Site icon IMLebanon

عبد الله خوري لـ “الديار”: غادرتُ في الـ 2003 بسبب نهم عون

 

“التيار الوطني الحرّ إلى أفول… ولن يبقى مع باسيل أكثر من ستة نواب”

 

تمايز هائل بين مَن خرج من التيار في الـ 2005 ومَن يخرج اليوم

 

أسئلة كثيرة تُطرح في الأوساط السياسية والشعبية عن مستقبل “التيار الوطني الحر” وحضوره السياسي في المرحلة المقبلة، بعد عملية فصل النائبين الياس بو صعب وآلان عون، وتقديم النائب سيمون أبي رميا استقالته من “التيار”. وبناءً على ذلك، سألت “الديار” أحد مؤسّسي التيار عبدالله خوري، الذي كان قد خرج من “التيار” في العام 2003 قبل عودة الرئيس ميشال عون إلى لبنان، عن السبب الأساسي الذي حدا به الى ترك “التيار”، فأشار إلى “حيثيتين لا تقلّان خطورة الواحدة عن الأخرى، الأولى هي بعدما اكتشفنا أن لديه نهما هائلا مع أقاربه على تصفية ماضي التيار الوطني الحر، وإيجاد حالة جديدة يستتبّ فيها الوضع للإطار العائلي، خلافاً لأطنان الكلام التي كانت تُطرح في السابق عن التجدّد والتجديد والإصلاح والتغيير”.

 

ويضيف إن “الموضوع الأخطر كان عندما اكتشفت علاقة بدأها السيد فايز قزّي بذهاب وإياب مكوكي على الشام ـ باريس، وباريس ـ الشام، أثمرت في ما بعد عن عودة عون من دون شروط، إلا شرط واحد أن لا يتحالف ميشال عون مع الرئيس الراحل رفيق الحريري ووليد جنبلاط فقط، وكان هذا الشرط السوري الوحيد، ويومها هاتفني الدكتور كمال اليازجي من باريس، وأعلمني بأنه عندما وُضعت النقاط بحضور كريم بقرادوني والنائب إميل لحود الطلب الأول للعماد عون كان استرجاع أمواله ورواتبه، ولم يطالب لا بالمعتقلين ولا المبعدين على باريس قسراً لترتيب عودتهم، وهذا ما أحرجنا أمام بقرادوني ولحود”.

 

وبالعودة إلى العام 2003، يقول إنه “بعدما بدأ فايز القزّي زياراته إلى العاصمة السورية، وعندما اكتشف الرئيس إميل لحود أن مشاورات القزي في سوريا بدأت تحقِّق تقدّماً، طلب من الجانب السوري تنحية القزّي، وتسليم هذا الملف لنجله إميل وكريم بقرادوني، وحتى الوزير محسن دلول تم استبعاده، وهو كان قطع أشواطاً في ترتيب علاقة عون مع السوريين”.

 

وهنا، وبناء على كل هذه المعلومات، يضيف “أصبت بالخيبة وحصل شجار عنيف بيني وبين عون وخرجت من التيار، وخرج معي حوالى 40 رئيس هيئة، وحصلت اتصالات لرأب الصدع بيني وبينه رفضتها جميعاً. وفي العام 2005 وإثر عودته إلى لبنان، أوفد لي أحد المقرّبين منه يطلب مني خوض الإنتخابات، وأن أكون الماروني الرابع على لائحته في المتن، فأجبته بأنني لن أقبل هذا العرض لأسباب ثلاثة: الأول خطير جداً، لأنه ليس بإمكاني الترشح على لائحة من صنع السوري وميشال المر وميشال عون، ولا يزال في سوريا 700 مواطن مفقودين في السجون السورية من العسكر والمواطنين العاديين، والخلاف التاريخي مع النظام السوري، والآخران تفصيليان: الأول أن الشعب المتني له الحق علي وعلى رفاقي أن نعلن عن أنفسنا أدبياً قبل الإنتخابات بستة أشهر، وليس باستطاعتنا أن نكون منزلين، رغم أن المتنيين يعرفوننا جيداً إن في حضورنا السياسي أو بعد خوضنا معركتين: معركة غابي المر ومعركة حكمت ديب. أما السبب الثاني أننا مالياً لسنا جاهزين لأن مقوماتنا الذاتية هي التي تدفع عنا وليس أي أحد آخر، ولهذا أنا أعتذر عن الترشح، فأجابني موفد عون بأن مصاريف المعركة يتحمّلها التيار، وانتهت العلاقة بيننا”.

 

وهل من نواة لكودرة الخارجين من “التيار”، يقول أن “تمايزاً هائلاً بين الفريق الذي خرج من التيار في العام 2003 سياسياً وعقائدياً وكيانياً وإجرائياً، عن الفريق الذي تابع مع التيار ويخرج منه اليوم، ويكمن هذا التمايز في أننا نحن من اتخذ قرار الخروج من التيار، بينما هم استظلّوا 25 عاماً فَيء الدجل والمصالح، وبعدها أخرجوهم من التيار، لذا لا يمكن لأحد أن يأكل من الكَرم لـ 25 عاماً وبعدها التمخّض والقول إن هذا النبيذ فاسد، لذا لا يمكن لنا أن نجتمع مع هؤلاء، لأن التمايز يكمن في أن هناك برتقاليا غامقا وبرتقاليا فاتحا، وهذا هو التمايز”.

 

ومع مَن بإمكانكم التعاون من الأفرقاء في الساحة المسيحية، يقول “خلال هذه الحقبة لم أبقَ بفراغ، ولم ألتزم حزبياً مع أي فريق، ولكن أجد نفسي بحاضنة واحدة مع “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب” و”الأحرار” وكل القوى المسيحية والمارونية التاريخية، وهذا هو موقعي”.

 

وعن إدراج إسمه في بعض لوائح الخارجين من “التيار”، يجيب: “وإن كنت أحتفظ للقليل من المدرجة أسماؤهم بحسن الذكرى ونقدّر حسن نواياهم، إلا أنني أرى أن الزجّ بإسمي في أية لائحة هو لزوم ما لا يلزم، وينطبق ذلك على جميع رفاقنا من تلك الحقبة المجيدة والتاريخية التي اغتالت مبادئها حالة عون وصهره باسيل”.

 

وعن مستقبل “التيار”، يرى خوري أن “معظم الأحزاب في الجسم المسيحي قد شاخت، لكن التيار لا تنطبق عليه موضوع الأحزاب هذه، ولكن عندما تؤخذ الجثة السياسية إلى مثواها الأخير ينتهي التيار العوني، وأنا لا أتخلى عن التيار الوطني الحر ولا عن ذكراه ولا عن تأسيسه، الذي جرى اغتياله عبر حالة عون ـ باسيل، وهذه أقولها منذ عشرين عاماً، لذا التيار إلى أفول ولن يبقى مع باسيل أكثر من ستة نواب”.