Site icon IMLebanon

بين البطريرك واللواء: الحكومة أم التدويل؟  

 

صحيح أنّ النائب إيلي الفرزلي احتلّ مواقع التواصل الإجتماعي في مقطع يدافع فيه عن نفسه في تلقّيه اللقاح من أنّه من فئة عمريّة لم يصلها الدور بعد ملأ الدنيا صراخاً وغضباً واتهامات ومؤمرات وأكّد «مدري كم مرّة» أنّه نائب رئيس مجلس النواب، هذا اعتبر البعض من الفاعلين على السوشيل ميديا أنّ ما شاهدوه على الفرزلي هي من عوارض تلقّيه اللقاح، لكن تفوق وزير الصحة حمد حسن على الفرزلي «نائب رئيس مجلس النواب» عندما اعتبر أنّ تلقيح النواب «أمر سيادي»!!

 

بالكاد بدأت عمليّة التلقيح يبدو أن حزب الله ذاهب باتجاه تهريب اللقاح من صحة المواطن اللبناني إلى خاصته في سوريا، ليس سرّاً أنّ التهريب إلى سوريا هو حصراً برعاية أمن وسلاح حزب الله وأنّ وزارة الصحة بيد الحزب، وفي الحديث عن تهريب اللقاح إلى سوريا تفوّق في تلخيصه بالأمس النائب الدكتور عاصم عراجي الذي نقلنا من الإرهاب إلى التهريب معتبراً أن «التهريب لا دين ولا حزب له»، ففوّت النائب الكريم على نفسه فرصة الدفاع عن حق المواطن اللبناني لأنّ المهربين معروفون جداً جداً «ولك مبلى إلو حزب» يسمّي نفسه بـ«حزب الله»، والله منهم براء.

 

وتصاعد المشهد اللبناني بإعادة الحديث عن الحكومة وهشاشة الشاشة ببشاشة طمأنة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم بزيارته الصرح البطريركي للقاء البطريرك بشارة الراعي، بالتأكيد إبراهيم موفد من فريق لبناني بعد اتصال جبران باسيل بالبطريرك، لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هل ينجح الرجلان حيث فشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكلّ المبعوثين والسفراء في لبنان؟ بالأمس خرج عن حزب الله تصريح عن أن خطورة الوضع في لبنان باتت أهم من موضوع التنازلات، ويوحي الكلام بأن الإشارة صدرت بضرورة تقديم التنازلات وحتى الآن بالتجربة أن الطرف الذي يتنازل هو الرئيس سعد الحريري، وأخوف المخاوف في هذه المرحلة تحويل الحريري إلى حسان دياب آخر لا قدّر الله.

 

تحتشد الأسئلة في المشهد اللبناني وكلّها لا إجابة لها، لكن لا بدّ من طرحها لأنّها إلزاميّة في المسار اللبناني المعقّد، وهذا المشهد المتحجر يعيدنا إلى زمن الحرب وكثرة المبادرات، نحن أمام فراغ حكومي مخيف ووسط نهر تماسيح مفترسة تمنع تشكيل حكومة جديدة وتحاصر الرئيس سعد الحريري معرقلة محاولته إيجاد حكومة تتمكن من الإمساك بزمام الأمور، ولا نظنّ أبداً أنّه سيكون من السّهل الوصول إلى حكومة مهما كان نوعها وعدد وزرائها ما دام الحديث عن أي تنازل يعني تسليم رقبة الحكومة لجبران باسيل بالثلث المعطّل، بالتأكيد لن تتشكل حكومة بـ»بركة» عقد وعراقيل جبران باسيل، وإن تشكّلت فستفشل في إدارة بلد منهار، وطبعاً مع عهد يترك لصهره الإمساك بزمام صلاحيات التشكيل أو التعطيل، وبكلّ الأحوال لبنان يغنّي على حافّة النّهر أنا الغريق فما خوفي من البللِ، لبنان في الهاوية ينتظر أن يطلع عليه الصبح عسى يراه عابر ما وينقذه منها!

 

لا حلول حتى الآن، أو فلنقل هناك أمل بحلول سلحفاتيّة عاديّة لن تغيّر حرفاً في مسار الانهيار، وهذه الطبقة السياسيّة تغضّ طرفها عن كلّ هذه الحقائق المخيفة من أجل مصالحها الشخصيّة، كلّ هؤلاء لا يبالون لو مات الشعب كلّه في سبيل بقائهم في مناصبهم، مكتفين بالحراك التقليدي الذي لا يقدّم ولا يؤخّر، هناك فريق في البلد لا يريد لا دولة ولا بلد إلا بما يتناسب وأجندته فقط!!