IMLebanon

المجهول المعلوم  

 

لقد قارب فصل الصيف على انقضاء نصف عدد اشهره واللبنانيون غائبون في احتفالات بعضها مميز كحفلة المطرب زين لاهل بلده وحفل احتفال اطلاق مهرجانات بيت الدين ومشاركة مغنية اوبرالية مصرية حققت نجاحًا عالميًا كان منه اختيار رئيس فرنسا لتكون صاحبة الصوت في مهرجان رسمي فرنسي.

 

يضاف الى هذه المبادرات، وكل منها يبرهن على استشعار اللبنانيين لغياب الفرح عن ايامهم نجد مبادرات غير متوقعة ومجرد توافرها يفيد ان روح المبادرة والتعاون على اطلاق الفرح ولو لساعات لا زال من شيم اللبنانيين.

 

هذا وسط بيروت يضاء بتقديمات من المغني الناجح ملحم زين، وشركة التلفزيون الانجح حاليًا الMTV وشركة سوليدير، الشركة العقارية الاكبر في لبنان الى تامين الاضاءة ليلاً لوسط بيروت كي يحتفل اللبنانيون بذكرى تمتع وسط بلدهم بانجاز مشروع اعطى بيروت ميزة التفرد في تبني انجاز ابنية مميزة عالميًا بتصاميمها، اضافة الى تجهيزات لتامين تواصل شبكات الكهرباء، وتصريف المياه، واستمرار تنظيف شوارع العاصمة الخالية من المؤسسات العاملة ما عدا استرجاع فندق الفينيسيا لبعض اقسامه واستقباله للزوار من مختلف البلدان العربية وقد عرفت مؤخرًا ان سيدة لبنانية قادمة مع ابنائها السوريين الجنسية حرمن من قبل السلطات السعودية بمرافقة اولادها الى لبنان.

 

لا زال اللبنانيون او بعضهم يعتبرون انهم مميزين عن الغير لاسباب لا يدركها سوى لمن يستمع الى بعض اللبنانيين يكررون ان صداقاتهم وذكرياتهم هي في بيروت، وعاليه وبعلبك وطرابلس.

 

هل نتذكر ان وزير خارجية لاقل من شهر وكان سفيرًا غير عادي اعلن منذ سنتين ان لبنان ارقى من ان يتعلم من اهل الصحراء، ومن حسن الحظ اسقط هذا الوزير قبل ان يحوز صوت الثقة، وتبعه وزير الخارجية الذي حاول المحافظة على سمعة وزارة الخارجية فوجد نفسه مواجهًا لمعركة ضميرية فرضت عليه الاستقالة، واذا بالوزير الحالي المعروف بتنقل التزاماته مع زعماء مختلفين، وهو كان حينما عينه الرئيس امين الجميل سفيرًا في واشنطن واراد بعد انقضاء سنتين تعيين نسيب لحود عصيًا على قرار رئيس لبنان فاستمر في العمل من مقر سفارة لبنان حتى اخرج منه بالقوة من قبل السلطات الاميركية، وهو اليوم وزير خارجيتنا وهو الذي يتغيب عن اي قرارات اممية بالنسبة لموضوع المهجرين السوريين. واهم من كل ذلك هو من قال حينما اكتشفت سلطات الكشف على المستوردات في السعودية ان هنالك تصديرًا لملايين حبوب الكبتاغون من لبنان وكل ما قاله وزير خارجيتنا ماذا نفعل اذا كان السعوديون يرغبون في حبوب الكبتاغون؟

 

هل يا ترى يمكن تقبل كلام من هذا النوع واستمرار الوزير في ادارة شؤون وزارة الخارجية واعتبار السلطات السعودية ان الوزير رجل ثقة؟

 

اللبنانيون الذين اقرت حكومة نجيب ميقاتي زيادة تعويضات العاملين في القطاع العام اربعة اضعاف بدءًا من الشهر السابع وحتى تاريخه لم تتوافر الاموال، يدركون ان انتهاء فصل الصيف وانخفاض اعداد الزوار – ومن زوار لبنان خلال فترة الصيف ليس فقط لبنانيين مقيمين في الخارج بل مواطنين بلدان اوروبية وآسيوية –  ومع حلول فصل الشتاء سيعود هؤلاء الى بلدانهم كما اللبنانيين المقيمين في بلدان الخليج العربي، وافريقيا واوروبا سيعودون الى اعمالهم ونشاطهم خوفًا من تبخر فرص العمل مع توسع استعمالات برامج الذكاء الاصطناعي.

 

رغم توضح صورة الاستقالات من الخدمة العامة التي بلغت في الاشهر الاخيرة 20 الف مواطن ومواطنة اي حوالى 8% من اعداد الموظفين والمتعاقدين والتي تبلغ نظريًا 320 الف لبناني ولبنانية، ورغم تأخر المعاملات القانونية في فض الخلافات لاوقات طويلة تؤدي الى اعتبار المنفعة العامة من احكام صادرة بعد 8-10 سنوات غير مفيدة يمكن القول ان لبنان سيشهد موجة تضخمية تؤدي الى انخفاض قيمة العملة المحلية الى مستويات قد تستجر معدلات زيادة كلفة المعيشة باكثر من 200% وعندئذٍ العيش في لبنان من العمل التقليدي النظيف سيصبح مستحيلاً ولن يتبقى من موظفي الدولة سوى المنتسبين الى الجيش وقوى الامن الداخلي مقتدرين على مواجهة معدلات كلفة المعيشة ويخسر لبنان من جديد آلاف المقتدرين واصحاب الاختصاص في الطب والهندسة والتدريس الجامعي وتدريجًا سيصبح لبنان فقيرًا على صعيد التركيبة البشرية المتواجدة، فكيف نواجه هذه النتيجة الحزينة؟

 

مشكلتنا الكبرى هي موضوع المهجرين السوريين والحكم السوري يعلن ان موافقته على عودة النسبة الكبرى من هؤلاء المهجرين في لبنان والاردن والعراق ترتهن بتوافر اموال اعادة بناء سوريا وهذه المهمة ستكون شاقة وستستغرق سنوات والعودة لن تكون بالاعداد الكبيرة المتوقعة، والسؤال الى اين نحن سائرون؟

 

رئيس لجنة المال والموازنة اعلن عن انشاء مجلس يشرف على تخصيص بعض الخدمات مثل البريد، والاتصالات واستثمار بعض العقارات المناسبة سياحيًا، وتسليم ادارة مرفأ بيروت ومرفأ طرابلس لشركات اختصاصية ولدينا شركة CMA-CGM التي حققت نجاحًا في استقبال عدد الناقلات وحققت انجازًا في المشاركة بإضاءة وسط بيروت وهذه الشركة اعادة تجهيز مكاتبها الحديثة مقابل المرفأ.

 

ويبقى لدينا قرار بتحويل شركة انترا للاستثمار الى شركة تجارية حقيقية تحظى بادارة متطورة وبرامج لتطوير موجوداتها ولا يكفي تعميم خدمات المقامرة لتصبح منفتحة على آلاف الميسورين من اصحاب الهواتف المحمولة.

 

وضعنا اصبح مقلقًا على جميع الاصعدة مع الجمود الذي يخيم على عمل وزارة تسير شؤون خدمات اللبنانيين.