يُتحفنا دائماً الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران بتصريحات فارغة، آخرها كان بالأمس وتحدّث فيه عن «التصرفات والمغامرات الأميركية الغبية في سوريا لعب بالنار»، من يقرأ أو يسمع بهذا الوصف الإيراني السخيف يتساءل كم جنرالاً أميركياً يعمل بصفة مستشار في الحرب الدائرة في سوريا؟ أو كم جنرالاً وضابطاً برتبة عالية سقط لأميركا في حلب وسواها من المدن السوريّة؟ وكم ميليشيا إرهابيّة دفعت بها أميركا لقتل الشعب السوري؟ وهذه النّار الموقدة على الجبهات السوريّة من أوقدها وسعّرها أأيران أم أميركا؟ وكم «عتبة» و»مقام» مقدّس ادّعت أميركا أنها أرسلت «شيعتها» لحمايتها في سوريا وهي تخوض حرباً ضروساً ضدّ الشعب السوري حرصاً على مشروعها الإيراني في المنطقة ولإبقاء الطريق مفتوحة بينها وبين حزبها في لبنان ولو على بحر من الدم؟!
هو نفسه الأدميرال علي شمخاني سبق وتباهى بأنّ إيران وصلت إلى باب المندب، إيران وليس أميركا، ذات مرّة قال فرزاد الفارسي: «إنكم (العرب) لم تكتفوا بفتح بلادنا والإطاحة بحكمنا بل غرستم فينا دينكم الإسلامي ومازلنا نعاني منه حتى يومنا هذا»!! لن تكتفي إيران بالصراخ والعويل من أجل نظام بشّار الجزّار، ولن تكتفي بالعويل من أجل حوثيّيها في اليمن، ولا بالانتحاب على الوكيل الشرعي للخامنئي في البحرين، مع صباح اليوم يتبقّى ثلاثة أيام من المهلة الخليجيّة ـ المصريّة المعطاة لقطر التي لا تزال تصرّ على المكابرة مستقوية بالعجميْن الفرس والتّرك، فيما أميركا تدخل على خطّ محاولة حلّ، أغلب الظنّ أنّها ستبوء بالفشل بفعل «الاستكبار» القطري المستمدّ من «الاستكبار» الإيراني و»العنجهيّة» التركيّة، فيا ويل أميركا من لعبها بالنّار في سوريا إذ سيحلّ بها سخط إيران!!
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان أقل صلفاً وتهديداً وتوصيفاً لتحذير أميركا لبشّار الأسد من ضربة جديدة يستخدم فيها السلاح الكيماوي ضدّ شعبه فاكتفى بالتحذير من ضربة استباقيّة أميركيّة متّخذة من هذا التهديد ذريعة، «طيّب» إذا «أميركا غبيّة إيران شو؟؟؟»!
من يتذكّر اليوم الغارة الإسرائيليّة على القنيطرة التي قتل فيها العميد محمد علي الله دادي من الحرس الثوري الإيراني الذي وبحسب الوصف الإيراني كان يعمل «لإرساء الأمن والسلام في هذا البلد (سوريا)»، وقتل معه جهاد عماد مغنيّة، وذاك التصريح «الغبيّ» لعلي شمخاني الذي قال: «المقاومة سترد بقوة وحزم ثوري في الوقت والمكان المناسبين على الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني»، أو تصريح وزير الدفاع الجنرال حسين دهقان على هامش التشييع «الغارة لن تمر من دون رد (…) المهم مكان وزمان هذا الرد»، أو تصريح محسن رضائي أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام، وبوضوح لا لبس فيه: «سنرد لحزب الله اعتباره (…) الحزب حذر لأن لديه خطة على الأجل الطويل ولن يردّ في ثورة غضب»، ماذا فعلت إيران الغبيّة بعد الاستهدافات التي طاولتها فعلاً وحزب الله وهم يلعبون بالنار على خطّ الجولان؟!
«كلام.. بسّ»، لا تنتج إيران إلا الكلام والشرّ، فهي بقضها وجنرالاتها وحرسها الثوري وميليشياته سقطوا في سوريا ولم ينقذهم إلا التدخّل الروسي بكلّ قوته التدميريّة، إلى متى ستبقى إيران بغبائها الإرهابي تعيث فساداً في المنطقة من لبنان إلى البحرين مروراً بسوريا والعراق واليمن؟ وحدها الولايات المتحدة الأميركية تملك الإجابة عن هذا السؤال.