IMLebanon

عباس إبراهيم إن حكى

 

 

ما زال المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في واجهة الأحداث. وعندما نشير إلى الأحداث، فهي حالياً إستثنائية لا سابق لها منذ عقود في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً. وفي الأيام الماضية حضرت إلى مكتبه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا. ثم حضرت بعدها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونتسكا. لم تصدر كلمة واحدة عن اللقاءين. لكنّ أوساطاً قريبة من اللواء إبراهيم لفتت إلى أنّ اللقاءين هما امتداد لـ»تقدير» من السفيرة الأميركية ومن المندوبة الدولية لمكانة المسؤول الأمني السابق وما يتمتع به من علاقات واسعة داخلياً وخارجياً، لا سيما مع «حزب الله». كما أنّ اللقاءين أتيا في ظل الحاجة الخارجية إلى قناة اتصال مع «الحزب» في ظل تداعيات «طوفان الأقصى».

 

لم يطل الوقت بعد زيارتيّ السفيرة شيا وفرونتسكا، حتى أطل اللواء إبراهيم أمس عبر «النيويورك تايمز»، فأعرب عن اعتقاده أنّ «الخطوط الحمراء» لـ»حزب الله» يحددها كما ذكرته الصحيفة «أي جهد إسرائيلي للقضاء على قيادة «حماس» أو عدد القتلى الفلسطينيين بعشرات الآلاف». ولفتت الصحيفة إلى إعلان مسؤولين إسرائيليين «بالفعل عن نيتهم التخلص من كبار مسؤولي حماس». كما قال مسؤولون في غزة إنّ عدد القتلى الآن أكثر من 2,800.

 

ما يمكن الوثوق به، هو أنّ اللواء السابق أكد أنّ «حزب الله» لن يذهب الآن إلى الحرب مع إسرائيل. وإذا ما ذهب فسيكون الأمر مرتبطاً عندئذ بـ»خطوط حمر» تتعلق بمصير حركة «حماس» وحجم الخسائر البشرية.

 

في المقابل، كان لافتاً ما أوردته أوساط إعلامية على علاقات وثيقة بـ»الحزب»، ما يشبه مسودة خطة أميركية لانهاء حرب غزة لا مكان فيها لـ»حماس». وبموجب هذه الخطة يتم فرض «وصاية خارجية على القطاع، من ضمن خطة تستهدف نزع سلاح قوى المقاومة». لكن الأوساط القريبة من اللواء إبراهيم قالت لـ»نداء الوطن» تعليقاً على هذه الخطة: «إنّه مشروع هزيمة كاملة لا يمكن قبوله».

 

ما هو واضح الآن هو أنّ مسار التحضيرات لدى «الحزب» هو أنّ «خيار» الحرب يلوح. وربما هناك «72 ساعة» (مضى منها حتى اليوم 24 ساعة) كي يقرر «محور الممانعة» الذهاب إلى الخطة «ب» من حرب غزة. ماذا عن ايران التي ارتسمت حول موقفها علامات إستفهام منذ 7 الشهر الجاري عندما نفذت «حماس» عملية «طوفان الأقصى»؟

 

في آخر اطلالة له، أبلغ وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان تلفزيون بلاده ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران ستدخل الحرب قال: «كل شيء ممكن». وفي افتتاحية صحيفة «كيهان» الناطقة بلسان المحافظين الإيرانيين أمس: «ما حذر منه الإمام الخامنئي (إسرائيل) هو بمثابة الانذار الأخير… قبل أن يكسر محور المقاومة صمته فعندها لا يمكن لأحد الوقوف أمامه».

 

وفي ختام هذا المشهد، يقول اللواء إبراهيم: «الحسابات في الحروب الكبرى ليست حسابات عن الدول. هذه حرب وجود: إمّا أن تبقى إسرائيل أو يبقى هذا المحور».