IMLebanon

ضجة حول حرية محجّبة!

 

مسألة حظر الحجاب ومنع الرموز الدينية في المدارس الفرنسية لا تزال موضع جدل منذ العام 2004 وحتى اليوم. وفي الـ 2009 أعلن الرئيس ساركوزي بالفم الملآن أن النقاب غير مرحّب فيه في فرنسا وهو لا يعتبره رمزاً دينياً بل رمزاً لاستعباد المرأة. عقب شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر بالقول “إن هذا الشأن داخلى ولاعلاقة لنا به وكل واحد حر فى دولته، فيما اعتبره عميد مسجد باريس منسجماً مع العلمانية الفرنسية. في نيسان الماضي صوّت مجلس الشيوخ الفرنسي على منع الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 18 عاما والأمهات المصاحبات لهن في الرحلات المدرسية من ارتداء الحجاب، وحظر لباس السباحة المعروف بالبوركيني في حمامات السباحة ما أشعل نقاشات واعتراضات. فهل يمكن أن تتهم الجمهورية الفرنسية بمعاداة الإسلام؟ طبعا لا.

 

في لبنان المتعدد والمتنوع لا مشكلة مع الحجاب في المدارس والجامعات الخاصة، مسيحية كانت أم علمانية، وأن تصادف أي موظفة رسمية أو محجبة في منطقة مسيحية صرف أو موظفة سافرة في منطقة إسلامية صافية أمران لا يتوقف عندهما مواطن. اما في المؤسسات التجارية فقسم منها يحرص على تعميم حرية الملبس وقسمٌ آخر يتشدد في المظهر حتى آخر حدود الإحتشام.

 

لكل مؤسسة ومهنة إطار، أحيانا يكون مرناً متساهلا مع زيّ الموظف وأحيانا يكون صارماً، فعلى صعيد الإعلام التلفزيوني مثلاً، يُلاحظ أنه لم تظهر على شاشة تلفزيون لبنان الرسمي مذيعة أخبار محجبة في ستين سنة، والأمر نفسه على شاشات الـ “lbci ” و “الجديد” و “المستقبل” و الـ “أم تي في” والـ “أي سي أن”قبل احتجابها، في المقابل لم تطل مذيعة سافرة على قناة “المنار” في خلال 21 سنة!

 

وما إثارة الضجة مؤخراً حول طلب إدارة مجمع الـ ABC في الأشرفية من إحدى الشركات إستبدال إحدى موظفاتها التي تعمل داخل المجمع وذلك بسبب وضعها الحجاب، سوى ضرب من ضروب الإفتعال والرياء. الخطوة هذه أثارت حفيظة من اعتبرها تقييداً للحريات فيما ذهب بعض المغالين، من كل الطوائف العاملة في لبنان، إلى حد الدعوة إلى مقاطعة المجمّع الأشهر الذي يفرض زيّا موحداً على جميع موظفاته في كل فروعه. انطلاقاً من الضجة المغلّفة بالخبث نطرح سؤالاً بديهياً: هل فرض “كوستوم” على مضيفات طيران الشرق الأوسط ورفض المضيفة المحجبة هو أيضاً تقييد للحريات؟ وماذا لو تكرّر ما حصل في الـ ABC بطلب استبدال موظفة مسيحية على صندوق في سوبر ماركت “ملتزم” لأنها ترتاح بالشورت ومصرّة على ارتدائه للتمايز عن زميلاتها المحجبات؟

 

في النهاية صاحب المؤسسة أدرى بمصالحه، ويحق له طلب موظفين شباب، كما تطلب المدرسة الحربية، لا يقل طولهم عن 170 سنتيمتراً، وأن يكونوا حليقي الذقون. فهل هذا تمييز ضدّ من هم على شاكلتي لجهة طول القوام وطول الذقن!