IMLebanon

أبو زيد “يغط” في روسيا… بعد “تطيير” حلم باسيل بالتعطيل

 

يبحث حكّام لبنان عن حلول في عواصم العالم، بينما الحلّ موجود في الداخل ويستطيعون ابتكاره إذا نظروا إلى معاناة الشعب والتدهور الحاصل في بنية الوطن.

 

تمنح عواصم القرار الملف اللبناني أهمية أكثر من السياسيين الذين يحكمون هذا البلد، ويتنقّل الإهتمام من باريس إلى الدوحة فأنقرة والقاهرة وصولاً إلى الرياض وطهران وموسكو، في وقت يراقب الجميع ماذا سيكون موقف واشنطن من كل ما يجري في لبنان والمنطقة.

 

والأكيد بحسب كل الزيارات والرحلات الإستكشافية، أن العواصم الكبرى تُصرّ على تأليف حكومة إختصاصيين مستقلّة غير مرتهنة للطبقة السياسية، وستبقى المساعدات محجوبة عن السلطة اللبنانية طالما أنها لم تنفّذ الإصلاحات التي يُطالب بها المجتمع الدولي والشعب اللبناني.

 

وتدخل موسكو على خطّ الأزمة الحكومية من باب حثّ كل الأفرقاء على تقديم تنازلات، وتدعم مهمّة الرئيس المكلّف سعد الحريري، وهي منذ بداية الأزمة بعد إنتفاضة 17 تشرين الأول 2019 تدعم عودة الحريري إلى الحكم وتأليف حكومة وحدة وطنية لا تستبعد أي فريق، لكن مهمتها واضحة وهي تنفيذ الإصلاحات.

 

والملفت أن موسكو لا تزال تستقطب الزوّار اللبنانيين والموفدين الذين يذهبون بمهمات، وكان آخرهم النائب السابق أمل أبو زيد الذي يزور روسيا دائماً موفداً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأخيراً من رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل.

 

وفي السياق، تكشف مصادر دبلوماسية واسعة الإطلاع لـ”نداء الوطن” أن “أبو زيد طار إلى موسكو بشكل طارئ الخميس الماضي، والتقى نائب وزير الخارجية الروسية والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا ميخائيل بوغدانوف يوم الجمعة الماضي، وأراد استيضاح الموقف الروسي الجديد الذي نقله السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف لأكثر من جهة، ومفاده أن روسيا غير موافقة على إعطاء باسيل الثلث المعطّل في حكومة الحريري”.

 

وتلفت المصادر الدبلوماسية إلى أن إيران نفسها غير موافقة على هذا الأمر أيضاً، وقد أبلغ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي زار موسكو منذ نحو 15 يوماً، المسؤولين الروس أن طهران “لا تُحبّذ أن يملك أحد من الأفرقاء اللبنانيين، ومن ضمنهم باسيل، الثلث المعطّل، كما أنها لا تريد في الوقت نفسه الضغط على “حزب الله” كي يضغط على عون وباسيل من أجل تقديم التنازلات في التفاوض الحكومي”.

 

وتكشف المصادر الدبلوماسية أيضاً أن ظريف أبلغ الروس أن إيران و”حزب الله” يدعمان الحريري في تأليف الحكومة الجديدة، لكن الإيرانيين لا يريدون إعطاء أي فريق ثلثاً معطّلاً لأنه سيعطل عمل الحكومة في أول مطب”.

 

وتتابع المصادر ساردةً ما حصل، وتلفت إلى أن الموقف الروسي الأخير بعدم السماح لباسيل بامتلاك الثلث المعطّل نُقل إلى بيروت وعلم باسيل به، فاستقل أبو زيد الطائرة الى موسكو ليتحدّث إلى بوغدانوف، ولأن إجتماعه مع بوغدانوف لم يأتِ بثمار وكان غير ناجح، لم يصدر أي بيان عن الخارجية الروسية. وقد درجت العادة أن تصدر “الخارجية” بياناً في كل مرة يلتقي أبو زيد بوغدانوف. ورغم كثرة النقاش إلا أن وجهات النظر كانت متباعدة وبوغدانوف لم يقتنع بنظرية أبو زيد التي تدعم إعطاء باسيل الثلث المعطّل.

 

والملفت أيضاً ان أبو زيد إنتظر أسبوعاً للإفصاح عن لقائه مع بوغدانوف الذي يقوم منذ السبت الماضي بجولة أفريقية بصفته الممثل الشخصي لبوتين في أفريقيا، وهو يجول على عدّة دول أفريقية، وعلمت “نداء الوطن” أن بوغدانوف يعود إلى موسكو مساء غد، في حين أن أبو زيد لم يلتقِ وزير الخارجية سيرغي لافروف كما رُوّج في بيروت.

 

ومن جهة ثانية، علمت “نداء الوطن” من مصادر روسية أن الكلام الذي نقله أبو زيد عن بوغدانوف من أن روسيا ستزود لبنان مجاناً باللقاح الروسي لمواجهة “كورونا” غير دقيق ولا يرتكز على أي أسس، فروسيا طبعاً تدعم لبنان وتقف إلى جانب شعبه وهي تعتبر نفسها صديقة لكل اللبنانيين وليس مع فريق ضدّ آخر، لكن مسألة اللقاحات شيء مختلف تماماً ولا يوجد أي قرار روسي بهذا الشأن.