Site icon IMLebanon

عشاء بوصعب السرّي أنجز الأصعب… أسابيع لإنجاز مُسودة اتفاق أوليّة

 

 

كل شيء بات متوقفا على «هوكشتاين»، لا استشارات نيابية، ولا حسم وزاري، وحدها المعارك السياسية تملأ وقت الفراغ الضائع على جبهتي «البياضة» و»بلاتينوم»، آخذة بدربها «الصالح والطالح»، مفجرة رمانة القلوب المليانة بين العهد ورئيس حكومته، الذي بحسب النائب جبران باسيل «مستقتل» للبقاء في السراي على حساب كل انواع الارتكابات، رغم الاتفاق الضمني فيما خص ملف ترسيم الحدود.

 

ففي انتظار اتضاح نتائج مباحثات الوسيط الاميركي «آموش هوكشتاين» في بيروت خلال الساعات القادمة، والمحاطة بقدر كبير من السرية، فان لقاءاته الاولية اوحت بان ثمة «طبخة جدية قد استوت»، وان الامور ذاهبة في الاتجاه الصحيح، رغم استمرار التصعيد الكلامي سواء من العدو الاسرائيلي بعد كلام رئيس الاركان القديم الجديد باعادة لبنان الى العصر الحجري من جهة، والتحليلات اللبنانية من جهة ثانية، رغم ان مواقف الاطراف وبخاصة حزب الله باتت واضحة ويمكن تلخيصها في نقطتين: المسألة ليست مسألة خطوط، و»الحارة» تحتاج الى بعض الوقت لدرس الملف من كل جوانبه بعدما قررت الدخول مباشرة على الخط، والاهم الاستخراج في «اسرائيل» يقابله الاستخراج في لبنان، وهي نقاط اشار اليها «استيذ عين التينة» امام الاعلاميين.

 

وبعيدا عن اللقاءات الشكلية والبروتوكولية، بقيت المحطة الاهم في «العشاء السري» الذي عقد في منزل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب «عراب» اي اتفاق، والذي ضم مجموعة ضيقة من الشخصيات، من بينها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي سبق و»بشر» «هوكشتاين» بانه سيسمع هذه المرة موقفا لبنانيا موحدا، النائب الان عون، المستشار في رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، حيث تم بحث بعض التفاصيل ووضع «ارضية» لنقاشات الامس الرئاسية، حيث كشفت المعلومات ان المجتمعين «استدعوا» احد «الخبراء» الذي حمل معه ملفا اودعه على طاولة العشاء قبل ان يغادر.

 

مصادر مواكبة، اكدت ان اجواء لقاء الرابية توحي بان الخطوط العريضة انجزت، وان الباقي بعض التفاصيل التي تحتاج الى اتفاقات غير مباشرة بين المعنيين، غامزة في هذا الاطار من قناة «المتحف»، معتبرة ان الموفد الاميركي تقصّد ان تكون اولى زياراته للمديرية العامة للامن في رسالة اميركية واضحة، حملت اولا كسرا للاحادية الشيعية والعسكرية في التفاوض، وفي ذلك تغيير واضح في النهج الاميركي، وثانيا رسالة تطمين الى حزب الله ان لم يكن ردا على «طرح ما» سبق ان نوقش في واشنطن مع اللواء، الذي سبق واقرّ بانه تناول خلال زيارته للعاصمة الاميركية ملف الترسيم.

 

وتابعت المصادر بان الخرق الاساس حدث مع زيارة اللواء ابراهيم الى واشنطن، والرسالة التي حملها معه الى بيروت ساهمت بكسر حلقة المراوحة، مع اقتناع الاطراف كافة بسقوط الخط 29، والقرار الاستراتيجي الذي اتخذته رئاسة الجمهورية «باعادة الاعتبار لاتفاق الاطار» الذي انجزه «ابو مصطفى» بالتعاون والتنسيق مع «هوكشتاين» في مفاوضات ماراتونية، بدأت نتائجها تتظهر حاليا، مع اعتماد لبنان الخط 23 اساسا للتفاوض، على ان تبقى مسألة استقامته من عدمها مدار اخذ ورد.

 

في كل الاحوال، ومع مغادرة هوكشتاين لبيروت تتحول الانظار الى «تل ابيب» التي تؤكد مصادر ديبلوماسية انها باتت جاهزة للتعاون اكثر مع الاميركيين وابداء المزيد من المرونة ما قد يسمح بالتوصل الى مسودة اتفاق اولية يمكن البناء عليها وتطويرها في غضون اسابيع قليلة، اذا صفت النيات و لم تتدخل اطراف ثالثة لنسف التسوية، اذ غالبا ما ارتبط نجاح الحلول في لبنان «بتسليك» شياطين التفاصيل التي اعتادت نسف الايجابيات.