IMLebanon

اختصار

الحق الحق اننا في لبنان لسنا بحاجة الى أكثر من وزير تربية ووزير صحة ووزير داخلية لنقلب صفحة جديدة في تاريخنا الحديث. لسنا بحاجة لا الى مجلس تشريعي أو مجلس تنفيذي، ولا حتى الى رئيس لجمهورية سقطت داخل سلسلة أخطاء كثيرة ظلت تتكرر من عهد الى عهد بلا تصحيح أو إصلاح. لسنا بحاجة الى أكثر من ثلاثة وزراء في دولة مدنية، تميزها حرية مسؤولة ناتجة من عمق معرفة وتطور نظرة الى الحياة تواكب تطور علم عالمي ثم تفتح قلب على الرأفة ومعنى الكرامة.

وزارة التربية أساسية في دورة حياة جديدة لبناء إنسان يحمل مفهوماً جديداً لكلمة “وطن” يرتكز على أرض تنبع منها كل المعارف لتلتقي كل ما يبث الفضاء من أسرار. وزارة تربية تطور مناهجها الدراسية باستمرار، ولنا وزير دخل بابها من باب القلب والعقل قبل أن يدخل من باب السياسة.

أما في ما يخص وزارة الصحة بكل تشعباتها بدءاً مما يمس حياة المواطن كالدواء والإستشفاء الى المياه النقية الى المأكولات الصالحة، الطازجة، الى المطاعم والأفران ومحلات بيع اللحوم والمعلبات، الى… الى… الى وزير شاب انتفض على واقع أسود وبجهد لا يكّل أزاح غطاء الجهل والقذارة والغش.

ثم وزارة الداخلية التي تمتد سلطتها الى شرايين كل البلديات، رغم بلديات تعتدي على حقوق المواطنين وتسلبهم أملاكهم بصمت مريب. وزارة داخلية تتخطى مهمتها الإشراف على سجون باتت تحتاج الى إعادة تأهيل سريعة، داخل جدرانها محجوز من يشكل خطراً على من معه وعلى وطن بكامله ضمن بؤر فساد شاملة تتعدى الداخل الى الخارج وتهدد بتقويض سلام هش. وتصل مسؤوليات الداخلية الى تنظيم الأمن الداخلي والى تخطيط برامج ثقافية رياضية على مدى الفصول الأربعة بالإشتراك مع وزارة التربية ومع طلاب الجامعات المهيئين لتقديم كل جديد لإعادة بناء وطن صحيح الجسد والروح. ولنا وزير داخلية زاوج بين الجرأة والهدوء وقادر على خوض أبعاد ما عرفناها بعد.

وليت حاكم البنك المركزي يشرف مباشرة على كل ما يخص قضايا المال والأجور، فينتظم إقتصاد البلاد وتزدهر الصناعة، كذلك الزراعة، داخل صدقية ستمحو إتهاماً وشكوكاً ملأت صدور مواطنين لا يثقون بمن يتولى شؤونهم المالية، باستثناء القطاع المصرفي، قطاع وحده سليم في عالم عربي يتفكك داخل حروب مذهبية عنوانها “إرهاب” بينما هي حروب إبادة بشرية تتلطى بالدين وسط صمت ملايين العرب المسلمين الذين وقفوا مكتوفين أمام الزحف الأسود الهمجي.

لا تتعدى حاجة الشعب اللبناني أولئك الوزراء الثلاثة الذين فعلاً وحدهم يعملون داخل شلل إداري شامل، ظالم، لا مسؤول، ولا نكف عن المفاخرة اننا أبناء ستة آلاف سنة حضارة!