Site icon IMLebanon

عباس يمسك بملف امن المخيّمات لتفادي توظيفها اقليميا

 

عاد التسخين يفرض نفسه في المخيّمات الفلسطينية من عين الحلوة إلى المية ومية، فالتصعيد في أي مخيّم فلسطيني، وتحديداً في عين الحلوة، يخفي في طياته مؤشّرات على تجاذبات بين عواصم القرار في المنطقة تأخذ من الساحة الفلسطينية مجالاً لها، في الوقت الذي تعجز عن ذلك في ساحات أخرى. وتشير معلومات كشفتها أوساط على بيّنة مما يجري في المخيّمات الفلسطينية، الى أن هذه المخيّمات تكون على الدوام منطلقاً أساسياً لتبادل الرسائل والتهديدات، وهو ما يحصل دائماً عند كل مفترق طرق، وهو أمر اعتادته القيادات الفلسطينية. لكن ما حصل في الأيام الماضية بدأ يثير القلق، كما تقول الأوساط، ذلك أن هناك احتمالاً أن تخرج الأمور عن نصابها وتتجاوز الحدود المعتادة، وذلك بصرف النظر عن كل الإجراءات الرسمية الفلسطينية في عين الحلوة بشكل خاص، حيث أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمسك شخصياً بهذا الملف، كونه يدرك أن هذا المخيّم قابل ان يتحوّل بسرعة إلى ساحة لحرب تصفيات لا أفق لها على المستوى الفلسطيني، وذلك من خلال الأجهزة المخابراتية التابعة لأكثر من دولة في المنطقة، والتي تستغلّ ظروفاً اجتماعية صعبة يعاني منها بعض أهالي المخيّم، إضافة إلى وجود عناصر إرهابية جاهزة لتنفيذ مخطّطات إرهابية في أي منطقة لبنانية.

وأضافت الأوساط نفسها، أن الظروف اليوم قد تغيّرت في المخيّمات، إذ لم يعد رأس السلطة الفلسطينية مطلوباً من قبل بعض الأجهزة الفلسطينية، لا سيما بعد اتفاق حركة «فتح» وحماس، والذي كان حاجة فلسطينية، وأدّى إلى مناخ من الارتياح على الصعيد الفلسطيني الداخلي. لكن هذا الواقع، لا يلغي الخشية من إمكانية دخول بعض الجهات المشبوهة على خط هذا الاتفاق، عبر إحداث إشكالات أمنية واغتيالات لبعض المسؤولين الفلسطينيين، على غرار ما حصل في محطات توافقية سابقة. وأكدت أنه، وعلى الرغم من أن الاتفاق الفلسطيني يبدو متماسكاً هذه المرة، ومدعوماً على المستوى الإقليمي، فإن الانقسامات الحالية قد تشكّل مجالاً لعودة سريعة إلى نقطة الصفر، فيما لو بقيت التسوية معقّدة، خصوصاً على الساحة السورية عشية العودة إلى مفاوضات آستانة. وأضافت أن نشوء محاور نزاع جديدة لنسف هذه التسوية، وذلك على غرار ما جرى في كردستان في الأسابيع الماضية، يهدف إلى تغيير الأولويات لدى اللاعبين الإقليميين ورعاتهم الدوليين، وإن كانت التسوية ما زالت تشقّ طريقها وفق توافق روسي ـ أميركي، ومن خلال تفويض مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء ملف الحرب في سوريا.

وأشارت الأوساط نفسها، إلى أن اللعبة تبقى مفتوحة على ساحة المخيمات في لبنان، وذلك بهدف إفساح المجال أمام خلق إشكالية معينة من خلال تسخين الأوضاع، وهو ما تكرّس من خلال الإشكالات المتنقلّة من عين الحلوة إلى المية ومية، وكأن هناك كلمة سر يتم تداولها في الأوقات الصعبة، وعند مفاصل سياسية وأمنية بالغة الأهمية على الساحتين اللبنانية والإقليمية. وكشفت أن هذه الإشكالات غير منعزلة عن مخطّطات جرى الكشف عنها أخيراً بعد اكتشاف خلايا نائمة، ودفعت إلى تعزيز التدابير من قبل الجيش والأجهزة الأمنية في أكثر من منطقة في بيروت والشمال والجنوب.