي غلب عليه «طابع تسووي» بحسب المصادر ذاتها.
وتسود انطباعات في بيروت بأن «حزب الله» يبدي مؤشرات انفراج، نظراً إلى إدراكه الحاجة لحكومة متوازنة تكسب تأييد الرأي العام العالمي والدولي، وتعالج ملف الكهرباء، الأمر الذي قوبل بتوقعات بأن ينعكس تشكيل حكومة متوازنة، إيجاباً على الوضع الاقتصادي، وفي هذا الإطار لا يُستبعد إمكانية توفير ما وصفته مصادر بـ«جرعة دعم خليجي» للبنان يكون على شكل وديعة لدى المصرف المركزي لتعزيز وضع الليرة اللبنانية في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها.
وفي إطار المؤشرات على انفراجات، علمت «الشرق الأوسط» أن وفدا من نواب «كتلة اللقاء الديمقراطي» يتوقع أن يضم النائب تيمور جنبلاط، سيزور مساء اليوم مقر «كتلة الوفاء للمقاومة» (حزب الله) في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولفتت مصادر إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد لقاء تمهيدي عقد قبل أيام بحضور رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والحاج حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» والوزيرين السابقين غازي العريضي ووائل أبو فاعور، ممثلين للنائب السابق وليد جنبلاط. ويستهدف اللقاء الثاني تطبيع العلاقات بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حزب الله»، من موقع اختلاف الجانبين حول النظرة إلى النظام السوري.
على صعيد آخر، علمت «الشرق الأوسط»، أن الروس أرسلوا رسالة إلى الجانب اللبناني، خلاصتها، أنه «ممنوع اللعب» بالقرار 1701 المتعلق بالوضع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ويأتي ذلك في أعقاب اجتماع اللجنة الأمنية العسكرية الروسية – الإسرائيلية، أخيراً، والتي قدمت خلاله تل أبيب لموسكو تفاصيل وافية في موضوع الأنفاق التي تم اكتشافها أخيراً عبر الحدود.
وتفيد المصادر بأن الجانب الروسي، وبمعزل عن مسؤولية «حزب الله» عن الأنفاق أو عدمها، طلب من لبنان الرسمي معالجة الموضوع عبر اقتراحات ثلاثة، أولها ضرورة الحفاظ على قواعد الاشتباك في المنطقة المشمولة بـ1701، وأن يكلف الجيش اللبناني معالجة الأمر وإزالة أسباب التوتر بما يشكل التزاماً بالقرار الصادر في أعقاب حرب تموز 2006. خصوصاً أن الموضوع سيكون على طاولة مجلس الأمن خلال يومين، وأن الأمر ذاهب باتجاه «إدانة» لقضية الأنفاق.