جاءنا وزير خارجية الجمهورية الإسلامية أمير حسين عبد اللهيان برزمة عروض مغرية لا يمكن لعاقل أن يرفضها.
عرَضَ تزويد لبنان بالمحروقات كما يزوّد أفغانستان غصباً عن إرادة الأميركيين. ساوى لبنان بأفغانستان. لبنان عين والطالبان عين. يا ليل يا عين. سيخفض العرض الإيراني الفاتورة النفطية ما يخفف الأعباء المالية عن المواطنين والدولة على حدّ سواء. وقد يقبل الجانب الإيراني بسداد فاتورته النفطية بالليرة اللبنانية، وهو يتدبر أمر تبديل عملتنا الوطنية باليورو أو بالدولار. وفي حال لم يقبل بالليرة قد يقبل بالريال الإيراني. ومعروف أن الدولار الأميركي كان قبل شهر يوازي 278.800 ريال في التداولات الإيرانية. وماذا لو غضبت أميركا إن وقّع لبنان على اتفاق نفطي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
فلتغضب. على مهلها بتروق.
وعرض عبد اللهيان كذلك بناء محطتي توليد طاقة في الزهراني وضاحية بيروت الجنوبية. طبعاً لن تكون المحطتان تقدمة من مؤسسة الأيتام لشعب لبنان المقاوم.
وثمة سؤال يُطرح لماذا في الزهراني وليس في سلعاتا؟ ولماذا في الضاحية وليس في الزوق؟ في أي حال ليت اللهيان جاء قبل رحيل فاطمة غول وأخيها أورهان بيه، لكان أقنعهما على طريقته بالبقاء سنتين ريثما يتم بناء المعملين الموعودين.
وثالث عروض عبد اللهيان إعمار مرفأ بيروت. كم جميل أن تتولى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس فقط إعمار المرفأ بل إدارته، بعد إبرام اتفاق يتيح للبنان الإفادة من علاقات إيران الدولية ومن شهرتها الملاحية. وبابوري رايح رايح بابوري جاي / بابوري محمّل سكّر وشاي.
ورابع عروض عبد اللهيان مترو الأنفاق في بيروت. لن يمانع لبنان أن تتولى الجمهورية الإسلامية تشغيل خطوطه لخمسة أعوام، وهذه مدة كافية كي يتعلّم اللبنانيون عموماً، والبيارته بشكل خاص اللغة الفارسية للتعاطي مع قاطعي التذاكر وإدارة المترو.
وخامس عروض عبد اللهيان تتعلق بالدواء والغذاء، والسادس وهو الأهم استعداد إيران لمزيد من الإجراءات التي تساعدنا في كسر الحصار “الأمريكي”، ودعم “حزب الله” في مواجهته للحرب الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة ضد لبنان.
ثبت لعبد اللهيان، بالعين المجرّدة، أن الأسطول السادس يفرض حصاراً خانقاً على لبنان لمنع وصول القمح الصيني والموز الصومالي والمانغا الأفريقية، والحفاضات الكورية الشمالية واللقاحات الروسية والسيكار الكوبي وأجود أنواع الكافيار. تبّاً لأمريكا.
غادر عبد اللهيان لبنان وصرخة واحدة طلعت من أفواه أطفاله: وين تركتنا يا بابا؟ وترددت معلومات أن سلطات مطار رفيق الحريري الدولي رفضت تزويد طائرة عبد اللهيان بالوقود. قيل أن عبد اللهيان ما كان حاملاً معه دولارات “فريش”. فاضطر لتأمين برميلين من شركة الأمانة. وغادر بأمان الله.